خسر الأغلبية.. لماذا عزف الجنوب أفريقيون عن تأييد الحزب الحاكم؟
استقبل بعض الناخبين في جنوب أفريقيا أنباء هزيمة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي في انتخابات الأسبوع الماضي، بقدر كبير من السعادة.
للمرة الأولى منذ نهاية نظام الفصل العنصري في عام 1994، فشل الحزب الذي كان يتزعمه نيلسون مانديلا ذات يوم في الفوز بأغلبية مطلقة من الأصوات في الانتخابات الوطنية، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.
ورغم تصدر حزب المؤتمر الوطني الأفريقي انتخابات 29 مايو/أيار، فإن النتائج الأخيرة يُنظر إليها على نطاق واسع باعتبارها هزيمة سياسية وتقريعا من الناخبين الذين تزايد غضبهم تجاه الحزب الوحيد الذي عرفوه منذ نهاية الفصل العنصري.
في الانتخابات الأخيرة، التي جرت عام 2019، حصل حزب المؤتمر الوطني الأفريقي على 57% من الأصوات، لكنه حصول الحزب على 41% في هذه الانتخابات أفقد الحزب أغلبيته في البرلمان الذي ينتخب رئيس البلاد، وسيتعين على الحزب الآن العمل مع أحزاب المعارضة الأصغر.
وقال رئيس الحزب ووزير المعادن والطاقة: "بوسعنا التحدث إلى أي شخص وأي جهة"، لكنه تهرب من الإجابة عن سؤال عن الشريك الذي يبحث الحزب إقامة ائتلاف حاكم معه.
ودخل فرز الأصوات في الانتخابات التي جرت الأربعاء مراحله الأخيرة اليوم السبت بظهور نتائج 99.53% من مراكز الاقتراع التي أعطت حزب المؤتمر 40.21%.
وحصل التحالف الديمقراطي أكبر أحزاب المعارضة على 21.80%، في حين حصل "إم كيه" -وهو حزب جديد بزعامة الرئيس السابق جاكوب زوما– على 14.60%، بينما حصل حزب المقاتلين من أجل الحرية الاقتصادية اليساري المتطرف بقيادة جولياس ماليما على 9.48%.
أسباب تراجع شعبية الحزب
ولد غالبية مواطني جنوب أفريقيا الذين هم في سن التصويت بعد نظام الفصل العنصري في عام 1994، وكانوا من الجيل الذي شهد الطفرة والنمو الاقتصادي في جنوب أفريقيا في مرحلة ما بعد الفصل العنصري، ثم الانحدار واليأس الذي أعقب ذلك.
لكن شعبية الحزب تراجعت على مدى عقد مضى بسبب معاناة مواطني جنوب أفريقيا من ركود الاقتصاد وارتفاع معدلات البطالة وانهيار الطرق ومحطات الطاقة.
وتشهد جنوب أفريقيا غضبا من البطالة وعدم المساواة ونقص الكهرباء.
وتطال البطالة في ثاني قوة اقتصادية في أفريقيا، ثلث من هم في سن العمل، وخصوصا الشباب.
كما ترتفع نسبة الفقر وتتسع فجوة التفاوت، في حين تبلغ نسبة الجريمة أرقاما قياسية.
ويعد الانقطاع المتكرّر للمياه والكهرباء تذكير بأن الحلم الذي وعد به حزب المؤتمر الوطني في نهاية نظام الفصل العنصري، في حصول الجميع على التعليم والسكن والخدمات الأساسيةـ لا يزال بعيد المنال.
والأسوأ، كان ارتفاع مستوى عدم الثقة نتيجة فضائح فساد متعدّدة تورّط فيها كبار قادة الحزب في الأعوام الأخيرة، وتصدرت عناوين الأخبار الرئيسية.
ولا يزال حزب المؤتمر الوطني الأفريقي بزعامة سيريل رامافوزا هو أكبر حزب في الجمعية الوطنية. ويتعين على المجلس الجديد انتخاب الرئيس القادم في يونيو/حزيران.
وفي غضون ذلك، ينبغي على حزب المؤتمر الوطني الأفريقي أن يشكل تحالفات، إما لتشكيل حكومة ائتلافية مع حزب واحد أو أكثر، أو لإقناع الأحزاب الأخرى بتأييد إعادة انتخاب رامافوزا الذي سيقوم بتشكيل حكومة تضم أقلية من حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، والتي سيتعين عليها أن تسعى في كل مرة إلى إيجاد حلفاء لتمرير ميزانيتها ومشاريع قوانينها.
aXA6IDMuMTMzLjEzOS4xNjQg جزيرة ام اند امز