صالات الرماية ببولندا.. ما علاقتها بالحرب في أوكرانيا؟
منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، تهتم بولندا بصالات الرماية في البلاد كنوع من الرياضة وكنوع من التعبئة الداخلية.
واليوم الإثنين، أكد رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي، خلال افتتاح صالة ألعاب رياضية للرماية في ميشكوف جنوبي البلاد، أن شعب بولندا مستعد للمقاومة حال التعرض لهجوم روسي.
وقال مورافيتسكي: "إذا فكرت روسيا في مهاجمة بولندا، فإنه على روسيا أن تعلم، وعلى الكرملين أن يعلم، أن هناك 40 مليون مواطن في بولندا على استعداد لحمل السلاح في أيديهم للدفاع عن بلدهم الأم".
وأشار إلى أن الحرب في أوكرانيا أظهرت للجميع أنه لا ينبغي النظر إلى الحرية على أنها أمر مسلم به، منوها إلى أن بولندا كانت أيضا "تحت الاحتلال الروسي" لعدة قرون.
تابع رئيس الوزراء البولندي قائلا: "لا نريد العودة إلى هذا الحرمان من الحرية. نرفض استعمارهم وإمبرياليتهم"، معلنا أن بولندا سوف توسع بالتالي جيشها وتستثمر في أنظمة أسلحة جديدة.
ووفقا لهيئة الإحصاء المركزية البولندية، يزيد عدد سكان بولندا حاليا قليلا على 38 مليون نسمة، ومع ذلك، يعيش عدد كبير آخر خارج البلاد؛ ففي ألمانيا فقط تم تسجيل وجود 871 ألف شخص ممن يحملون الجنسية البولندية في عام 2021.
يأتي ذلك فيما أقرّت القوات الأوكرانية الإثنين بأنها انسحبت من وسط سيفيرودونيتسك إثر هجوم روسي جديد على هذه المدينة الاستراتيجية في شرق أوكرانيا التي تدور فيها معارك عنيفة بين طرفي النزاع منذ أسابيع.
وقالت رئاسة الأركان الأوكرانية في إحاطتها الصباحية على فيسبوك :"شنّ العدو بدعم مدفعي هجوما على سيفيرودونيتسك وحقق نجاحا جزئيا وأخرج وحداتنا من وسط المدينة"، مؤكدة أن المعارك "متواصلة".
بدوره، أكد حاكم منطقة لوهانسك سيرجي غايداي خروج القوات الأوكرانية من وسط المدينة التي تشكل المركز الإداري للقسم الواقع تحت سيطرة كييف من المنطقة.
وكتب صباح الإثنين على فيسبوك قائلا: "تتواصل المعارك في الشوارع... الروس يواصلون تدمير المدينة" ناشرا صور مبان مهدمة أو تشتعل فيها النيران.
وأكد الانفصاليون الموالون لموسكو الذين يقاتلون إلى جانب الروس في هذه المنطقة، أن الوحدات الأوكرانية الأخيرة التي لا تزال في سيفيرودونيتسك باتت حاليًا "عالقة"، بعد تدمير آخر جسر يسمح بالوصول إلى المدينة المجاورة لليسيتشانسك.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد قال في رسالة الفيديو اليومية مساء الأحد إن المعارك "عنيفة جدا" في سيفيرودونيتسك، لافتا إلى أن موسكو تنشر قوات غير مدربة بشكل كاف وتستخدمها "وقودا للحرب".
وتفتح السيطرة على سيفيرودونيتسك أمام موسكو الطريق نحو مدينة كبرى أخرى في دونباس هي كراماتورسك، ما سيجعل قواتها أقرب من تحقيق هدفها وهو السيطرة الكاملة على هذه المنطقة الغنية بالمعادن التي يشكل الناطقون بالروسية غالبية سكانها ويسيطر انفصاليون موالون لروسيا على أجزاء منها منذ 2014.