تنظيم تجار السوق السوداء المسلح.. قصة النهب الممنهج لثروات ليبيا
تجار السوق السوداء المسلح ينشطون في مناطق بني وليد والقريات والشويرف والشاطئ وسبها الليبية
كشفت مصادر أمنية ليبية خطوط سير مهربي الوقود والهجرة داخل ليبيا، كما كشفت عن أسباب ارتفاع أسعار السلع والمحروقات في الجنوب الليبي.
وأفادت المصادر لـ"العين الإخبارية" بأن أحد أسباب ارتفاع أسعار المحروقات في الجنوب الليبي هو احتكارها من قبل تجار السوق السوداء الذين تحولوا من التجارة إلى تنظيم مسلح له نشاطات متعددة تصلح إلى السطو وقطع الطريق أمام شحنات الوقود المدعومة من الحكومة الليبية.
أضافت المصادر التي طلبت عدم نشر أسمائها أن تنظيم تجار السوق السوداء المسلح ينشط بقوة في مناطق بني وليد والقريات والشويرف والشاطئ وسبها وما بعدها" حيث اعتدوا منذ قرابة الشهر على 4 صهاريج لنقل الوقود بالقرب من منطقة أشكره الشاطئ وسرقوا حمولتها وتركوا الشاحنات بالقرب من مشروع براك الزراعي.
وأوضحت المصادر أن تهريب الوقود يمر عبر مراحل أولها من منطقة القريات نقطة الاستلام حتى الوصول لمحطات الإتجار غير الشرعية في وادي الشاطئ و منها إلى مدينة سبها عن طريق منطقة زلاف الرملية التي تقع بين وادي الشاطي و سبها.
كما ذكرت المصادر أن أحد أسباب ارتفاع أسعار المحروقات في الجنوب الليبي هو الاتجار به للمرتزقة التشاديين المنقبين عن الذهب في مناطق العوينات ومناطق حوض مرزق في أقصى الجنوب الشرقي والغربي من البلاد.
وأكدت المصادر أن طريقة النقل للمنقبين المرتزقة تتم من وادي الشاطئ وسبها في براميل تقدر سعتها بـ60 لترا بسعر يتجاوز 100 دولار أمريكي في شحنات شبه يومية في آليات نقل صحراوية.
ولفتت المصادر إلى أن كثرة الطلب من التشادية على الوقود والسلع والماء في أسواق المنقبين جعل أسعار هذه المواد ترتفع و تزداد في الارتفاع الأمر الذي ينعكس سلبًا على حياة المواطن الليبي في المنطقة الجنوبية.
ويقول اللواء خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي "إن القوات المسلحة ماضية في مشروعها لتأمين كافة المناطق الجنوبية لتأمين وصول كافة الإمدادات التموينية والمحروقات لتلك المناطق".
أضاف المحجوب لـ "العين الإخبارية" أن المنطقة العسكرية سبها شرعت في تأمين كافة المداخل والمخارج في المدينة للقضاء تدريجيًا على عمليات تهريب البشر والسلع الغذائية والمحروقات إلى خارج المدينة.
و ذكر المحجوب أن منطقة سبها العسكرية ألقت القبض في وقت سابق على عشرات المخربين الذي يحاولون إعاقة عمل الأجهزة الأمنية في المدينة خدمة لمصالحهم الضيقة.
وأكد المحجوب على وجود عصابات تنشط في أماكن متطرفة مهمتها تقويض الأمن في المنطقة الجنوبية وسجلت الجهات الأمنية في وقت سابق ظواهر اعتداء على سائقي صهاريج الوقود التي تنطلق من منطقة رأس المنقار بالمنطقة الشرقية كما أحبط الجيش الليبي عشرات عمليات السطو على القوافل التي تنطلق لتزويد الجنوب بالوقود والسلع.
كان الجيش الليبي في يناير/كانون الثاني 2019 أطلق عملية فرض القانون وقوض آمال الجماعات الإرهابية وتجار البشر و المحروقات و طرد عناصر المرتزقة التشاديين.
وشهدت مناطق الجنوب الليبي أمنا واستقرارا واختفاء كل مظاهر انعدام الأمن حتى تسللت مجموعات إرهابية برعاية حكومة الوفاق غير الشرعية المدعومة من تركيا لبعض المناطق وساهمت في إعادة الفوضى و انعدام الامن خصوصًا في مناطق حوض مرزق.