صفقة أسهم ضخمة ترفع تقييم «سبيس إكس» إلى 400 مليار دولار

تستعد شركة "سبيس إكس" التابعة لإيلون ماسك لبيع أسهم موظفين بقيمة تقارب مليار دولار .
والصفقة من المتوقع أن ترفع قيمة الشركة إلى نحو 400 مليار دولار، بحسب مصادر مطلعة على الأمر. وتُعرف هذه الصفقة باسم "عرض الشراء" (Tender Offer)، وهي تتيح للموظفين والمستثمرين الأوائل بيع جزء من أسهمهم، بينما تسمح للمستثمرين الجدد بالدخول إلى واحدة من أكثر الشركات الخاصة قيمة في العالم.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز، تمثل هذه الصفقة قفزة جديدة وكبيرة في تقييم "سبيس إكس"، التي قُدرت قيمتها بـ210 مليارات دولار في منتصف عام 2024، قبل أن تقفز إلى 350 مليار دولار في ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه خلال عرض شراء سابق. وإذا تمت الصفقة الجديدة كما هو متوقع، فإن قيمة الشركة ستكون قد تضاعفت تقريبًا خلال عام واحد فقط.
ويُتوقع أن تُباع الأسهم بسعر 212 دولارًا للسهم الواحد، كما أشارت مصادر قريبة من الصفقة إلى أن "سبيس إكس" تعتزم إعادة شراء بعض هذه الأسهم ضمن العملية. وكانت الشركة قد اشترت أسهماً بقيمة 500 مليون دولار في ديسمبر/كانون الأول 2024 ضمن عرض شراء بلغت قيمته الإجمالية 1.25 مليار دولار.
- تأجيل مشروع حزب ماسك.. هل تعترض «تسلا» و«سبيس إكس» طموح الملياردير؟
- تأجيل مشروع حزب ماسك.. هل تعترض «تسلا» و«سبيس إكس» طموح الملياردير؟
تصنيف متقدم
وبهذا التقييم، تُصنَّف "سبيس إكس" ضمن أكبر 20 شركة مدرجة في مؤشر S&P 500 من حيث القيمة السوقية، متفوقة على شركات عملاقة مثل "بنك أوف أمريكا" و"بروكتر آند غامبل"، رغم أنها لا تزال شركة خاصة. كما يعزز هذا التقييم مكانة "سبيس إكس" كواحدة من أكبر الشركات الخاصة في العالم، إلى جانب شركات مثل "بايت دانس" (المالكة لتطبيق تيك توك) التي بلغت قيمتها أكثر من 400 مليار دولار، و"أوبن إيه آي" التي وصلت قيمتها إلى 300 مليار دولار في وقت سابق من هذا العام.
وتأسست "سبيس إكس" عام 2002 بواسطة إيلون ماسك، الذي استثمر فيها حوالي 100 مليون دولار من أرباحه بعد بيع "باي بال". ومنذ ذلك الحين، نمت الشركة لتصبح رائدة عالميًا في مجال الفضاء والأقمار الصناعية، مستهدفة تطوير صواريخ قابلة لإعادة الاستخدام وتحقيق حلم جعل البشرية متعددة الكواكب، عبر العمل على تكنولوجيا تتيح الحياة على كوكب المريخ.
كما أن الشركة تجذب اهتمام المستثمرين ليس فقط بسبب رؤيتها المستقبلية الطموحة، بل أيضًا بسبب أدائها المالي القوي. فخدمة "ستارلينك" للإنترنت عبر الأقمار الصناعية تشهد توسعًا عالميًا، وعمليات الإطلاق التي تنفذها الشركة تحظى بطلب كبير من الجهات الحكومية والتجارية على حد سواء. وعلى الرغم من الجدل السياسي المحيط بماسك، يبدو أن المستثمرين غير متأثرين بالمخاطر المحتملة.
وقد أصبحت الخلفية السياسية لماسك أكثر تعقيدًا مؤخرًا. فالرجل، الذي يدير أيضًا "تسلا" ومنصة التواصل الاجتماعي "إكس" وشركة الذكاء الاصطناعي xAI، كان من أبرز داعمي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خلال انتخابات 2024، حيث يُقال إنه أنفق أكثر من 250 مليون دولار على حملته. هذا الدعم أثار بعض المخاوف حول احتمال فقدان "سبيس إكس" لعقود حكومية أمريكية، أو حتى تعرضها للتأميم إذا قرر ترامب استهدافها.
وزادت هذه المخاوف بعد الخلاف العلني الأخير بين ماسك وترامب، إلا أن الصفقة الحالية تشير إلى أن ثقة المستثمرين لا تزال قوية، حيث يبدو أنهم يراهنون على قوة الشركة التكنولوجية وزخمها التجاري، متجاهلين التقلبات السياسية المحيطة برئيسها التنفيذي.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTQ5IA==
جزيرة ام اند امز