دراسة علمية تكشف.. هل يفضل الوالدان أحد الأبناء؟
الكثير منّا، خاصة أولئك الذين لديهم أشقاء، قد يشعرون في بعض الأوقات بقلق أو تساؤل حول ما إذا كان الوالدان يفضلون أحد الأبناء على الآخر دون أن يظهر ذلك علنًا.
لكن يبدو أن الإجابة ليست كما نتمنى؛ فالأبحاث الحديثة تشير إلى وجود تفضيل بالفعل، مع تقديم رؤى جديدة حول السمات التي تجعل الطفل "المفضل" لدى والديه.
قام الدكتور ألكسندر جينسن، الأستاذ المشارك بجامعة بريغهام يونغ، والباحثة ميكيل أ. جورجينسن-ويلز من جامعة ويسترن، بتحليل بيانات مأخوذة من أكثر من 19 ألف مشارك من خلال 30 دراسة علمية منشورة في مجلات مُحكّمة وأطروحات بحثية، إضافة إلى 14 قاعدة بيانات.
وقد ركزت الدراسة على السمات الشخصية للأطفال التي قد تجعلهم "الأبناء المفضلين"، بالإضافة إلى أساليب التعبير عن هذا التفضيل من قبل الآباء.
نتائج غير متوقعة
كانت بعض النتائج مفاجئة للباحثين؛ إذ كانوا يتوقعون أن تميل الأمهات لتفضيل البنات والآباء لتفضيل الأبناء. إلا أن التحليل أظهر أن كلا الوالدين أكثر ميلًا لتفضيل البنات.
كما توقعت الدراسة أن الانفتاح الاجتماعي (الإكسترافيرجن) يقلل من فرص الطفل في أن يكون مفضلًا، لكن تبين أن هذه السمة لا تؤثر بشكل واضح.
وصرح جينسن: "يبدو أن الأمريكيين يُقدّرون الأشخاص المنفتحين اجتماعيًا، لكن هذا العامل قد يكون أقل أهمية داخل الأسرة".
بوجه عام، أظهرت الدراسة أن الآباء قد يميلون لتفضيل البنات والأطفال الذين يتمتعون بسمات الضمير الحي واللطف. كما تبين أن الأبناء الأكبر سنًا يحصلون على قدر أكبر من الحرية والاستقلالية مقارنة بأشقائهم الأصغر.
تأثير التفضيل على العلاقات الأسرية
رغم أن البعض قد ينظر إلى هذه النتائج بروح الدعابة، إلا أن الباحثين يحذرون من تأثير التفضيل داخل الأسرة. إذ تشير دراسات سابقة إلى أن الأطفال الذين يشعرون بأنهم الأقل تفضيلًا قد يعانون من مشكلات في صحتهم النفسية وعلاقاتهم الأسرية.
وقال جينسن: "على مدار عقود، أثبت الباحثون أن المعاملة التفاضلية من قبل الآباء قد تترك آثارًا طويلة الأمد على الأطفال. فهم هذه الديناميكيات يمكن أن يساعد الآباء والمعالجين في التعرف على الأنماط الأسرية التي قد تكون ضارة، ومن ثم ضمان شعور جميع الأطفال بالمحبة والدعم".