إن نظرت شرقاً الى عواصم دول مثل قطر واليمن وسوريا ولبنان والعراق، حتماً أنك ستجد عيّنات مطابقة ومشابهة للمدلّل يحي أبو الهمام.
يحي أبو الهمام أمير إمارة الصحراء التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي ها هو يلقى حتفه قبل أيام قلائل غير مأسوفٍ عليه ولا على غيره من أمثاله، إثر عملية عسكرية خاصة نفذتها قوات فرنسية ضمن عمليات برخان لحفظ الأمن ودحر الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي والصحراء.
وأبو الهمام يعد أحد أشرس الأذرع القذرة والمدللة للنظام القطري في منطقة الساحل والصحراء، وهو المسؤول الأول عن الكثير من العمليات الإرهابية والانتحارية في تلك المنطقة، والتي راح ضحيتها الكثير من الأبرياء المسلمين، وهو المتهم الرئيسي في العديد من محاولات الاختطاف وتنفيذ عمليات الاحتجاز للرهائن الغربيين وغيرهم، أقربها إلى الأذهان عملية اقتحام فندق راديسون في العاصمة المالية باماكو، وأعداد القتلى والمحتجزين آنذاك، ولطالما كان يشكل كابوساً جاثماً ومصدراً للقلق والأرق للشعوب والحكومات في كلٍ من موريتانيا ومالي والنيجر على وجه الخصوص، وعلى بقية الدول المجاورة بشكلٍ عام.
أبو الهمام يعد أحد أشرس الأذرع القذرة والمدللة للنظام القطري في منطقة الساحل والصحراء وهو المسؤول الأول عن الكثير من العمليات الإرهابية والانتحارية في تلك المنطقة التي راح ضحيتها الكثير من الأبرياء المسلمين
الدلال القطري لم يكن الوحيد الذي كان ينهال على ذلك الإرهابي الهالك، إذ طالما كان يقابله دلال آخر من أطراف دولية غارقة في ادعاءاتها بالجدية في مكافحة الإرهاب، وحيث إن تلك الجهات كانت قد تلقت معلوماتٍ استخباراتية محلية تفيد بمكان اختباء ذلك الإرهابي في أقصى الغرب الأزوادي بشمال مالي وبالقرب من الحدود مع موريتانيا، وكان ذلك في مطلع العام ٢٠١٥م، وبالرغم من أنها كانت معلومات مؤكدة بشكل دقيق ومدعمة بالإحداثيات فإن التجاهل التام كان من نصيب تلك المعلومات، وبالرغم من كونها عن شخصٍ مدرج على القائمة السوداء لأشد المطلوبين للحكومات الغربية، تجاهلٌ ينطبق تماماً مع تجاهل حكومات تلك الدول للدعم القطري له ولطائرات الهلال الأحمر القطري التي تولت عملية التمويه بغطاء إنساني لإيصال صناديق الأموال والعتاد لأيدي أبو الهمام وغيره من إرهابيي القاعدة المتناثرين في الصحراء الشاسعة في الشمال المالي.
عدا التغاضي أيضاً عن تأمين أبو الهمام لعدة مهابط بدائية ترابية لاستقبال طائرات التهريب الكولومبية وغيرها من أمريكا الجنوبية التي تقل العشرات من أطنان الكوكايين وغيره بشكل دوري، وتأمينه للممرات الآمنة عبر صحاري الشمال المالي الشاسعة لإيصال تلك السموم إلى متعهدين آخرين، ولكي تصل في وجهتها النهائية إلى أيادي المستخدمين في أوروبا وفي الشرق الأوسط، وكأن ذلك لا يُعد ولا يعتبر شكلاً من أشكال الجريمة المنظمة والعابرة للقارات والمستوجبة للعقاب الرادع والحازم.
عموماً.. منطقتنا العربية والإسلامية لا تزال تعج بعيِّنات من أمثال تلك العيّنة الخبيثة والمدلّلة، وإن كان الدلال فيما بينها متفاوتاً ومتبايناً في بعض الأحيان، ونظرةٌ سريعة منك إلى بعض العواصم في بلدان الشمال الإفريقي ستجد أن ألواناً وأشكالاً من أمثال تلك العينة وعلى مر السنين تتلون وتتشكل مراراً وتكراراً وبقدر الدعم الخارجي المقدم لها، وبحسب اختلاف الظروف وتنوع المراحل التي تمر بها تلك البلدان في محاولات دؤوبة للسيطرة على المشهد السياسي والتحكم في أركان الحكم في تلك الدول وبمفاصلها الاقتصادية ومحاولة جرّ واستقطاب مكوناتها الاجتماعية لمستنقعاتهم الآسنة، وكل ذلك يتم باسم وتحت ستار الدين والدين منهم براء.
وإن نظرت شرقاً إلى عواصم دول مثل قطر واليمن وسوريا ولبنان والعراق، حتماً أنك ستجد عيّنات مطابقة ومشابهة للمدلّل يحي أبو الهمام، بل ربما أنها أشد وأنكى بالمستضعفين بالمسلمين، ولكن الأكيد أنها عيّنات تستحق جميعها نفس المصير.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة