الفضاء على موعد مع أكبر مهمة لحماية الأرض
الكويكبات الصغيرة تضرب الأرض بشكل شبه يومي وتتفكك في الجو، لكن الأجسام الكبيرة بما يكفي لإحداث أضرار بالكوكب الأزرق نادرا ما تصطدم به
عادة ما يغلب على الأخبار، التي تتحدث عن مخاوف من اصطدام كويكبات ضخمة بالأرض، طابع التهويل، لكن ذلك لا يعني التهوين من احتمالية حدوث هذا السيناريو الخطير.
وتضرب الكويكبات الصغيرة الأرض بشكل شبه يومي وتتفكك في الجو، لكن الأجسام الكبيرة بما يكفي لإحداث أضرار بالكوكب الأزرق نادراً ما تصطدم به، إلا إنَّ احتمالية تهديدها للأرض تظل قائمة، فالأجسام التي يزيد قطرها على 0.6 ميل أي ما يعادل كيلومترا واحدا كبيرة بما يكفي لإحداث تأثيرات عالمية.
وتاريخياً تسبب سيناريو شبيه وقع منذ ملايين السنين في محو كل مظاهر الحياة على وجه الأرض، وكان سبباً في انقراض بعض الحيوانات المفترسة ومنها الديناصورات، ولا يوجد ما يمنع من تكرار هذا السيناريو، وهو الأمر الذي استعدت له وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) عبر تدشين مكتب تنسيق الدفاع عن الكواكب (PDCO) في عام 2016.
المكتب مسؤول عن إيجاد وتتبع وتحديد الكويكبات والمذنبات التي قد تكون خطرة بالقرب من الأرض، وإصدار تحذيرات حول الآثار المحتملة.
ولم تكتف الوكالة الأمريكية بذلك، إذ سيكون العام المقبل على موعد مع "أكبر مهمة فضائية لحماية كوكب الأرض"، حيث ستطلق مركبة الفضاء DART ومهمتها ضرب أحد الكويكبات لتحويل مداره، لاختبار إمكانية تفادي تأثيرات الكويكبات على الأرض في المستقبل.
وقال ليندلي جونسون وهو ضابط بمكتب الدفاع عن الكواكب بمقر "ناسا"، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للوكالة، إنَّ DART ستستهدف الكويكب "ديديموس"، والذي يتكوَّن من نظام ثنائي يحتوي على جسمين هما "ديديموس 1"، وحجمه حوالي نصف ميل (780 متراً)، وجسم أصغر يدور حوله يسمى "ديديموس 2"، وحجمه حوالي 530 قدماً (160 متراً).
ومنذ عام 2003 يدرس علماء "ناسا" نظام "ديديموس"، إذ وجدوا أنَّ تكوينه الأساسي عبارة عن جسم صخري مشابه للعديد من الكويكبات، بينما تكوين رفيقه الصغير غير معروف، لكن حجمه نموذجي للكويكبات التي قد تخلق تأثيرات إقليمية في حالة اصطدامها بالأرض.
ويقول توم ستاتلر، عالم البرامج في مركبة الفضاء DART: "الكويكب الثنائي هو المختبر الطبيعي المثالي لهذا الاختبار، فوجود (ديديموس 2) في مدار حول (ديديموس 1) يجعل من السهل رؤية نتائج التأثير عند استهداف (ديديموس 2)، ويضمن ألا تغير التجربة مدار هذا الثنائي حول الشمس".
وتطير المركبة الفضائية DART باتجاه الكويكب "ديديموس"، وتستخدم نظام استهداف ذاتي على متنها لتوجيه ضربة بحجم الثلاجة وبسرعة تصل إلى حوالي 9 مرات أسرع من الرصاصة، أي حوالي 3.7 ميل في الثانية الواحدة (6 كيلومترات في الثانية)، نحو "ديديموس 2".
ويضيف ستاتلر: "ستكون المراصد الأرضية قادرة على رؤية التأثير والتغير الناتج في مدار (ديديموس 2) بعد الضربة، مما يسمح للعلماء بتحديد قدرات التأثير الحركي بشكل أفضل كاستراتيجية لإعادة توجيه الكويكبات".