البيت أم الفقير أولى وقت الغلاء؟.. "العين الإخبارية" تجيب عن السؤال الصعب
تسببت الحرب الروسية الأوكرانية ورفع الفائدة الأمريكية، في زيادة الأسعار بالعديد من دول العالم خلال العام الماضي، ومن المتوقع استمرار الأزمة مع انخفاض قيم العملات في الدول الناشئة.
الأمم المتحدة حذرت العام الماضي من أنها لا تستطيع الوفاء بكل مهامها فيما يتعلق بتوزيع الإعانات الغذائية في بعض الدول المنكوبة بسبب الأسعار، وعلى نفس السياق شعر العديد من الذين يقومون بأعمال خيرية بصعوبة تلبية كل احتياجات الفقراء بسبب الأسعار المتسارعة لأعلى.
"العين الإخبارية" طرحت سؤالا على رجال الدين يقول: هل إذا غلت الأسعار وجب ترشيد الإنفاق المنزلي للاحتفاظ بمقدار الصدقة على الفقراء؟، أم وجب تقليل مقدار ما يخرجه الإنسان من صدقة لكي يحافظ على نفس الوسعة في الإنفاق على أبنائه وأسرته؟.
الفقراء أولى
يرى الدكتور السيد سليمان، من علماء الأزهر الشريف، أن الأولى أن نعول الآخرين وأن نتحسس ظروف الفقراء، أسوة بالنبي (ص)، والذي وصفته السيدة خديجة- رضي الله عنها- بقولها: "فوالله لا يخزيك الله أبدا؛ إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق".
وأضاف سليمان، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية" أن النبي (ص) كان يتكفل بالفقراء فيغنيهم، وكان يعيش عيشة الكفاف والزهد، لكنه كان محبا لغيره، ووجه الناس بقوله: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، وقال: "خير الناس أنفعهم للناس"، وقال: "أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على قلب مسلم أو تقضي عنه دينا".
وبناء على ذلك، قال سليمان: "الأفضل أن ينفع الإنسان غيره، فنفع الآخرين أولى من أن يستأثر الإنسان لنفسه بكل ما له من مال، وخصوصا في وقت الغلاء".
التجارة مع الله
ويرى الدكتور عبدالسلام عبدالمنصف لاشين، أحد علماء الأزهر الشريف، أن كفالة فقير واحد أفضل من التوسعة على الأهل في المعيشة، لأنه من باب التجارة مع الله.
وأضاف لاشين، في تصريح لـ"العين الإخبارية": "لا يوجد إنسان يضمن الغد ولا يضمن استمرار النعمة، فعليه في وقت الأزمات أن يتبرع ويتصدق، وسيفتح الله له الأبواب".
التوازن مهم
ويؤكد الشيخ السيد شبل، الداعية الإسلامي، أن التوازن مطلوب، فلا يضيق الإنسان على أهل بيته ولا يمنع صدقته على الفقير.
ويرى شبل، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن الأفضل استمرار العطاء للآخرين والإنفاق على الأهل مع ضيق المعيشة، كما قال الله تعالى: "لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا".
aXA6IDUyLjE1LjIxNy44NiA=
جزيرة ام اند امز