باحث إسباني يكشف لـ"العين الإخبارية" تفاصيل إنتاج لقاح يحمي المخ من كورونا (حوار)
قد يتخلص بعض المرضى من "كوفيد- 19"، لكن تستمر معهم بعض الأعراض، مثل فقدان الشم والصداع والشعور بالضيق وفقدان الإدراك والصرع واعتلال الدماغ.
وتسمى هذه الحالة بـ"كوفيد طويل الأمد"، وسببه أن الفيروس لم يؤثر فقط على الجهاز التنفسي، لكن تأثيراته امتدت إلى الجهاز العصبي.
وبينما يدور الحديث الآن عن أن اللقاحات لا تحمي من عدوى الفيروس، لكنها تحمي من المرض الشديد والوفاة، فإن المخاوف من استمرار أعراض "كوفيد طويل الأمد" العصبية، هي التي دفعت فريقا بحثيا إسبانيا إلى العمل على إنتاج أول لقاح يوفر الحماية للمخ من الفيروس، وتم نشر نتائج التجارب التي أجريت عليه في العدد الأخير من دورية "نيتشر نيورساينس".
فإلى أي مدى يعد هذا اللقاح فعالا؟، ومتى ينتقل إلى التجارب السريرية؟، وكيف يؤثر الفيروس على المخ؟.. كل هذه الأسئلة وغيرها يجيب عليها خوان جارسيا أريازا، الأستاذ بكلية الطب بجامعة إشبيلية، وقائد الفريق البحثي الذي أنتج هذا اللقاح.
وإلى نص الحوار:
دعنا نبدأ من البداية.. لماذا فكرتم في هذا التوجه؟
الاهتمام يتجه دوما إلى التأثير المباشر لفيروس كورونا المستجد على الجهاز التنفسي، إلا أن العديد من المرضى يظهرون أيضا أعراضا عصبية مهمة، مثل فقدان الشم والصداع والشعور بالضيق وفقدان الإدراك والصرع واعتلال الدماغ، ولم يتم وصف التأثير على الجهاز العصبي، كما أن اللقاحات المطورة ضد الفيروس، لم تظهر إمكانيات واعدة في توفير الحماية للجهاز العصبي المركزي.
هل لقاحكم هو الأول الذي يستهدف الجهاز العصبي المركزي؟
بالضبط، لقاحنا المسمى "MVA-CoV2-S" هو أول لقاح يستهدف تلك المنطقة، حيث أجرينا في البداية تجارب أوضحنا فيها قدرة الفيروس على إصابة مناطق مختلفة من الدماغ، ثم أثبتنا كيف يحمي اللقاح بشكل كامل من عدوى الدماغ.
كيف يصيب الفيروس مناطق الدماغ المختلفة؟
وجدنا أن الفيروس يتكاثر بشكل رئيسي في الخلايا العصبية، ما ينتج عنه تغيرات عصبية مرضية مثل فقدان الخلايا العصبية، وتنشيط الخلايا الدبقية، وتلف الأوعية الدموية، وقد أجرينا دراسة تشريحية مرضية وجزيئية مفصلة للغاية لمناطق الدماغ وأنواع الخلايا المصابة بالفيروس، وكان اللافت للنظر كيف يصيب الفيروس مناطق مختلفة، وخاصة الخلايا العصبية، وبمجرد تحديد نمط العدوى في الدماغ قمنا بتقييم فعالية اللقاح في الحماية.
كيف أجريتم تجارب اللقاح؟
قمنا بتحصين فئران التجارب بجرعة واحدة أو جرعتين من اللقاح، قبل إصابة الفئران بالفيروس، وقمنا بتحليل قدرة الفيروس على الحماية من العدوى والأضرار التي تلحق بالدماغ.
كم بلغت نسبة نجاح اللقاح؟
كان اللقاح فعال بنسبة 100٪ ضد تلف الدماغ الناجم عن الفيروس، وتشير النتائج التي تم الحصول عليها بقوة إلى أن اللقاح يمكن أن يمنع استمرار الفيروس الذي لوحظ في العديد من الأشخاص المصابين.
متى ستنتقلون بأبحاثكم إلى مرحلة التجارب السريرية؟
أبحاثنا تدعم الانتقال إلى المرحلة الأولى من التجارب السريرية، لتقييم سلامة اللقاح وقدرته على تحقيق المناعة.
aXA6IDMuMTQ1LjE1NS4xNDkg
جزيرة ام اند امز