"سبايدرمان: إنتو ذا سبايدر-فيرس".. أفلام السوبرهيروز تأخذ منحى جديدا
على الرغم من تنبؤ الكثيرين بزوال موضة أفلام الأبطال الخارقين فإن مارفل Marvel ما زالت قادرة على إبهار عشاق تلك النوعية من الأفلام
استطاعت شركة "مارفل كوميكس Marvel Comics" الصمود دائماً في السينما، أمام الآراء المحبطة التي تنادي بعدم جدوى أفلام "السوبر هيروز" وأنها مجرد "تريند" سيختفي، خصوصاً مع تكرار نفس الفكرة والحبكة والأبطال أيضا.
وعلى الرغم من أن عام 2013 كان بمثابة سقطة مدوية لأفلام الأبطال الخارقين، مثل "مان أوف ستيل" و"ثور: دارك وورلد" اللذين لم يحققا نجاحاً كبيراً، فإن عام 2014 عدّل الكفة بأفلام مثل "كابتن أمريكا: جندي الشتاء - Captain America: The Winter Soldier "، و"حراس المجرة Guardians of the Galaxy " و"المنتقمون The Avengers". فما السر وراء نجاح أفلام سوبر هيروز بعينها وفشل أخرى على الرغم من أن جميعها تتمتع بنفس البناء الدرامي باختلاف الممثلين.
يجيب موقع "فيلم سكول ريجيكتس" عن هذا التساؤل، موضحاً أن السبب الوحيد لبقاء أفلام السوبرهيروز حتى الآن هو التنوع، والدليل أفلام مثل: "Logan" من بطولة هيو جاكمان، هو فيلم الأبطال الخارقين الوحيد الذي يقوم ببطولته عجوز بمعايير هوليوود، والذي يتلقى ترشيحاً للفوز بالأوسكار، وفيلم "سبايدرمان: هوم كومينج" الذي أضفى له المخرج جون واتس لمحة من التسعينيات وشهد تواجد أبطال من أعراق مختلفة مثل المغنية والممثلة السمراء زيندايا، وأخيراً فيلم "بلاك بانثر" الذي رسخ لجيل وقيم جديدة من أفلام السوبر هيروز.
فيلم "Spider-Man: Into the Spider-Verse" الذي يعرض في دور العرض حالياً إشارة واضحة إلى مستقبل مشرق لأفلام الأبطال الخارقين، فللوهلة الأولى خلال مشاهدتك تريلر فيلم الأنيميشن تظن أنه نسخة مكررة من أفلام مارفل السابقة، فالفيلم هو الرابع خلال 11 عاماً للسلسلة نفسها، وسابع فيلم يصدر في السينمات في العقدين الأخيرين، إلا أن تعليقات النقاد بعد مشاهدته اختلفت تماماً، إذ منحوه إشادة غير مسبوقة.
واعتبر النقاد فيلم "سبايدرمان: إنتو ذا سبايدر-فيرس" بمثابة صدمة لسينما الأبطال الخارقين، لأنها أول مرة تنفذ فيها السينما قصص الكوميكس المصورة كما هي تماماً دون تعديل، وهو ما وصفه النقاد بالجرأة، وأشادوا بالحيوية والحماسة التي يشعها الفيلم، لأنه على عكس أفلام مارفل لديه ما يقدمه وقادر على التنوع.
ويرجع سر نجاح "سبايدرمان: إنتو ذا سبايدر-فيرس" إلى تمكنه من تفادي أخطاء سلسلة "أفنجرز"، فعلى الرغم من نجاح السلسلة وتشوق الجمهور لرؤية الجزء الأخير منها بعنوان "أفنجرز: إند جيم" أو "المنتقمون: نهاية اللعبة"، فإن هناك عيوبا كثيرة بها أبرزها غياب الاندماج بين الشخصيات، إذ تعتمد "مارفل" على سلاح الإبهار وحسب بوجود أكبر كم من الأبطال الخارقين في أفلامها، دون النظر إلى صعوبة إفساح مساحة لكل شخصية كي تلمع، فمثلا دور "ثور" و"سبايدرمان" كانا صغيرين جداً في فيلم "أفنجرز: إنفينتي وور".
وهنا تأتي أهمية فيلم "سبايدرمان: إنتو ذا سبايدر-فيرس" الذي أتاح لكل شخصية فرصتها كي تلمع أمام الجمهور وتجذب تعاطفهم معها، فهو ببساطة يضع تطور الشخصية في المقام الأول قبل المؤثرات البصرية المبهرة.
فيلم "Spider-Man: Into the Spider-Verse" شكل إضافة لأفلام مارفل على الصعيد الفني وفي شباك التذاكر، وفي حال استمرار أفلام السوبر هيروز على هذا المنوال من الطور والتنوع ستشهد الصناعة طفرة أكبر والمزيد من النجاح الذي سيطيل عمرها في دور السينما.
aXA6IDE4LjExNi41Mi40MyA= جزيرة ام اند امز