"جيب كالينينغراد".. هل يجر ليتوانيا والناتو لحرب مع روسيا؟
هدد الكرملين ليتوانيا بعد منعها وصول البضائع إلى الجيب الروسي في كالينينغراد، مما أثار مخاوف من انجرار الناتو إلى الحرب.
وحذرت موسكو من "إجراءات صارمة للغاية" ضد الدولة العضو في التحالف الغربي بعد منع تسليم شحنات من الفحم والمعادن ومواد البناء والتكنولوجيا المتقدمة إلى الأراضي الروسية، وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وأبلغت السلطات الروسية القائم بالأعمال الليتواني في موسكو أنه ما لم يتم استئناف عبور البضائع في سريعا، فإن روسيا تحتفظ بالحق في التصرف لحماية مصالحها الوطنية.
وقالت وزارة الخارجية الروسية: 'نحن نعتبر الإجراءات الاستفزازية للجانب الليتواني التي تنتهك الالتزامات القانونية الدولية لليتوانيا، وخاصة البيان المشترك للاتحاد الروسي والاتحاد الأوروبي عام 2002 بشأن العبور بين منطقة كالينينغراد وبقية الاتحاد الروسي، إلى عداء علني".
وحذر السيناتور الموالي لبوتين، أندريه كليموف من أن ذلك "اعتداء مباشر على روسيا ، مما يجبرنا حرفيًا على اللجوء فورًا إلى الدفاع عن النفس بشكل مناسب".
في المقابل، سينظر إلى أي هجوم روسي مباشر على ليتوانيا، العضو في الحلف، باعتباره عملا حربيا ضد الناتو وقد يشعل فتيل حرب عالمية.
وقال وزير الخارجية الليتواني غابريليوس لاندسبيرجيس إن بلاده تطبق العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن الإجراءات التي تم تنفيذها تم اتخاذها بعد "التشاور مع المفوضية الأوروبية وبموجب إرشاداتها".
وأضاف لاندسبيرجيس: "لن يُسمح بعد الآن للبضائع الخاضعة للعقوبات بعبور الأراضي الليتوانية".
وتساوي مساحة مدينة كالينينغراد تقريبًا أيرلندا الشمالية (14130 كم2)، فيما تأسس ميناؤها عام 1255، وازدهرت باعتبارها العاصمة التجارية لشرق بروسيا كونيغسبرغ لعدة قرون.
وفي نهاية الحرب العالمية الثانية، خسرت ألمانيا أراضيها أمام الاتحاد السوفيتي، وأعيد توطينها بالروس والبيلاروسيين، وأطلق عليها اسم ميخائيل كالينين، وهو سياسي بلشفي.
وعندما حصلت جمهوريات البلطيق على استقلالها عام 1991، تم عزل الإقليم وسكانه البالغ عددهم 950 ألف نسمة عن بقية روسيا، فيما بات يعاني سكان هذا الجيب المعزول مشكلات اقتصادية بسبب قلة الدعم المالي والاستثمار.
تحيط ليتوانيا وبولندا، العضوين في الاتحاد الأوروبي، بالجيب الروسي، وتحمل القطارات البضائع إلى كالينينغراد عبر بيلاروسيا وليتوانيا.
ولا تملك روسيا سبيلا للوصول إلى الجيب عبر بولندا. بيد أنه لا يزال بإمكانها إمداد كالينينغراد عن طريق البحر، دون الخضوع لعقوبات الاتحاد الأوروبي.
في عام 2012 زودت موسكو كالينينغراد بنظام الدفاع الصاروخي الروسي "إس-400" بعيد المدى، كما أرسلت صواريخ "إسكندر" ذات الرؤوس الحربية النووية ما جعل السلاح النووي قريب لمدن أوروبا.
ووفق مراقبين ترى موسكو أن توسّع حلف الناتو بشمال غرب أوروبا قرب حدودها يقوم على خطط بعيدة المدى، وأن ضم فنلندا والسويد للحلف جاء لفرض حصار على جيب كالينينغراد والأسطول الروسي ببحر البلطيق.
حذر ميخائيل خودوركوفسكي خصم بوتين في مقابلة مع صحيفة "فاينانشيال تايمز" من أن "الخطوة التالية" لسيد الكرملين ستكون فرض "حصار جوي" على ليتوانيا.
وسيسمح للطيران الروسي بالتحليق مباشرة بين روسيا وكالينينغراد، وهو ما قد يدفع الناتو للتحرك.