لنشر الجنود سريعا.. واشنطن تخطط لاستخدام صواريخ "سبيس إكس"

تأمل وزارة الدفاع الأمريكية استغلال صواريخ شركة "سبيس" لإحباط أي هجوم مستقبلي على غرار الهجوم على قنصلية بنغازي في ليبيا.
وبحسب موقع "إنترسبت" الأمريكي المعني بشؤون الاستخبارات، أعلنت قيادة النقل الأمريكية، مكتب البنتاغون المكلف بنقل الإمدادات للحفاظ على الوجود العسكري الأمريكي العالمي، عن شراكة مع شركة "سبيس إكس" لاستخدام صواريخ الشركة لنقل المعدات العسكرية والمؤن إلى الفضاء والهبوط بها إلى الأرض من جديد على متن صواريخ الشركة، بدلاً من التحليق بها بطائرات تقليدية.
وفقا للموقع، فإن الهدف هو الاستعانة بصاروخ "سبيس إكس" العملاق ستارشيب، بحيث يتمكن من نقل حمولة تعادل ما يمكن لطائرة من طراز C-17 التحليق بها إلى أي مكان في العالم خلال أقل من ساعة، وهو ما يعتبر قفزة مذهلة في مجال الخدمات اللوجستية العسكرية التي تعتبر في السابق ضربا من الخيال.
أحد الأسباب وراء تحرك البنتاجون لاستخدام صواريخ "سبيس إكس" هو امتلاك قدرات تمكنه من نشر قوة رد سريع لإحباط أي مخطط لاستهداف البعثات الأمريكية بالخارج على غرار هجوم بنغازي في ليبيا عام 2012، والذي راح ضحيته السفير الأمريكي.
وألقي الموقع باللوم في وفاة السفير خلال الهجوم على تأخر وصول قوات أمريكية إلى ليبيا.
ويمكن لصاروخ سبيس إكس "ستارشيب" نقل حمولة تزن نحو 100 طن، وإنجاز مهمات فضائية مثل إطلاق الأقمار الصناعية بتكلفة أقل من صاروخ الشركة "فالكون 9" المستخدم حالياً بكثافة، إلى جانب نقل رواد الفضاء والمؤن من وإلى محطة الفضاء الدولية، إضافة لرحلات إلى مختلف الكواكب المحيطة والقمر.
وتتميز صواريخ "ستارشيب" بإمكانية العودة إلى الأرض مرة أخرى، وإعادة استخدامها بعكس الصواريخ التقليدية التي عادة ما تنفجر في الفضاء بعد وضع شحنتها في المدار.
ويعتقد المتحدث باسم قيادة النقل بالجيش الأمريكي، جون روس، في رسالة للموقع أن عملية إنزال فرق التدخل السريع المدربة عبر الصواريخ سيتحول لحقيقة خلال مدة 5 إلى 10 سنوات من الآن.
لكن ورغم الطموح الأمريكي يواجه مجموعة من التحديات اللوجيستية والقانونية التي تحيط بمدى إمكانية تطبيق تلك الرؤية المستقبلية الفريدة، يأتي على رأسها كيفية الهبوط بصواريخ بحجم وقوة محرك "ستارشيب" في أماكن على سطح الأرض، حيث بلغ ارتفاع صاروخ سبيس إكس العملاق 50 متراً، ما يجعله الأضخم في العالم.
وأشار التقرير إلى أن هذه الرؤية الأمريكية ليست جديدة، فمنذ خمسينيات القرن الماضي، فكر عالم الصواريخ النازي، الذي حصل على الجنسية الأمريكية فيرنر فون براون، في نقل القوات الأمريكية عبر الصواريخ، وفي ستينيات القرن الماضي، قدم دوجلاس إيركرافت، المقاول الدفاعي، مشروع مركبة فضائية تحمل 1200 جندي إلى وجهتهم في غضون ساعة.
وتساءل التقرير، هل ستقبل الولايات المتحدة أن تقوم دول أخرى بتسليح جيشها بنفس نوعية تلك الصواريخ، واستخدام نفس الأسلوب لتحديث قدراتها؟ الإجابة المؤكدة هي، لا.