هجوم للقاعدة في أبين.. ودفاعات القوات الجنوبية بالمرصاد
هجوم جديد لتنظيم القاعدة في اليمن، يصطدم بحاميات القوات الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي والحكومة المعترف بها في محافظة أبين.
وحاول تنظيم القاعدة، انطلاقا من مواقعه في الهضاب والمرتفعات المتداخلة بين محافظتي البيضاء الخاضعة للحوثيين وأبين الخاضعة للحكومة اليمنية، الدفع بمجاميع إرهابية للتسلل وشن هجوم مباغت على القوات الجنوبية التي كانت بالمرصاد لهذا الاعتداء الغاشم.
- إسقاط أول طائرة مسيرة لـ«القاعدة» جنوب اليمن
- هجوم لـ«القاعدة» يتحطم على صخرة القوات الجنوبية في اليمن
وقال مصدر أمني في أبين لـ"العين الإخبارية" إن مجاميع لتنظيم القاعدة تسللت وحاولت شن هجوم مباغت على المواقع المتقدمة للواء الثالث دعم وإسناد التابع للقوات الجنوبية والمرابط على أطراف وادي رفض الواقع إلى الجهة الشرقية من بلدة "وادي عومران" الجبلية شرقي مديرية مودية شرقي المحافظة المطلة على بحر العرب.
وأكد المصدر أن وحدات من اللواء الثالث دعم وإسناد اشتبكت بضراوة مع عناصر تنظيم القاعدة ونجحت في دحرها وتواصل في الأثناء ملاحقة هذه العناصر الإجرامية في الشعاب والأودية التي فرت إليها بالمنطقة.
وأعلنت القوات الجنوبية في بيان صد الهجوم "الفاشل" لعناصر تنظيم القاعدة الإرهابي على مواقع قواتها المرابطة باتجاه "وادي الرفض" شرق "وادي عومران" في مديرية مودية في أبين.
ووفقا للبيان الذي تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، فإن القوات الجنوبية نجحت خلال صد الهجوم من إلحاق " خسائر فادحة في العناصر الإرهابية المهاجمة"، دون تسجيل أي خسائر مادية وبشرية بصفوف اللواء الثالث دعم وإسناد باستثناء إصابة غير خطيرة لجندي واحد.
وأكد البيان أن "العناصر الإرهابية لاذت بالفرار عقب توجيه ضربات موجعة لها فيما تقوم وحدات القوات الجنوبية بتمشيط المنطقة وتأمينها وتتبع العناصر الفارة".
وادي عومران.. مسرح دائم للمواجهات
ويعد محور وادي عومران من أكثر المحاور تعرضا للهجمات الغادرة لتنظيم القاعدة ومسرح دائم للمواجهات، إذ شن التنظيم على مدار الشهور الأخيرة سلسلة من الهجمات، باعتماد دفع مجاميع للتسلل، أو زراعة العبوات الناسفة، أو القناصة أو شن هجمات جوية بالطائرات المسيرة التي تلقاها التنظيم من الحوثيين عام 2022.
وتعرض هذا المحور منتصف يوليو/تموز الماضي لهجوم مماثل من قبل تنظيم القاعدة، خلف قتيلا وجريحا، وفي مايو/أيار حاول عناصر التنظيم التسلل لكن القوات الجنوبية ردت بعملية مضادة للتلال والمرتفعات شديدة الوعورة شرقي مودية ما دفع عناصر القاعدة للهروب نحو مرتفعات تابعة لمحافظة البيضاء الخاضعة للحوثيين.
وعلى ذات هذا المحور القتالي (وادي عومران)، قتل 6 جنود و11 جريحا في 29 أبريل/نيسان 2024، بعد تعرض دورية عسكرية للواء الثالث دعم وإسناد لانفجار بعبوة ناسفة عن بعد زرعها التنظيم في مفرق القوز شرق مودية.
وكان وادي عومران الواقع على حدود أبين وشبوة أحد أخطر معسكرات القاعدة على مستوى البلاد ويوصف بأنه "المعقل الأول لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب"، وظل موقعا شديد التحصين ومنصة لهجمات التنظيم أمام كل الحملات العسكرية للحكومات اليمنية المتعاقبة حتى تم تحريره أواخر 2022 ضمن عملية سهام الشرق.
تصعيد القاعدة
وأجرى تنظيم القاعدة الشهر الماضي استعدادات واسعة بتنسيق مع مليشيات الحوثي لرفع وتيرة هجماته في المناطق اليمنية المحررة خاصة في محافظتي شبوة وأبين الجنوبيتين، وفقا لتقارير سابقة لـ"العين الإخبارية".
وفي 18 يوليو/تموز الماضي، داهمت قوات دفاع شبوة وكرا لتنظيم القاعدة في "وادي مذاب " في بلدة "المصينعة" بمديرية الصعيد في شبوة، وعثرت على أجهزة متفجرات كان يستعد التنظيم لاستخدامها ضد القوات الأمنية والعسكرية في المحافظة النفطية.
وقبل ذلك بيومين فكك دفاع شبوة خلية تضم أشخاصا متورطين في تمويل تنظيم القاعدة ومساعدته في تنفيذ الهجمات في مناطق نفوذ الحكومة المعترف بها دوليا وذلك بعد تحرٍّ ومتابعة دقيقة ومعلومات استخباراتية.
وكان 3 جنود من قوات دفاع شبوة قتلوا وأصيب آخرون، في 11 يوليو/تموز الماضي إثر هجوم غادر ومسلح نفذته عناصر لتنظيم القاعدة انطلقت من "شعب وادي مذاب" في المصينعة بالمحافظة الجنوبية.
ويشن تنظيم القاعدة هجمات متواصلة بمناطق اليمن المحررة وقع أكثر من 80% في أبين تليها شبوة، واستهدفت غالبيتها قوات الحزام الأمني تليها ألوية الدعم والإسناد وقوات دفاع شبوة ثم شرطة ومحور أبين.
ووفقا لآخر تقرير أممي فإن القاعدة استمرت في حشد مواردها التشغيلية والبشرية صوب المحافظات الجنوبية خاصة شبوة وأبين وأدخلت طائرات دون طيار خط المعركة، كما شيدت وحدة خاصة بالمسيرات بمساعدة عملية من مليشيات الحوثي التي تقدم التدريبات التشغيلية للتنظيم المصنف كأخطر فروع القاعدة بالعالم.
كما ساعدت مليشيات الحوثي، القاعدة في التغلب على تحديات التجنيد وتجديد صفوفها بعد تحرير عناصرها من السجون بينهم العديد من أعضاء القاعدة وخبراء المتفجرات كان آخرها صفقة في سبتمبر/أيلول الماضي، وفقا لذات المصدر.
ويتهم الخبراء والمسؤولون اليمنيون، مليشيات الحوثي بدعم تنظيم القاعدة بالأسلحة والطائرات المسيرة والصواريخ الحرارية، ضمن تنسيقات مشتركة للجماعتين لتنفيذ هجمات معقدة لزعزعة استقرار المنطقة.
aXA6IDE4LjIyNy4yMDkuMTAxIA== جزيرة ام اند امز