"اختصاصيون أم تكنوسياسية".. خلاف حول صيغة الحكومة بلبنان
الحريري يجري استشارات نيابية قبيل انطلاقه في عملية تشكيل الحكومة للاطلاع على رؤية الكتل لشكل وطبيعة الحكومة
وسط خلاف بين الفرقاء اللبنانيين حول صيغة الحكومة يجري رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري استشارات نيابية غير ملزمة في مقر البرلمان.
والاستشارات النيابية يقوم بها رئيس الوزراء المكلف قبيل انطلاقه في عملية تشكيل الحكومة للاطلاع على رؤية الكتل لشكل وطبيعة الحكومة.
ورغم تأكيد الحريري أنه سيبذل جهودا لتشكيل مجلس وزراء من الاختصاصيين، لا تزال بعض الأطراف تدفع باتجاه حكومة تكنوسياسية، أي يكون للأحزاب دور فيها، وعلى رأسها رئيس التيار الوطني الحر، النائب جبران باسيل (صهر رئيس الجمهورية).
وشاركت معظم الكتل النيابية الكبيرة في الاستشارات التي كانت مناسبة لكسر الجليد في العلاقة بين الحريري وباسيل بعد الخلاف السياسي الكبير بينهما منذ استقالة الأول من الحكومة السابقة إثر اندلاع الاحتجاجات الشعبية، ورفض باسيل تسميته في الاستشارات النيابية يوم أمس.
واعتبر باسيل أن طرح الحريري بتشكيل حكومة من غير السياسيين لا يمكن السير به انطلاقا من أن "رئيس تيار المستقبل" الذي كلف لتشكيل الحكومة هو سياسي وبالتالي يفترض أن يشكل حكومة تكنوسياسية.
واستهل الحريري لقاءاته مع رؤساء الحكومة السابقين، نجيب ميقاتي وتمام سلام، إضافة إلى نائب رئيس البرلمان، إيلي الفرزلي، وكتلة "حركة أمل" التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري ومن ثم كتلة "التيار الوطني الحر" و"كتلة المستقبل".
وقال ميقاتي بعد لقائه الحريري إنه أعطى رأيه "بضرورة تشكيل حكومة اختصاصيين ويكون فريقها متناغما".
وأضاف: "تحدثنا أيضا عن طرق معالجة ذيول انفجار المرفأ (4 أغسطس/آب) كما طلبت الاستمرار في التحقيق الجنائي في كل مرافق الدولة".
الموقف نفسه عبّر عنه نائب رئيس مجلس النواب، إيلي الفرزلي، الذي طالب بـ"حكومة اختصاصيين مستقلين من كنف التفاهم الإيجابي بين الحريري والنواب".
بدوره، تمنى سلام أن "تنتهي الاستشارات بأجواء إيجابية بناءة يعرب خلالها الجميع عن الرغبة الجادة بإنقاذ البلد وإيقاف الانهيار في ظل المبادرة الفرنسية التي هي بحاجة إلى عمل مكثف وجاد".
وأضاف: "نتمنى أن نتمكن خلال 3 أو 6 أشهر من تحقيق الإصلاح وإلا جميع الخيارات صعبة".
ودعا سلام إلى "مواجهة الحقائق والترفع عن كل شيء، فبيروت تستحق حكومة إنقاذية تأخذنا إلى الأمام ".
وطالبت كتلة "حركة أمل"، التي تحدث باسمها النائب أنور الخليل، بتشكيل حكومة من الاختصاصيين، والبدء بالإصلاحات".
ورغم الخلاف، أبدى باسيل تجاوبا للتعاون مع الحريري، قائلا بعد لقائه على رأس كتلة التيار الوطني الحر النيابية: "قمنا بواجبنا الدستوري بتلبية دعوة الرئيس المكلف للاستشارات وكان حديثنا مسؤولا وصريحا ومنفتحا، وهذا يؤكد أن لا مشكلة شخصية".
وطالب باسيل بأن "تكون الحكومة تكنو سياسية، بمعنى أن تكون ذات دعم سياسي، والأهم أن يكون الوزراء ذوي اختصاص وخبرة".
في المقابل، تركت كتلة المستقبل أمر التشكيل للحريري، مؤكدة أن البلد لم يعد يحتمل أي تأخير وكل القوى السياسية تدرك المخاطر التي تحيط بالبلد وتداعياتها الاقتصادية والمالية على لبنان والشعب.
وتستمر استشارات التشكيل حتى عصر اليوم يبدأ بعدها العمل على تشكيل الحكومة، ويلتقي خلالها الرئيس المكلف الكتل النيابية .
وأمس الخميس، كلف الرئيس اللبناني، ميشال عون، الحريري بتشكيل حكومة جديدة بعد تأجيله الاستشارات من 15 إلى 22 أكتوبر/تشرين الأول الحالي.
ولم يترشح للتكليف سوى رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري الذي رشح نفسه معلناً أنه "مرشح طبيعي".
وأعرب عن رغبته بتشكيل حكومة اختصاصيين، بعد اعتذار رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب في 26 سبتمبر/أيلول الماضي عن التشكيل.
ويأتي تكليف الحريري بعد حوالي سنة من تقديمه استقالة حكومته في 29 أكتوبر/ تشرين الأول إثر الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت في 17 من الشهر ذاته.
وآنذاك، جرى تكليف حسان دياب بالحكومة قبل أن يتقدم باستقالته في 10 أغسطس/آب الماضي، على خلفية انفجار بيروت الذي أودى بحياة المئات وأصاب الآلاف ودمر جزءا كبيرا من العاصمة.