الجزائر.. "سوناطراك" تخسر سنوياً 8 مليارات دولار لأسباب مجهولة
المدير العام لشركة سوناطراك يكشف عن نزيف مالي وبشري حاد تعيشه الشركة، معترفا بصعوبات كبيرة تواجهها.
فاجأ المدير العام لشركة سوناطراك النفطية الجزائرية، عبد المؤمن ولد قدور، المتابعين بكشفه عن خسارة سنوية فادحة تتكبدها الشركة، وصلت قيمتها إلى 8 مليارات دولار سنوياً، مشيراً في المقابل إلى أنه "يجهل أين يذهب هذا المبلغ".
- سوناطراك الجزائرية تخطط لزيادة التركيز على البتروكيماويات
- الجزائر.. توتال وسوناطراك توقعان اتفاقا لإنشاء مصنع للبتروكيماويات
كما تحدث المسؤول الجزائري في ندوة حول "الانتقال الطاقوي والتنويع الاقتصادي" في العاصمة الجزائرية عن "نزيف بشري حاد" في شركة سوناطراك، وصل إلى "10 آلاف عامل" غادروا الشركة في السنوات الثلاث الأخيرة"، معترفاً بعدم قدرة سوناطراك على وقف ومواجهة هذا النزيف في الإطارات والأموال.
وأعطى ولد قدور جملة من الأسباب التي دفعت العدد الهائل من كوادر الشركة إلى مغادرة الشركة، ولخصها في "التقاعد المسبق والعروض المغرية من شركات أجنبية"، إضافة إلى "مخاوفهم من التورط في قضايا فساد والضغوط التي عاشوها في السنوات الماضية".
وأضاف أن "ما مرت به سوناطراك في السنوات الأخيرة وما تعلق منها بفضائح الفساد والمتابعات القضائية، أثر بشكل سلبي جداً على إطارات الشركة، الذين وصل بهم الأمر إلى الخوف من اتخاذ أي قرار أو توقيع أية وثيقة خوفاً من التورط".
وأوضح المدير العام لسوناطراك أن الشركة تعمل على وضع استراتيجية في غضون 2021 تجنبها الخسارة الفادحة السنوية التي تتكبدها، كاشفاً في السياق بأن سوناطراك "تطمح إلى تحقيق 60 مليار دولار من العائدات آفاق 2030، مع توجيه 50 % منها لخلق الثروة الوطنية والنصف المتبقي للاستثمارات المختلفة والاحتياطات".
واعترف المسؤول الأول عن عملاق النفط الجزائري بوجود صعوبات تمر بها الشركة لعدة أسباب، أبرزها كما قال "نفاذ الحقول التاريخية التي كانت تعتمد عليها في التمويل والجباية، والأمور التنظيمية التي تزداد تعقداً".
وكشفت الجزائر عن استراتيجيتها النفطية الجديدة التي ترتكز على صفقات البتروكيماويات لتقليص واردات البلاد من الوقود وتعزيز الإيرادات.
كما وقعت الأسبوع الماضي سوناطراك وتوتال الفرنسية اتفاقاً بقيمة 1.4 مليار دولار لبناء مصنع للبولي بروبلين في منطقة أرزيو (غرب الجزائر)، تصل طاقته الإنتاجية السنوية 550 ألف طن من البولي بروبلين و650 ألف طن من البروبان.
تراجع طفيف في استهلاك الوقود
في سياق آخر، كشفت آخر الإحصائيات الصادرة عن سلطة ضبط المحروقات الجزائرية، تراجعاً طفيفاً في استهلاك الوقود بالسوق المحلية للعام الثالث على التوالي، في وقت سجلت فاتورة استيراد الوقود مع نهاية 2017 رقماُ قياسياً وصل إلى 2.5 مليار دولار.
- "سوناطراك" تتجاوز "مأزق" استيراد الوقود باقتناء أكبر مصفاة نفطية
- "صدمة" تدفع "سوناطراك" الجزائرية لمضاعفة قدراتها الإنتاجية
وبلغ استهلاك الوقود في السوق الجزائرية 3.35 مليون طن في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، مقابل 3.40 مليون طن في نفس الفترة من 2017، بتراجع نسبته 1.4 %.
وسجل استهلاك البنزين الممتاز أكبر انخفاض بنسبة وصلت إلى 14 %، ووصلت إلى 319.575 طن في الأشهر الثلاثة الأولى من 2018، وانخفض استهلاك البنزين العادي بنسبة 0.4 %، والبنزين بدون رصاص بنسبة 1 %.
في حين سجل استهلاك الوقود الخاص بغاز البترول المميع ارتفاعاً كبيرا وصلت نسبته إلى 37 %، ووصل في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي إلى 136.161 طن مقابل 99.424 طن في نفس الفترة من 2017.
وكشفت سوناطراك الأسبوع الماضي عن اقتنائها مصفاة لتكرير البترول الخام في إيطاليا بقيمة 1 مليار دولار، في محاولة لخفض فاتورة استيراد الوقود، في وقت انتقد عدد من الخبراء الاقتصاديين لجوء الجزائر إلى شراء مصفاة للتكرير، مبررين ذلك بأنها "مصفاة قديمة ولا يمكنها أن تلبي احتياجات الجزائر بالشكل المتوقع".
ودافع المدير العام لسوناطراك، عبد المؤمن ولد قدور عن قرار شراء المصفاة، وقال إن "شراءها جاء للحفاظ على مصالح الدولة، ونتيجة للتذبذب الكبير في أسعار المحروقات الذي فرض على سوناطراك التوجه نحو تكرير النفط الخام للتقليل من تداعيات تراجع الأسعار وانخفاض المداخيل"، كما قال.