مختصون لـ"العين الإخبارية": العزل طوق النجاة لمواجهة كورونا
الصين نجحت في إخلاء ١١ مستشفى من بين 14 مستشفى مؤقتا مخصصا لفيروس كورونا فى ووهان، بعد انخفاض عدد المرضى
أوصى مختصان في الفيروسات بضرورة عزل الدول لبؤر فيروس كورونا المستجد داخل أراضيها، على غرار ما فعلته الصين مع بداية ظهوره، مشددين على أن العزل والحجر الصحي هما أولى خطوات الحد من انتشار الفيروس.
وأشاد المتخصصان في مجال الفيروسات الطبية والمناعة، خلال حديثين لـ"العين الإخبارية" الإثنين، بقرار السعودية، الذي أصدرته الأحد، بعزل محافظة القطيف (شرق) وتعليق الدراسة بها بعد تسجيل ١١ حالة إصابة فيها، في إطار الإجراءات الوقائية والاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا، والتي تعد أول دولة عربية تتخذ مثل هذا القرار.
وكانت الصين وكوريا الجنوبية، قدمتا نموذجا للعزل مع بداية أزمة تفشي الفيروس، فيما تأخرت دول أخرى في تطبيق العزل مثل إيطاليا وإيران، وبعدما تفشي الفيروس في إيطاليا قررت سلطاتها مؤخرا أن تعزل ربع سكانها في الشمال من خلال فرض العزل على أكثر من 15 مليون شخصا بعد أن أصبحت ثاني أكبر بؤرة للمرض في العالم بعد الصين.
وفي إيران، وصل فيروس كورونا لمرحلة متقدمة بواقع ١٩٤ حالة وفاة ونحو ٦٥٦٦ مصابا بعدما تأخرت في عزل مدينة قم بؤرة انتشار الفيروس والتي انتقل لاحقا لبقية المحافظات.
وقال فايد عطية، أستاذ الفيروسات الطبية والمناعة بجامعة شانتو بالصين لـ"العين الإخبارية": "جميع الدول التي نفذت سياسة العزل وآخرها السعودية على الطريق الصحيح لأنها فعلت الإجراء الصحيح في التوقيت المناسب وهو بداية ظهور الوباء".
وأوضح أن هذا الإجراء كفيل بالحد من انتشار الفيروس، مضيفا أنه على بقية الدول اتخاذ هذا القرار بسرعة قبل فوات الأوان.
واتفق معه عبدالباسط محمد، أستاذ الفيروسات والمناعة بجامعة الأزهر، حيث قال إن "عزل بؤرة الفيروس يشكل أول خطوة ضرورية في مكافحة العدوى ومنع انتشار الوباء"، لافتا إلى أن "العزل أصبح إجراء احترازي مُلح وأولوية وقائية للدول في ظل الوضع الراهن مع فيروس كورونا".
وأشار المختصان إلى أن العزل ليس بالأمر الحديث لكنه ورد منذ أكثر من ١٤٠٠ عام في الإسلام، وذلك في حديث للرسول صلى الله عليه وسلم عن وباء الطاعون عندما نهى المسلمين عن الدخول أو الخروج من أرض وقع بها الطاعون، وأكدا أن الأمر نفسه ينطبق على ما نشهده حاليا فالعزل خيار إلزامي وهو خطوة صحيحة علميا وفنيا.
الصين وكوريا الجنوبية نموذجان
وضرب أستاذ الفيروسات الطبية، فايد عطية، المثل بتجربة الصين التي قال عنها إنها "نجحت في تطبيق العزل بامتياز مع بداية الأزمة عندما ظهر الوباء لأول مرة في مدينة ووهان بمقاطعة هوبي وهي بؤرة الإصابة الأولى، فعزلت المدينة بالكامل ثم عزلت مدينة هوانجانج خاصة أن معدل الإصابات والوفيات وصل في البداية إلى نسبة 80% داخل المقاطعة".
في المقابل، اعتبر عطية إيطاليا تأخرت عندما قررت عزل أجزاء كبيرة من أراضيها في الشمال بواقع ١٥ مليون مواطن، وكذلك إيران، موضحا أن تكلفة تأخير البلدين كانت عدم قدرتهما على السيطرة على حالات الوفيات.
وشدد كل من "عطية" و"عبد الباسط" على أن الإجراءات الوقائية والاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا يجب أن تكون حاسمة ولا يجب التهاون بها، لافتين إلى أن تطبيق القوانين بصرامة تحمي المواطنين من كارثة.
متى يصبح العزل إجباريا؟
وبحسب الخبيرين، فإن "عزل مدينة أو محافظة يكون مرهون بأمرين إما أن أعداد الإصابات في مدينة بعينها آخذة في زيادة أو أن يحدث إصابات مفاجئة بمدينة أول مرة مثلما حدث في القطيف، وحينها لا يمكن الانتظار لحين زيادة انتشار الفيروس لبقية المدن".
وطالب المختصان بقية الدول العربية، أن تحذو حذو السعودية، في تطبيق العزل في حال التأكد من أن مدينة تشكل بؤرة الفيروس.
وحول الخطوات التي تلي مرحلة العزل قال "عطية": تبدأ الدولة علاج المصابين وتشخيص المشتبه فيهم وعمل مسح كامل للمدينة، وحينها فقط يمكن أن تنجح في احتواء الأزمة ومواجهة الفيروس".
يذكر أن الصين نجحت، الإثنين، في إخلاء ١١ مستشفى من بين 14 مستشفى مؤقتا مخصصا لفيروس كورونا في ووهان، بسبب انخفاض عدد المرضى.