شقة وقطط وكلاب.. رئيس كوريا الجنوبية المخلوع يصوغ سيناريو وداعه

في لحظة وداع غير تقليدية للسلطة، غادر الرئيس الكوري الجنوبي المخلوع يون سوك يول المشهد السياسي كما دخله: محاطًا بضجة إعلامية ورفقة غير معتادة؛ ثمانية كلاب، وثلاث قطط، و50 فردًا من الأمن الرئاسي.
فبين رحيل عن قصر الحكم وإقامة في شقة متواضعة بأحد أحياء سول الراقية، بدا وكأن الرئيس السابق يصوغ خروجه كـ«سيناريو خاص» يجمع بين استعراض الوفاء للحيوانات ومحاولة خافتة لإعادة تموضع في ذاكرة الجمهور.
أسئلة بلا أجوبة
لكن خلف هذه الصورة، تختبئ أسئلة عدة: هل أراد يون كسر تقاليد الرؤساء السابقين أم أنه يراهن على شعبية لم تنطفئ؟ وهل الشقة رسالة قرب من الناس أم مناورة أمنية؟ وسط استقطاب حاد بين مؤيد يراه ضحية ومُعارض يراه مستبدًا، تُمثل هذه العودة إلى "الحياة العادية" فصلًا رماديًا لرئيس لم يُغادر الجدل يومًا.
وبحسب تقرير لشبكة «سي إن إن»، فإن الرئيس الكوري الجنوبي السابق يون سوك يول غادر مع زوجته وحيواناتهما الأليفة الـ11 إلى شقتهما في حي راقٍ بسول.
واشتهر الزوجان بحبهما للحيوانات، حيث يمتلكان 8 كلاب و3 قطط، بينها كلب من نوع "ريتريفر" تقاعد من الخدمة وتم تبنيه عام 2022، بحسب تقرير للشبكة الأمريكية.
وكان يون أقر خلال رئاسته قانونًا يحظر ذبح الكلاب لأكل لحومها، وهو القرار الذي لقى تأييدًا من نشطاء حقوق الحيوان، لكنه أثار غضبًا في قطاعات تقليدية ما زالت تعتبر هذا الطبق جزءًا من التراث الكوري.
وعلى عكس تقاليد الرؤساء السابقين الذين ينتقلون إلى فيلات منعزلة، اختار يون، الذي رافقه 50 فردًا من قوات الحماية الرئاسية، العودة إلى شقته الخاصة، مما أثار تساؤلات عن أسباب اختياره مكانًا يفتقر للخصوصية مقارنة بمن سبقوه.
سر قراره
ويُعتقد أن ترتيب الأمن في هذا العقار السكني المكتظ كان أحد الأسباب التي أدت إلى تأخير انتقالهما إلى المنزل الخاص لمدة أسبوع بعد أن جُرد من منصبه.
وأعرب بعض سكان المجمع السكني عن قلقهم من تحول المكان إلى «ساحة صراع» بين مؤيدي يون ومعارضيه، خاصةً مع انتشار قوات الأمن بكثافة.
في المقابل، رفع آخرون لافتات ترحيبية عند مدخل المبنى، في إشارة إلى استمرار قاعدة شعبية للرئيس السابق رغم الاتهامات التي طالته بـ"تعطيل العملية الديمقراطية".
ودارت نقاشات في وسائل الإعلام الكورية حول ما إذا كان الوجود الأمني الكثيف سيؤثر على حياة السكان اليومية.
بحسب القانون الكوري، يحق للرؤساء السابقين الحصول على حماية أمنية ممولة من الدولة لمدة 5 سنوات على الأقل، مع ميزانية سنوية تصل إلى 2.8 مليون دولار.
تحديات لوجستية
لكن اختيار يون لشقة في مجمع سكني مفتوح -بدلًا من فيلا خاصة- يطرح تحديات لوجستية لقوات الأمن، التي اضطرت لتعزيز الكاميرات وفرض طوق أمني حول المبنى. وتتساءل وسائل الإعلام عما إذا كانت هذه الإجراءات ستُمدد بعد انتهاء الفترة القانونية.
ويعتبر بعض المحللين أن عودة يون إلى الحياة المدنية قد تكون محاولة لـ"إعادة تلميع صورته" استعدادًا لعودة محتملة إلى الواجهة، خاصةً مع استمرار دعم قاعدة شعبية له.
لكن استطلاعات الرأي الأخيرة تشير إلى انقسام الرأي العام؛ فبينما يرى مؤيدوه أنه ضحية لـ"مؤامرة سياسية"، يصفه معارضوه بـ"الاستبدادي الفاشل". وفي خضم هذا الجدل، تبقى الحيوانات الأليفة الـ11 رفيقةً للزوجين في مغامرتهما الجديدة بعيدًا عن الأضواء.
aXA6IDMuMTQ0LjgxLjQ3IA== جزيرة ام اند امز