45 مليون ريال سعودي في بطن حوت.. صدفة تغير مستقبل صيادين يمنيين
لم يكن ثلة من شباب قرية الخيسة الساحلية، غربي مدينة عدن اليمنية، على علمٍ بأن حياتهم ستتغير جذريًا، بمجرد عثورهم على حوت نافق عرض البحر.
كان الشباب الصيادين، ممن يمارسون الصيد التقليدي، في رحلاتهم الاعتيادية اليومية للاصطياد، قبل أن يقرروا العودة إلى ديارهم، بعد يومٍ شاق ومتعب.
كانت 3 قوارب يقودها شباب قرية الخيسة، برفقة عدد من الصيادين النازحين من محافظة الحديدة، ممن نزحوا إلى سواحل عدن، هربًا من بطش المليشيات الحوثية، وطلبًا للرزق الحلال.
وقبل أن تلوح أمامهم معالم قريتهم، رصدوا جسمًا ضخمًا عائمًا على سطح الماء، أدركوا أنه حوت عادي نافق، لكنهم لم يعلموا أن هذا الحوت هو حوت العنبر الضخم، وهو ليس بالحوت العادي.
يُعرف حوت العنبر بأنه يفرز مخرجات من معدته؛ نتيجة مرض ما يصيبه أو عقب نفوقه، لا تقدر هذه الإفرازات بأي ثمن؛ نظرًا لأنها تدخل في صناعة العطور ومستلزماتها، وعلاج الكثير من الأمراض.
وحين أدرك الصيادون أن ما بأيديهم هو حوت العنبر، علموا حينها أنهم على موعدٍ مع الثراء، بعد أن استخرجوا كمية ضخمة من إفرازات هذا الحوت، بلغت أكثر من 430 كيلوجرامًا.
وعالميًا، يصل سعر الكيلو الجرام الواحد من العنبر، نحو 60 ألف دولار أمريكي، غير أن الكمية التي حصل عليها الصيادون الشباب، وصلت قيمتها إلى 45 مليون ريال سعودي، بحسب الصياد الشاب نغم سعيد صالح، أحد الصيادين المحظوظين.
ويؤكد نغم لـ "العين الإخبارية" أن هذا الرزق الذي ساقه الله لهم، جاء لإخلاصهم في طلب الرزق الحلال، وتركيزهم في عملهم بالصيد التقليدي، رغم وجود الكثير من سفن الاصطياد الدولية التي تقتحم المياه الإقليمية لليمن، وتجرف الثروة السمكية وتؤثر على عمل الصيادين التقليديين.
وأشار الصياد الشاب أنهم تعرضوا للكثير من الابتزاز والمساومة من قبل بعض الجهات والشخصيات النافذة؛ للتنازل عما حصلوا عليه من "كنز"، مشيرًا إلى تكاتف أهالي الخيسة ووقوفهم إلى جانب هؤلاء الشباب، حتى تمت عملية بيع العنبر لأحد التجار الخليجيين.
ولم يخفِ نغم أن هذا الرزق سيغير حياته وحياة العشرات من الصيادين، بل وحتى وأهالي وعائلات الصيادين، وهو خير من الله، لافتًا إلى اتفاقه مع الصيادين على خدمة قريتهم ومد إليها يد العون والمساعدة.
ويشتغل المئات من الشباب في مهنة الصيد التقليدي، في عشرات القرى الساحلية، الواقعة غرب مدينة عدن، خاصةً في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة الناتجة عن الحرب التي أشعلتها المليشيات الحوثية.
كما أن كثير من نازحي محافظة الحديدة ومناطق الساحل الغربي لليمن، لجأوا إلى عدن والمكلا ومدن ساحلية يمنية أخرى لطلب الرزق، بعد تضييق الإنقلابيين على الصيادين ومصادرة قواربهم ومصادر دخلهم.
وتشتهر السواحل اليمنية، وتحديدًا مناطق خليج عدن، بوفرة الثروة السمكية التي تعد أحد أركان الاقتصاد الوطني؛ نتيجة التنوع الحيوي للأصناف البحرية، والتي تمثل مصدر رزق أساسي لآلاف الأسر.
وتمتلك اليمن شريطًا ساحليًا يمتد لمسافة تزيد عن ألفي كيلومتر مربع، من شمال ميدي بمحافظة حجة على البحر الأحمر، غرب اليمن، وحتى سواحل نشطون بمحافظة المهرة جنوب غرب البلاد.