خبير أممي: إنشاء أول وكالة فضاء عربية بعد موافقة جامعة الدول
الخبير الأممي يؤكد أن وكالة الفضاء العربية تحقق فوائد للدول أمنيا واقتصاديا، منها مراقبة جميع الأراضي والحدود الخاصة بالدول العربية.
كشف الدكتور علاء النهري نائب رئيس المركز الإقليمي لعلوم الفضاء بالأمم المتحدة وممثل مصر بالمركز، إصدار المركز توصية في اجتماعه أوائل أكتوبر/تشرين الأول الماضي بإنشاء أول وكالة فضاء عربية بمشاركة الدول العربية كافة، ورفعها إلى الجامعة العربية لبدء اتخاذ الإجراءات اللازمة.
- سارة الأميري: "خليفة سات" حضور قوي للإمارات في فضاءات العلوم والابتكار
- مركبة فضاء تبدأ رحلة إلى عطارد تستغرق 7 سنوات
وقال النهري، حسب "العربية.نت"، إنه فور موافقة المجلس الوزاري العربي على إنشاء الوكالة يشكل مجلس أمناء ويختار بالانتخاب، ثم يجري اختيار مقر الوكالة وطرق تمويلها، على أن تختص بتوطين التكنولوجيا في الدول العربية ووضع استراتيجية الفضاء بالعالم العربي، وتحقيق التغطية الكاملة بالرصد والمراقبة لجميع المناطق والدول العربية على مدار الـ24 ساعة، وتكون على غرار وكالة "إيسا" الأوروبية لعلوم الفضاء.
عن تكلفة إنشاء وكالة الفضاء العربية، قال الخبير الأممي إنها لن تقل عن 10 مليارات دولار، مؤكدا أن تكلفة إنشاء القمر الصناعي كبير الحجم الذي يصل وزنه إلى طن فأكثر تبلغ مليار دولار، فيما تبلغ تكلفة إنشاء القمر الصناعي الذي يزن نصف طن 500 مليون دولار، مضيفا أن هناك أقمارا أخرى صغيرة تسمى "كيوبسات" و"نانوستالايت" تتراوح قيمتها بين 10 آلاف و30 ألف دولار.
25 قمرا عربيا
ويؤكد الخبير الأممي أن وكالة الفضاء العربية ستحقق فوائد عديدة للدول العربية أمنيا واقتصاديا، منها أن جميع الأقمار المملوكة للدول العربية وعددها حاليا 25 قمرا ستعمل على مراقبة جميع الأراضي والحدود الخاصة بالدول العربية على مدار الـ24 ساعة، مضيفا أن أي قمر لأي دولة لن يستطيع بمفرده مراقبة أراضيها وحدودها على مدار الـ24 ساعة، لأنه يدور حول المنطقة على مدار 16 يوما من نقطة انطلاقه، وبالتالي لن يتمكن من التغطية طوال يوم كامل، أما لو جرى التعاون والتنسيق بين الأقمار الصناعية العربية مكتملة فستكون التغطية كاملة وقوية وعلى مدار اليوم.
وقال إن من فوائد وكالة الفضاء العربية التعاون والتنسيق وتبادل الصور والبيانات حول مناطق المياه والآبار الجوفية، إذ يمكن استخدام الأقمار الرادارية في اكتشاف الثروات والمعادن والآثار المدفونة تحت الأرض، ومعرفة أماكن الفوالق والتشققات التي تنبئ عن وجود آبار مياه جوفية عميقة، ومعرفة الأراض التي يمكن استصلاحها زراعيا، والمناطق التي يمكن تخطيطها عمرانيا وتنمويا، كما يمكن من خلالها التنبؤ بناتج المحاصيل الزراعية ومواعيد ريّها وتسميدها، ما يسهم في التنمية المستدامة والمتكاملة بين الدول العربية ويعظم من اقتصاداتها.
وذكر النهري أن العائد المادي الناتج من استخدامات القمر الصناعي يعادل 10 أضعاف تكلفة إنشائه، لكن العائد الذي لا يمكن تقديره بمال هو العائد الأمني، إذ تستخدم الأقمار الصناعية في مراقبة ورصد تجمعات الإرهابيين، ورصد أماكن المتسللين ومناطق تخرين السلاح والإعاشة والإيواء، وبالتالي إجهاض أي تحرك لهم قبل تنفيذهم عمليات إرهابية وعدائية، ما يحافظ على أرواح ودماء الأبرياء وحماية الأمن القومي العربي.
وقال إن الأقمار الصناعية باتت ضرورة ملحة، إذ إن العالم كله يتجه نحو حروب الفضاء والسيطرة عليه، والدول العربية ليست بعيدة عن ذلك، أو يجب ألا تكون بعيدة عن ذلك، مؤكدا أن هناك 4 دول عربية تقدمت في هذا السباق وخطت فيه خطوات كبيرة، وهي السعودية تليها الإمارات ثم مصر والجزائر
كيف أصبحت السعودية سبّاقة في هذا المجال؟
وكشف الخبير الأممي أن المملكة العربية السعودية كانت سباقة في دخول هذا المجال على المستوى العربي، إذ تمتلك الآن نحو 13 قمرا وتستعد لإطلاق قمرين جديدين بحلول نهاية العالم الحالي، أو على بداية العام المقبل على الأكثر، وهما "سعودي سات 5 أ" و"سعودي سات 5 ب"، ولهما قدرة تفريقية مكانية عالية.
وقال إن السعودية بدأت برنامجها للفضاء عام 2000، إذ أقامت منطقة متكاملة لهذه الصناعة في مدينة الملك عبدالعزيز، وأطلقت القمر الصناعي "عرب سات" الذي يعمل في مدار يقع على بعد 36 ألف متر فوق خط الاستواء ويختص بالبث الإذاعي والتلفزيوني، ومداره متزامن مع حركة الأرض، كما نجحت المملكة في تصنيع ألواح شمسية تستخدم في إنتاج الطاقة الشمسية، ووضعت برنامجا مستداما للتقنية الفضائية وتطبيقات الأقمار الصناعية يركز على تأهيل وتدريب الشباب والعلماء السعوديين، وينفذ مهام عدة في رصد الأرض، والفضاء والاتصالات، واستكشاف الكواكب.
وذكر أن السعودية أطلقت أول قمر سعودي للاستشعار عن بعد بدقة قدرها 2.5 متر، وأجرت تجربة على متن القمر "سعودي سات 4" بالتعاون مع وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، ولها برامج للتعاون في هذا المجال مع روسيا والصين، كما أن أول رائد فضاء عربي كان سعوديا، وهو الأمير سلطان بن سلمان، الذي صعد للمكوك الفضائي في أمريكا، وأجرى تجارب عملية حول الجاذبية في الفضاء الخارجي.
وتمتلك الدول العربية مجتمعة، حسب قول الخبير الأممي، 25 قمرا صناعيا تحتل السعودية النصيب الأكبر منها بـ13 قمرا، تليها مصر بـ4 أقمار والجزائر بـ4 أقمار، ثم الإمارات بـ3 أقمار، وأخيرا قطر بقمر واحد، مؤكدا أن هذه الأقمار لو اجتمعت معها وتم التنسيق والتعاون فيما بينها، إضافة إلى إنشاء أقمار أخرى بعد تدشين وكالة الفضاء العربية، فسيكون العرب قد نجحوا في غزو الفضاء وبخبرات متنوعة استمدوها من تعاونهم مع كل دول العالم المتقدمة في هذا المضمار.
وأوضح أن هناك دولا عربية لم تدخل هذا المجال بعد، لكنها ومع إنشاء وكالة الفضاء العربية تستفيد كثيرا حيث ستنشئ بها مناطق لتوطين التكنولوجيا، ومحطات لاستقبال صور الأقمار الصناعية، كما تستفيد بالحصول على الصور والبيانات اللازمة حول أراضيها وحدودها ومواردها المائية وتدريب شبابها وعلمائها في الوكالة العربية، ومن ثم يكون لدى العرب بعد سنوات قليلة اقتصادات قوية تعتمد على التكنولوجيا وغزو الفضاء.
سباق فضائي
وقال الخبير الأممي إن العالم الآن يتجه نحو سباق الفضاء، وهناك تنافس بين الدول الكبرى على غزو وعسكرة الفضاء، بل إن هناك دولا أصبحت تقوم بحروب على أقمار دول أخرى وإلغائها، مضيفا أن العرب حققوا نصرا مؤخرا بعدما انتزعوا موافقة العالم على التوقيع على اتفاقية التخلص الآمن من النفايات الفضائية.
وأضاف أن مجموعة من الدول الكبرى تقدمت بطلب للتخلص من مخلفات الأقمار الصناعية، ونفايات صواريخ الفضاء والمركبات، و"تصدينا لهم كممثلين للدول العربية، حيث طالبنا بتشكيل لجنة من هذه الدول والدول النامية، وعمل سجل كامل واضح المعالم والتفاصيل حول هذه النفايات وأماكنها وطريقة التخلص منها، حتى لا تستخدم كذريعة لضرب والتخلص من أقمار صناعية عربية عاملة، وبالفعل تم التوقيع على تلك الاتفاقية، وهو ما يعد نصراً عربياً مؤزرا".