زيارة "حمدوك" تكسر الجمود بين "الخرطوم" و"جوبا".. فتح معبر الجبلين
اتفقت دولتا السودان وجنوب السودان على فتح المعابر الحدودية بين البلدين أمام حركة الناس والبضائع في أكتوبر المقبل.
يأتي ذلك تنفيذا لاتفاقيات التعاون المشتركة الموقعة بين حكومتي البلدين في عام 2012 بعد عام من انفصال جنوب السودان.
- سعر الدولار في السودان اليوم الأحد 22 أغسطس 2021
- وزير الطاقة السوداني لـ"العين الإخبارية": هذه خطتنا في جوبا
ووقعت الحكومتان اليوم الأحد بجوبا في ختام زيارة رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك والوفد المرافق له على ثلاثة ملفات في مجال التبادل التجاري والملف المتعلق بالنفط والغاز بحضور رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت وأعضاء حكومته.
تعاون نفطي
ووقع البلدان خلال الزيارة على مسودة إتفاق لتطوير التعاون النفطي.
ونصت مسودة الإتفاق ، على تفاهمات، تمثلت في وضع آلية محكمة لمتابعة تنفيذ مصفوفة تصب في تعزيز صناعة البترول وسبل التعاون في مجالات الإنتاج المعزز والدراسات لزيادة الانتاج النفطي من حقول جوبا.
كما شملت التدريب والتنسيق لوضع إستراتيجية موحدة لصناعة النفط والغاز تراعي مصالح البلدين للإستفادة القصوى من الموارد المتاحة لكليهما.
وتعتمد جوبا على خطوط أنابيب السودان وموانيه لتصدير إنتاجها النفطي إلى الخارج، كما تستفيد من الخبرات والكوادر السودانية في مجال البترول.
السلام في جنوب السودان
وقال ضيو مطوك، وزير الاستثمار بدولة جنوب السودان في تصريحات للصحفيين، إن زيارة رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك هدفت لمتابعة سير عملية السلام في جنوب السودان، كما بحثت جملة من الملفات المتعلقة بالحدود والأمن.
أضاف "سيتم فتح المعابر البرية والنهرية بين البلدين قريبا، وسنبدأ بفتح معبر الجبلين الحدودي بولاية النيل الأبيض في بداية أكتوبر المقبل".
من جهتها أشارت مريم الصادق وزيرة الخارجية السودانية في تصريحات للصحفيين بجوبا إلى أن زيارة رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك إلى جوبا كانت بغرض متابعة سير تنفيذ اتفاق السلام المنشط باعتبار السودان ضامنا رئيسيا لسلام جنوب السودان.
اتفاق قديم
وكانت جوبا والخرطوم اتفقتا في عام 2012 على تسعة برتوكولات تختص بقضايا الحدود والحريات الأربعة والمسائل الأمنية وملفات البترول والمعاشات، في إطار مناقشة قضايا ما بعد استقلال جنوب السودان، لكن تلك الاتفاقات لم يتم تنفيذها بسبب الاتهامات المتبادلة بين جوبا والخرطوم خلال فترة حكم النظام السابق بقيادة البشير بإيواء المتمردين ودعمهم.
وكان رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك وصل إلى مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان الخميس الماضي لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، إلى جانب بحث الأزمة الداخلية للمعارضة المسلحة على خلفية المواجهات المسلحة التي اندلعت بين فصيلي مشار وسايمون قاتويج في منطقة المقينص الأسبوع قبل المنصرم.
واندلعت الاشتباكات بعدما أعلن خصوم مشار عزله من رئاسة الحزب ومن جناحه العسكري، فيما اعتبر حلفاء الرجل أن ما حصل "انقلاب فاشل".
وشكل القتال ضغطا إضافيا على اتفاق السلام الهش الذي أبرم في 2018 لتقاسم السلطة بين مشار وخصمه القديم الرئيس سلفا كير.
وقد أنهى الاتفاق حينها حربا أهلية دامية، في أحدث دولة في العالم، وتمخض عنه تكوين حكومة ائتلافية.
ويشغل مشار منصب نائب الرئيس، في حين يتولى غريمه سلفا كير الرئاسة، ويدير الطرفان البلاد حالياً في تعايش صعب بعدما تواجها خلال الحرب الأهلية التي اندلعت في البلاد في 2013.