اغتيال زعيم كوريا الشمالية مهمة تحيي مأساة "الفرقة 684"
كوريا الجنوبية أنشأت فرقة اغتيال عالية السرية مهمتهما الهجوم على مقر إقامة زعيم كوريا الشمالية حينها كيم إل سونج، لكنها انتهت بكارثة.
في عام 1968 وصل إلى جزيرة سيلميدو في كوريا الجنوبية 31 شخصا كانوا قوام فرقة اغتيال عالية السرية مهمتها الهجوم على مقر إقامة زعيم كوريا الشمالية حينها كيم إل سونج وقتله، ردا على هجوم شنته كوريا الشمالية على مجمعها الرئاسي.
لكن الوحدة الكورية الجنوبية التي عرفت بالوحدة 684 انتهت بكارثة؛ فقد فَقَدَ 7 منهم أرواحهم إما بالإعدام بتهمة الهرب من الخدمة أو تحت وطأة التدريبات الشاقة، والـ24 الباقون انقلبوا على مدربيهم العسكريين وقتلوا معظمهم في حالة عصيان دموي.
جرى التستر على الأحداث الغريبة والمميتة التي وقعت على جزيرة سيلميدو حتى كشفت عنها لجنة وزارة الدفاع الكورية الجنوبية عام 2006.
لكن أصداء القصة تعود اليوم مع إنشاء كوريا الجنوبية وحدة جديدة ترى أنها في حاجة ماسة إليها لمجابهة تهديدات جارتها الشمالية وسلاحها النووي.
وقال بارك هوي راك الأستاذ بجامعة كوكمن، إن الرسالة من هذه الوحدة الجديدة هي أنه حال مهاجمة كوريا الشمالية للجنوبية بالأسلحة النووية، فإن الجنوبية ستلاحق كيم جونج أون وتقتله.
كيف تشكلت وحدة 684؟
في البداية، خططت وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية لتجنيد سجناء محكوم عليهم بالإعدام، غير أن تقرير وزارة الدفاع عام 2006 أوضح أن ضباط الاستخبارات وظفوا مدنيين وأعطوهم مهمة الهجوم على محل إقامة كيم إل سونج.
وقال المدرب السابق بوحدة 684 يانج دونج سو لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن تجنيد أعضاء الفريق تم بناءً على مظهرهم، مشيرا إلى أن ضباط الاستخبارات اختاروا الرجال الذين كان مظهرهم رياضيا ويتمتعون بلياقة بدينة.
كان يانج متطوعا بالقوات الجوية عمره 21 عاما عندما أرسل إلى جزيرة سيلميدو الواقعة قبالة الساحل الغربي لكوريا الجنوبية عام 1970.
وتظهر صورة باهتة من عام 1970 يانج واقفا على الجزيرة ويرتدي زيا رسميا قبالة خيمة ولافتة خشبية لفرقة اغتيالات وعليها علامة الخطر جمجمة وعظمتين متقاطعتين، وقال يانج إنها كانت عظاما بشرية بالفعل.
كانت مهمة يانج تعليم المجندين القتال بالأيدي، وقال إنه علم المجندين المهارات التي يحتاجون إليها للبقاء على قيد الحياة، وكان الدرس الأكثر أهمية هو أنه "كي تعيش يجب أن تقتل".
خلال الفترة من 1968 إلى 1971، 7 أفراد من الوحدة من بين 31 فقدوا أرواحهم. وطبقا لوزارة الدفاع أُعدم رجلان بتهمة الهروب من الخدمة، وأُعدم آخر بتهمة تهديد مدرب، و3 آخرون أعدموا أو ماتوا بعد هربهم من الجزيرة واغتصاب سيدة.
مفاجأة
خلال السنوات الثلاث التي قضاها أفراد وحدة 684 على الجزيرة، لم يتم إرسالهم أبدا إلى كوريا الشمالية، وخلصت لجنة وزارة الدفاع لعام 2006 إلى أنه بعد أول 3 أشهر على الجزيرة توقف القادة عن دفع مرتبات المتدربين وأطعموهم أغذية رديئة الجودة.
وفي صباح 23 أغسطس/آب عام 1971 انقلب القتلة على قادتهم.
وقال يانج إنه كان يستعد للذهاب لإحضار المؤن الشهرية عندما سمع إطلاق نار، مضيفا: "في البداية اعتقدت أن القوات الخاصة الكورية الجنوبية وصلت للسيطرة على الجزيرة".
ثم أطلق أحد المجندين النار على يانج وأصابه في رقبته، مرت الرصاصة من الخلف من جانب العمود الفقري وصولا إلى الجهة اليسرى من الرقبة. الآن يانج 68 عاما وتظهر على رقبته الندوب وردية اللون التي تمثل مكان دخول وخروج الرصاصة.
وقال يانج إنه عندما استيقظ كانت رقبته تنزف وكان المدربون قتلى أو يهربون أو يتعرضون لرصاصات أخرى واصل المجندون إطلاقها.
واختبأ يانج تحت الصخور الموجودة على شاطئ الجزيرة وظل يدعو الله حتى لا يتم العثور عليه، وبالفعل لم يعثر أفراد الوحدة عليه لكنهم قتلوا 18 مدربا ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد.
واصل القتلة طريقهم إلى اليابسة واختطفوا حافلة إلى سول، وهناك اشتبكوا مع الجنود والشرطة، في حادث أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من قوات الأمن والمدنيين.
وانتهت المعركة بوقوع انفجار على متن الحافلة أسفر عن مقتل 20 من المتمردين ونجاة 4، وتمت محاكمتهم سرا وإعدامهم في 10 مارس/آذار عام 1972.