دير شبيجل: صفقة القرن "سلام كسول" في الشرق الأوسط
المجلة الألمانية أكدت أن الصفقة لن تحقق السلام في الشرق الأوسط، لأنها لم تستند لمفاوضات شاملة وإنما اتفاق مع جانب واحد على حساب الآخر
وصفت مجلة دير شبيجل الألمانية "صفقة القرن"، التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأنها "سلام كسول"، لأنها لم تقم على أساس مفاوضات شاملة بين جميع أطراف الصراع.
وحذرت المجلة ذائعة الصيت من أن الصفقة لن تحقق السلام في الشرق الأوسط، لأنها لم تستند لمفاوضات شاملة إنما اتفاق مع جانب واحد على حساب الآخر.
وأضافت "أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصوره للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لكن خطته يمكن أن تنجح في الولايات المتحدة وليس في الشرق الأوسط".
وأشارت إلى أن ترامب فضّل إعلان الخطة في نفس يوم تقديم فريق محاميه دفاعهم في قضية عزله من منصبه، وفي وجود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي حرك الادعاء العام في إسرائيل دعاوى قضائية ضده بتهم الفساد قبل إعلان الصفقة.
ومضت دير شبيجل، قائلة "إعلان صفقة القرن بهذه الطريقة كان محاولة من الطرفين لتحقيق مكاسب داخلية".
وأوضحت أن خطة السلام يمكن أن تنجح في الولايات المتحدة، وتحقق ما يريده ترامب، وهو إبعاد التركيز عن قضية عزله ولو لوقت قصير، لكنها لن تنجح في الشرق الأوسط.
ولفتت إلى أن خطة ترامب ستؤمن له تأييد داعمي إسرائيل في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
في المقابل رأت المجلة أن صفقة القرن تعد "طوق نجاة" لنتنياهو، الذي يواجه اتهامات فساد ويخوض قريبا الانتخابات التشريعية الثالثة خلال أشهر قليلة.
وتابعت: "يمنّي نتنياهو النفس بأن تسهم الصفقة في تفكيك الأزمة السياسية ببلاده، وقيادته لتحقيق أغلبية مريحة في الكنيست (البرلمان)".
وبحسب المجلة الألمانية، فإن صفقة القرن في الواقع ليست خطة سلام، ولن تقود إليه في الشرق الأوسط لأنها صفقة مع جانب واحد.
وواصلت تحليلها "لم يكلف ترامب نفسه عناء الحديث مع الفلسطينيين والسماع لمطالبهم، وبناء خطته على أساس مفاوضات شاملة يشارك فيها جميع الأطراف".
ونقلت المجلة عن السيناتور الديمقراطي كونيتيكت كريس مورفي قوله "هذا اتفاق مع الإسرائيليين فقط، وليس خطة سلام بأي حال من الأحوال".
دير شبيجل قالت كذلك "لم يحتج الفلسطينيون فقط على الصفقة، بل المجتمع الدولي أيضا، لأنها تهدم كل القرارات الدولية المتعلقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي".
ولفتت إلى أن خطة ترامب تتحدث عن تأسيس دولة فلسطينية، لكنها "ليست دولة على الإطلاق"، فهي ستكون، وفق الخطة، مقطعة الأوصال بلا عاصمة محددة، وبلا سيادة، ومخترقة دائما.
وكان ترامب أعلن، الثلاثاء، تفاصيل خطته للسلام في الشرق الأوسط والمعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن"، موضحا أن رؤيته للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين مختلفة عن الرؤى السابقة، وأنها تقوم على دولتين فلسطينية وإسرائيلية، وأن تكون مدينة القدس المحتلة عاصمة موحدة لإسرائيل.
وأضاف ترامب أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أخبره بموافقته على خوض مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين، وتابع "الولايات المتحدة ستعترف بالمستوطنات جزءا من إسرائيل".
وذكر الرئيس الأمريكي أن خطته ستحقق الازدهار للفلسطينيين وتقضي على احتياجهم للمعونات، كما ستحقق تلك الخطة -حسب ترامب- أكثر من مليون فرصة عمل للفلسطينيين خلال عام واحد.
واعتبرت منظمة العفو الدولية أن حزمة المقترحات المحزنة التي قدمتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تنتهك القانون الدولي وتجرد الفلسطينيين من حقوقهم.
وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفض الفلسطينيين خطة السلام الأمريكية، مؤكدا أنها لن تمر وسوف تذهب على يد الشعب الفلسطيني إلى زوال.
aXA6IDUyLjE0LjExMC4xNzEg جزيرة ام اند امز