حقيقة أم أسطورة.. هل تربية الحيوانات الأليفة تجعلنا سعداء؟
يربط البعض بين مدى جودة حياتهم واقتناء حيوان أليف، فيتساءل البعض هل تربية الحيوانات الأليفة تجعلنا سعداء؟ أم أنها مجرد أسطورة؟ نكتشف ذلك معاً.
بعد أن أجرت جامعة ميشيغان الأمريكية، وقت انتشار جائحة كورونا، دراسة حول ارتباط مستويات سعادة البعض باقتنائهم حيوان أليف أو أكثر، هل تربية الحيوانات الأليفة تجعلنا سعداء؟ أم أن الأمر مجرد أسطورة نرددها للتخفيف من حدة شعورنا بالألم؟
تأثير الحيوانات الأليفة على الصحة النفسية
أفادت دراسة جامعة ميشيغان الأمريكية أنه لا علاقة بمستويات السعادة واقتناء حيوان أليف من عدمه، في الوقت الذي تؤكد الطبيبة إيمي فلورز Emy Flowers في مقالها المنشور على موقع WebMD الطبي، حول مدى تأثير الحيوانات الأليفة على صحتنا النفسية، أن اقتناء حيوان أليف يعزز من الصحة النفسية، حيث يعمل على ما يلي:
1. تعزيز الشعور بالرفقة
فالحياة مع حيوانك الأليف تعني أن لديك ما يرافقك أينما ذهبت في المنزل، الأمر الذي يعزز من انفتاحك على أشخاص آخرين ممن لديهم حيوانات أليفة، سواء أثناء تمشية المساء أو الصباح لكلبك، أو في عيادة الطبيب المسؤول عن العناية بأليفك.
2. تحسين المزاج
بمجرد النظر إلى حيوانك الأليف ستشعر أنك أفضل، كما أن حيوانك الأليف يشعر بك، فمتى كنت مهموماً أو وحيداً سيقترب منك أليفك، يذكر أن بعض الدراسات أكدت على أن التواصل بالنظر مع كلبك يعزز من إفراز هرمون السعادة في جسمك، مما يعدل من المزاج.
3. اتباع روتين صحي
أن تقتني حيوان أليف في البيت، يعني أن تتبع جدول يومي صارم؛ حرصاً على سلامة أليفك، فالاعتناء بالنظام الغذائي لحيوانك الأليف، وخروجه لتمشية، فضلاً عن الممنوعات من الأطعمة والمنتجات، يعزز من الشعور بالمسؤولية، خاصة لدى الأطفال.
4. السيطرة على القلق
من المعروف أن اقتناء حيوان أليف سيقلل من الشعور بالضغط العصبي، والقلق، فالبقاء إلى جانب حيوان أليف يساعد على تقليل مستويات هرمون الكورتيزول، ومن ثم تقليل مستويات القلق والضغط العصبي.
يذكر أن بعض المصابين بأمراض مثل: القلق المزمن أو الاكتئاب، قد يصطحبوا حيواناً لدعمهم نفسياً، وهذا ما يعرف بـ "حيوانات الدعم العاطفي" هذه الحيوانات لا تخضع إلى أي تدريب مثلما هو في حيوانات تقديم الخدمة لذوي الاحتياجات الخاصة أو المعاقين، كما أنها لا تحتاج إلى أي شهادة.
تأثير الحيوانات الأليفة على الأطفال
يوصي العديد من الأخصائيين النفسيين بتربية الحيوانات الأليفة مع الأطفال؛ لما له من دور رئيسي ومهم في التأثير على الطفل، وعلاقته بمحيطه؛ كون علاقة الطفل بالحيوان تنمي لديه بعض المهارات. حسبما ورد في الموقع الرسمي لمنظمة Pathways فاقتناء حيوان أليف يساعد الطفل على اكتساب مهارات عاطفية فضلاً عن المهارات الاجتماعية، للأسباب التالية:
- تعزز تربية الحيوانات شعور الإحساس بالآخر لدى الطفل.
- الحيوانات لديها طاقة حركية فستساعد طفلك في البقاء نشيطاً.
- إن طريقة التعامل مع حيوانك الأليف ستساعد طفلك في التعلم.
- تنمية التجارب الحسية لدى طفلك فيتعلم طفلك التوازن والوعي الجسدي.
- تعزيز شعور الالتزام لدى الطفل وشعوره بالمسؤولية تجاه الروتين الخاص بالحيوان الأليف.
- كما تعزز مهارة حل المشكلات وإيجاد حلول بديلة حالة تحمل مسؤولية العناية بالحيوان الأليف.
من ناحية أخرى، تؤكد الأكاديمية الأمريكية للطب النفسي للأطفال والمراهقين AACAP، عبر موقعها الرسمي، أن التعامل مع الحيوانات بصبر وتعاطف ورحمة ينمي عند الطفل مهارة التعامل مع الناس في محيطه وخارجه بنفس الصورة، في حين أن التعامل مع الحيوان الأليف بإهمال أو عنف أمام الطفل ستزيد من أسلوبه غير الصحي في التعامل مع الآخرين.
قبل أن تقتني حيوان أليف في بيتك تذكر أنه أيضاً روح، تحتاج إلى الرعاية، بل ويشعر بصاحبه، ويرتبط به ارتباطاً قوياً، فلا تتسرع في اقتناء حيوان ثم تتركه بعد أن يرتبط بك.
aXA6IDMuMTIuMTU0LjEzMyA= جزيرة ام اند امز