"أكلتم خبز النظام".. انقسام بين الحرس الثوري وخامنئي بسبب الاحتجاجات
انقسام وصف بـ"الكبير" شق طريقه بين كبار قيادات الحرس الثوري والمرشد علي خامنئي، تجاه التعامل مع المتظاهرين وعمليات "القمع".
هذا الانقسام "الكبير"، أفصح عنه مستشار قائد الحرس الثوري الإيراني، العميد حميد آباذري خلال خطاب له من محافظة مازندران شمال إيران.
وقال العميد آباذري في خطابه الذي تابعته "العين الإخبارية" وبثته محطة مازندران المحلية: "رأيت مسؤولين من الدرجة الأولى وجنرالات عظماء لم يفعلوا الكثير ووقفوا ضد النظام وشخص المرشد علي خامنئي خلال الاحتجاجات الأخيرة".
انتهاء وقت التهدئة
ومن دون أن يوضح هوية كبار المسؤولين، قال العميد آباذري: "رأيت أنه كان هناك جنرالات كبار ومسؤولون من الدرجة الأولى في هذا النظام، وقفوا بوجه المرشد علي خامنئي خلال الأحداث الأخيرة"، متسائلاً: "هل وصلت بلادنا إلى هذه النقطة التي سيضر بها البلد الآن 4 بلطجية (محتجين)؟ لقد انتهى وقت التهدئة".
وهاجم القادة العسكريين المعارضين لخامنئي، قائلا "أكلتم خبز الثورة والنظام الإسلامي، وأكلت خبز هؤلاء الشهداء (الضحايا الحرس والباسيج)! لماذا صمتم؟ هذا اختبار"، مضيفاً: "قد سمعنا من كثيرين من كبار السن أن فتن آخر الزمان هم المؤمنون بالصباح والكفار في الليل".
وأضاف: "وقف كبار القادة والمسؤولين من الدرجة الأولى في النظام من بينهم قادة في الحرس الثوري أمام زعيم الجمهورية الإسلامية".
واشتكى العميد أباذري "من عدم وجود دعم من رجال الدين وقادة الحرس الثوري الإيراني مع سلوك الحكومة تجاه المتظاهرين"، مضيفًا وهو يتحدث عن الانقسام بين قادة النظام وكبار مسؤوليه: "رأيت بأم عيني فشل القادة الكبار في وقوفهم ضد القيم والثورة، لقد وقفوا ضد النظام وزعيمه علي خامنئي".
هجوم على المتظاهرين
ووصف القائد بالحرس الثوري المتظاهرين بـ"المرتزقة"، قائلا: "من واجبنا قتل هؤلاء المرتزقة الذين يتلقون أموالاً من الخارج وبالعملات الرقمية".
كما تناول العميد حميد آباذري أوضاع المنطقة والعالم، قائلا إن "أمريكا وأوروبا تنهاران وهذا آخر جهد لهم، وإنهم يبدأون حربًا عالمية حتى يتمكنوا من إنقاذ أنفسهم".
وتابع: أباذري: "أولاً، تعرضت منطقة أوراسيا للحرب، لقد ألقوا بأوروبا في حياة روسيا، وفعلت روسيا الشيء الصحيح ".
وشدد في الوقت نفسه على أننا "لسنا مع روسيا، وهذه الدولة تعرف مثل كل الدول الأخرى بنسبة مثل نسبة الشريك التجاري أو أي نسبة، وإذا حافظت روسيا على قدمها معوجة، فسوف تكسر ساقها ولا نأسف لأحد، لكن اليوم روسيا بلد لديه موقف معقول تجاه الثورة الإسلامية".
وأضاف: "لقد جعلوا أوروبا وروسيا ضعيفة، ثم الصين وتايوان كذلك. كما خلقت إيران ظروفًا مماثلة، وبعض البلدان في شمال غربنا تقول أشياء سخيفة وتردد؛ كل هذا لإبقاء إيران مشغولة".
وشهدت إيران منذ منتصف سبتمبر/أيلول الماضي احتجاجات شعبية واسعة استهدف نظام المرشد علي خامنئي، على خلفية وفاة الشابة الكردية مهسا أميني على أيدي شرطة الأخلاق في طهران لعدم التزامها بالحجاب.
وحاول النظام الإيراني "قمع" تلك الاحتجاجات، مما أسفر عن مقتل أكثر من 500 شخص، فيما تجاوز عدد المعتقلين أكثر من 18 ألف و500 شخصاً، وفقًا لتقارير حقوقية.
رسالة لخامنئي
ولم يقتصر هذا التصدع والانقسام بين المؤسسة العسكرية (الحرس الثوري) وعلي خامنئي بشأن الاحتجاجات عند هذا الحد، بل طالب بعضهم بضرورة حل الخلافات مع أمريكا.
فنائب الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، العميد في الحرس الثوري، محمد حسين سبهر، مساء الجمعة، قال إن "بعض الناس كتبوا رسالة يطلبون فيها من القيادة (خامنئي) أن تتصالح مع الولايات المتحدة".
وأضاف العميد حسين سبهر في تصريح نشرته وكالة أنباء "خبر أون لاين"، "أمريكا ليست موثوقة، لكن بعض الناس كتبوا رسائل إلى شيوخ البلاد وطالبوا القيادة والمسؤولين بالتعامل مع أمريكا، وأين أوفت أمريكا باتفاقياتها؟".
aXA6IDMuMTM3LjE1OS4xNyA= جزيرة ام اند امز