"جراثيم الفضاء" خطر يهدد مناعة البشر
الكائنات الحية بالفضاء تحتوي على أحماض أمينية مختلفة عن أشكال الحياة على الأرض، مما يؤثر على كيفية استجابة الخلايا المناعية لها.. طالع التفاصيل
توصلت دراسة حديثة نُشرت في العدد الأخير من دورية "الكائنات الدقيقة" إلى أن الجهاز المناعي للثدييات بما في ذلك البشرـ قد يصارع من أجل الكشف عن الجراثيم من الكواكب الأخرى والاستجابة لها.
ويمكن أن توجد الكائنات الحية الدقيقة (مثل البكتيريا والفيروسات) خارج الأرض، وهناك خطط للبحث عن علامات عليها على كوكب المريخ وبعض أقمار زحل والمشتري.
وقد تعتمد هذه الكائنات الحية على أحماض أمينية مختلفة (اللبنات الأساسية لجميع أشكال الحياة) عن أشكال الحياة على الأرض.
واختبر علماء من جامعتي أبردين وإكستر ببريطانيا، كيفية استجابة الخلايا المناعية للثدييات للببتيدات (مجموعات من الأحماض الأمينية) التي تحتوي على اثنين من الأحماض الأمينية النادرة على الأرض ولكنها شائعة في النيازك.
وكانت الاستجابة المناعية لهذه الببتيدات "الغريبة" "أقل كفاءة" من رد الفعل على تلك الشائعة على الأرض.
وتشير الدراسة على الفئران، التي تعمل خلاياها المناعية بطريقة مشابهة لخلايا البشر، إلى أن الكائنات الحية الدقيقة خارج الأرض يمكن أن تشكل تهديداً للمهمات الفضائية وعلى الأرض إذا أعيدت.
وقال البروفيسور نيل جو، نائب رئيس جامعة إكستر، والباحث الرئيسي بالدراسة: "إن العالم الآن مدرك للغاية للتحدي المناعي الذي يفرضه ظهور مسببات الأمراض الجديدة، وكتجربة فكرية، تساءلنا عما سيحدث إذا تعرضنا لكائن دقيق تم استرجاعه من كوكب أو قمر آخر حيث تطورت الحياة".
وأضاف: "هل سيكون جهاز المناعة لدينا قادراً على اكتشاف البروتينات المصنوعة من كتل البناء غير الأرضية هذه إذا تم اكتشاف مثل هذه الكائنات الحية وأعيدت إلى الأرض ثم هربت عن طريق الخطأ".
وخلال الدراسة، فحص الباحثون تفاعل الخلايا التائية التي تعد مفتاحاً للاستجابات المناعية للببتيدات التي تحتوي على الأحماض الأمينية الموجودة بشكل شائع في النيازك"isovaline" و"α-aminoisobutyric acid".
وكانت الاستجابة أقل كفاءة، مع مستويات تنشيط تبلغ 15% و61%، مقارنة بـ82% و91% عند تعرضها للببتيدات المصنوعة بالكامل من الأحماض الأمينية الشائعة على الأرض.
وقالت الباحثة الرئيسية الدكتورة كاتيا شيفر من جامعة إكستر: "الحياة على الأرض تعتمد على 22 حمضاً أمينياً أساسياً، وافترضنا أن أشكال الحياة التي تطورت في بيئة الأحماض الأمينية المختلفة قد تحتويها في تركيبها".
وأضافت: "قمنا بتركيب الببتيدات الخارجية التي تحتوي على أحماض أمينية نادرة على الأرض كيميائياً، واختبرنا ما إذا كان نظام المناعة في الثدييات يمكنه اكتشافها".
وتابعت شيفر: "أظهر بحثنا أن هذه الببتيدات الخارجية لا تزال قيد المعالجة، وأن الخلايا التائية لا تزال نشطة، ولكن هذه الاستجابات كانت أقل كفاءة من الببتيدات الأرضية العادية".
وخلص الباحثون إلى أن الاتصال بالكائنات الحية الدقيقة خارج الأرض قد يشكل خطراً مناعياً للمهمات الفضائية التي تهدف إلى استعادة الكائنات الحية من الكواكب الخارجية والأقمار.