حرب في سماء كينيا بين طائرات الرش ومليارات الجراد
السلطات الكينية تستخدم الطائرات لرش المبيدات في المناطق الموبوءة بالجراد في محاولة للسيطرة على أسوأ حالة تفش منذ 70 عاما
لجأت السلطات الكينية إلى استخدام الطائرات الصغيرة لمكافحة أسراب الجراد في المناطق الموبوءة ورش المبيدات التي يقول خبراء إنها الوسيلة الوحيدة الفعالة لمكافحة أسوأ حالة تفشٍ منذ 70 عاما.
وقالت وكالة "أسوشيتد برس"، إن الجراد ينتشر بالمليارات في أجزاء من كينيا، ما يصعب عمليات المكافحة؛ لا سيما في المناطق النائية، حيث تغيب إشارات الهاتف المحمول ولا تستطيع الطواقم الأرضية توصيل الإحداثيات إلى فرق الطيران بسرعة.
من جانبه، قال ماركوس دان، الطيار والمدير في شركة "فارملاند أفييشن" للطيران، إن الطواقم الأرضية تعمل في "أكثر التضاريس وعورة".
وأضاف: "إذا لم يكن هناك شبكة، يتعين على الزميل المرافق على متن دراجة نارية، أن يهرع ويذهب لمنطقة تتوفر بها شبكة".
وأشارت الوكالة إلى أن 5 طائرات فقط ترش المبيدات حاليا، بينما تحاول السلطات في كينيا والبلدان المجاورة منع انتشار الجراد إلى أوغندا وجنوب السودان.
من جانبها، قالت الأمم المتحدة إن الحاجة تمس إلى 76 مليون دولار على الفور لتوسيع نطاق هذه الجهود في جميع أنحاء شرق أفريقيا، والاستجابة السريعة أمر بالغ الأهمية.
ويحذر الخبراء من أنه إذا ترك الجراد دون محاولة السيطرة عليه، ربما يرتفع عدده بنحو 500 مرة بحلول شهر يونيو/حزيران المقبل، عندما يساعد الطقس الجاف في السيطرة على انتشاره.
وانتشر الجراد في كينيا من الصومال وإثيوبيا بعد هطول أمطار غزيرة على غير المعتاد في الأشهر الأخيرة، ما أدى إلى تدمير المحاصيل في بعض المناطق وتهديد ملايين الأشخاص الأكثر ضعفا بأزمة مجاعة.
ووصفت وزارة الزراعة الصومالية، الأحد، تفشي الجراد بأنه حالة طوارئ وطنية وتهديد كبير للأمن الغذائي الهش في البلاد، وقالت إن أسراب الجراد "غير المعتادة" تستهلك كميات هائلة من المحاصيل.
وأثرت أسراب الجراد التي تغطي مساحات بحجم المدن الكبرى، على أجزاء من السودان وجيبوتي وإريتريا، التي تقول وزارة الزراعة فيها إنها نشرت قوات من الجيش والشعب لمكافحتها.
وحتى يصبح الطقس أكثر جفافاً في شهر يونيو/حزيران، فإن هطول المزيد من الأمطار في جميع أنحاء المنطقة سيساهم في نمو النباتات لتغذية المزيد من أسراب الجراد الأصفر الذي يمكنه في غضون ساعات، تجريد المراعي من معظم نباتاتها وتدمير النظام البيئي.