محركات سوفيتية مهربة وراء تقدم بيونج يانج الصاروخي
![صواريخ كوريا الشمالية](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2017/8/14/79-232122-soviet-engines-stolen-north-korea-s-advance_700x400.jpeg)
التقدم الذي أحرزته كوريا الشمالية في تطوير صواريخ بعيدة المدى مؤخرا عائد إلى محركات صواريخ حصلت عليها من الاتحاد السوفيتي سابقا.
أفادت دراسة نشرها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، الإثنين، أن التقدم السريع الذي أحرزته كوريا الشمالية في تطوير صواريخ بعيدة المدى مؤخراً عائد إلى محركات صواريخ حصلت عليها من مصنع في الاتحاد السوفيتي سابقاً.
وأكد مايكل إيلمان من المعهد أن الصواريخ المستخدمة في تجارب كورية شمالية أخيرة اعتمدت على محرك آر دي-250 الذي كان ينتج في مصنع في مدينة دنيبرو، فيما أصبحت أوكرانيا المستقلة بعد انهيار الكتلة السوفيتية.
وتمكنت بيونج يانج في عامين من تطوير نوع جديد من الصواريخ المتوسطة المدى هو طراز هواسونج-12 إضافة إلى الصاروخ هواسونغ-14، وهو صاروخ بالستي عابر للقارات تمت تجربته بنجاح مرتين في الأسابيع الأخيرة.
أضاف التقرير أن هذه المحركات ربما تم شراؤها من عمال فاسدين في مخازن ذخائر بمناطق أصبحت اليوم دولتي روسيا وأوكرانيا الخصمتين، قبل أن تهربها شبكات إجرام إلى كوريا الشمالية، في فترة ما بين انهيار الاتحاد السوفيتي واندلاع الأزمة الأوكرانية الراهنة.
وتقوم كوريا الشمالية منذ تزودها بصاروخ سكاد السوفيتي الصنع في السبعينيات بتجارب لتكنولوجيا الصواريخ. لكنها قبل الفترة الأخيرة واجهت صعوبات في بناء صاروخ عابر للقارات قادر على حمل رأس نووي إلى أهداف في الولايات المتحدة.
وأشارت آخر تقارير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية وغيره إلى تخلي نظام كيم جونغ أون عن محاولات تعديل محرك أو كا بي-456 الروسي الصنع، وانتقاله إلى محرك آر دي-250، ما أدى إلى نتائج مذهلة وتنذر بالكارثة في آن واحد.
أنتجت هذه المحركات أثناء الحقبة السوفيتية في مصنع يوجماش التابع لمكتب يوجنويي للتصميم في دنيبرو، المدينة الواقعة حالياً في وسط أوكرانيا على بعد 150 كلم تقريباً من منطقة الحدود الروسية المضطربة التي يسيطر عليها انفصاليون أوكرانيون موالون لموسكو.
وردت أوكرانيا بغضب على تقرير صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية حول الدراسة، والذي سلط الضوء على المصدر الأوكراني للتكنولوجيا، مشددة على أن مصنع يوجماش لم ينتج صواريخ عسكرية منذ استقلال أوكرانيا، وأنه لا علاقة له إطلاقاً ببرنامج بيونج يانج الصاروخي النووي.
لكن دراسة المعهد لا تناقض هذه التصريحات، بل تشير إلى احتمال بقاء محركات الصواريخ في الحفظ إثر انهيار الاتحاد السوفيتي، سواء في مناطق تقع ضمن ما أصبحت اليوم روسيا الاتحادية أو أوكرانيا المستقلة.
وقالت الدراسة "كان متاحاً لأي طرف بين الكثيرين من تجار الأسلحة أو شبكات الجريمة أو المهربين الدوليين الناشطين في الاتحاد السوفيتي.. استدراج مجموعة صغيرة من العمال المستاءين أو الحراس الذين يتقاضون رواتب ضئيلة في أي من مواقع التخزين.. لسرقة بضع عشرات من المحركات".
أضافت أن "هذه المحركات (بارتفاع أقل من مترين وعرض أقل من متر) يمكن نقلها جواً أو على الأرجح بالقطار عبر روسيا إلى كوريا الشمالية".
كما شمل التقرير صوراً نشرها نظام كيم جونج أون، تظهر نقاط تشابه بين الصواريخ التي تمت تجربتها مؤخراً وتصميم آر دي-250 لصاروخ بالوقود السائل.
أضاف إيلمان في التقرير أن "هذا لا يعني أن الحكومة الأوكرانية كانت بالضرورة متورطة أو حتى إداريي يوجنويي".
وتابع أن "العمال في منشآت يوجنويي في دنيبر وبتروفسك وبافلوغراد كانوا على الأرجح أول ضحايا التدهور الاقتصادي، ما جعلهم عرضة لاستغلال قادة فاسدين وتجار أسلحة ومجرمين دوليين ناشطين في روسيا وأوكرانيا وغيرهما".
كذلك أكد قسم التسويق في مصنع يوجماش أن الشركة "لم تكن لها في أي وقت، وليست لها حالياً أي علاقة ببرامج كوريا الشمالية الصاروخية فضائية كانت أو دفاعية".
من جهة أخرى استغل أمين عام مجلس الأمن الوطني والدفاع الأوكراني أولكساندر تورشينوف التقرير لمهاجمة موسكو، مؤكداً "نرى أن هذه الحملة ضد أوكرانيا أطلقتها المخابرات الروسية للتغطية على مساهمتها في برنامجي كوريا الشمالية النووي والصاروخي".
مع اشتعال الجدل لجأ إيلمان إلى تويتر لتوضيح خلاصاته.
وكتب "أريد التوضيح بشأن مصدر محرك الصاروخ البالستي العابر للقارات العائد لكوريا الشمالية. قد يكون يوجنويي أحد المصادر المحتملة بين مصادر أخرى في روسيا"، مضيفاً أنه لا يعتقد أن حكومة كييف الحالية تغاضت عن العملية أو حتى علمت بها.
ولفت على ما فعل التقرير إلى أن أوكرانيا أوقفت في الواقع شخصين في يوليو/ تموز 2012، اشتبهت في أنهما عميلان كوريان شماليان حاولا سرقة أسرار من مكتب يوجنوي للتصميم في دنيبرو.
كما شاطر خبراء آخرون خلاصة مفادها أن جولة التجارب الصاروخية الأخيرة التي أجرتها بيونج يانج وضاعفت من حدة التوتر بين الدولة الشيوعية المعزولة والولايات المتحدة، شملت صواريخ استندت إلى محرك آر دي-250.
وفي الأسبوع الأخير أصدرت "نشرة علماء الذرة" تقريراً أعرب عن مخاوف حيال انتقال كوريا الشمالية إلى محرك يوجنويي، بعد استخدامها طرازاً سابقاً سوفيتي التصميم أيضاً فشل في عدد من التجارب.
أضاف معدو التقرير أن هذا "يثير تساؤلات جديدة قد تنذر بالشؤم حول تنوع وكمية محركات الصواريخ السوفيتية التي ربما حصلت عليها كوريا الشمالية أثناء انهيار الاتحاد السوفيتي".