انتشار السيارات الكهربائية.. هل ينذر بانتهاء عصر المحركات الكبيرة؟
تشتهر شركات السيارات العالمية مثل بنتلي وبوجاتي ولامبورجيني بإطلاق موديلات بمحركات ذات قوة حصانية كبيرة.
وعندما يتحدث حاليا مديرو هذه الشركات فإنك ستشعر في كلامهم ببعض الأسى لقرب انتهاء عصر المحركات الكبيرة المكونة من 12 أو 16 أسطوانة بسبب انتشار الموديلات الكهربائية.
اتجاه عالمي
وفي هذا الإطار أوضح توماس شوستر، من جمعية الخبراء الألمانية KÜS، قائلا: "يعتبر تقليص حجم المحركات من الاتجاهات الكبيرة حاليا في عالم السيارات؛ حيث إنه يهدف إلى خفض معدلات الاستهلاك والانبعاثات الضارة".
وأضاف الخبير الألماني أنه كلما كان المحرك أصغر، قل استهلاكه من الوقود بشكل أساسي، وكلما كانت الأسطوانات أقل عددا، أدى ذلك إلى فقدان احتكاك أقل، علاوة على أن المحركات الأصغر تكون أخف وزنا، وهو يساعد في خفض وزن السيارة، التي يتم دفعها.
صعوبة التمسك بالمحركات الكبيرة
وعادة ما يتم تعويض فقدان الأداء بسبب تقليص حجم المحركات من خلال الاعتماد على شواحن التربو أو الكمبريسور أو الاستعانة بمحرك كهربائي مشغل، وكلما كان الشركة أكثر التزاما بمعايير انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، أصبح من الصعب عليها التمسك بطرح سيارات بمحركات كبيرة.
وتعتمد السيارات الصغيرة والمدمجة حاليا على محركات ثلاثية الأسطوانات في أغلب الأحيان، كما أن الماركات العالمية المتخصصة في السيارات الفاخرة أصبحت تعتمد بشكل متزايد على المحركات سداسية الأسطوانات، حتى أن شركات تعديل الموديلات مثل AMG أصبحت تتخلى تدريجيا عن المحركات ثمانية الأسطوانات V8 كحد أقصى.
أخر محرك بقوة 1600 حصان
ومن جانبه، أوضح ماتيه ريماك، مدير شركة بوجاتي، قائلا: "إنها المرة الأخيرة، التي نقوم فيها بتركيب المحرك W16 الفريد من نوعه في سيارة جديدة"، وهو يشير بذلك إلى المحرك الكبير سعة 8 لتر، والذي لا يوجد مثيل له في تاريخ السيارات القياسية الحديثة، ويولد هذا المحرك قوة 1176 كيلووات/1600 حصان في سيارة بوجاتي Mistral الرودستر.
وأوضح أدريان هالمارك، مدير شركة بنتلي، أن الشركة البريطانية لن تطلق سيارات جديدة تعتمد على محرك كبير مكون من 12 أسطوانة وبسعة 6 لترات بعد سيارتها Batur القوية، والتي تنطلق بقوة 544 كيلووات/740 حصان.
وأضاف شتيفان فينكلمان، مدير شركة لامبورجيني، أن السيارة Aventador LP 780-4 تودع محرك السحب V12، وستحمل السيارة السوبر رياضية الاسم الإضافي "Ultimae".
بي إم دبليو تتخلى عن محرك 12 أسطوانة
ولقد تخلت شركة بي إم دبليو الألمانية بالفعل عن المحركات المكونة من 12 أسطوانة، والتي تتوافر فقط لدى شركة مرسيدس في نسخة مايباخ من سيارة الفئة S.
ومع ذلك، لا تزال هناك ماركات سيارات تطلق موديلاتها المزودة بمحرك 12 أسطوانة؛ حيث لا تزال هناك شركات، مثل فيراري وأستون مارتن ورولز رويس ومايباخ، تعتمد على المحركات 12 أسطوانة، كما أن شركة باجاني الإيطالية تعتمد على محركات AMG المهملة.
أخف وزنا وأكثر قوة
ونظرا لقلة أعداد هذه الفئة من السيارات فإن تأثيرها على المناخ العالمي يكون محدودا. وأوضح باولو تومينيلي، أستاذ تصميم السيارات الألماني، أن حقبة المحركات الكبيرة شارفت على الانتهاء، وأضاف قائلا: "لقد أصبحت المحركات الكهربائية أخف وزنا وأكثر قوة".
وأضاف فرانك فيلكه، مدير شركة مراقبة الأسواق Classic Analytics، أن غالبية المحركات الكبيرة سوف تستمر لفترة أطول في قطاع السيارات القديمة والكلاسيكية؛ نظرا لأن الصوت المميز للمحركات الكبيرة يخلق سحرا كلاسيكيا لا يُضاهى، وتجسد مفاهيم المحركات الكبيرة أجواء الفخامة والأداء التفرد.
ولن يكون لاختفاء المحركات الكبيرة في السيارات الجديدة أي تأثير ملموس على أسعار السيارات الكلاسيكية، نظرا لوفرة المعروض من هذه المحركات باستثناء المحركات المكونة من 16 أسطوانة. وبطبيعة الحال فإن تكاليف التشغيل لا تهم أي شخص يقوم بشراء مثل هذه النوعية من السيارات، وهو ما ينطبق أيضا على أسعار الوقود، التي ليس لها أي تأثير على أسعار السيارات الكلاسيكية.
ومع ذلك لن يضطر عشاق المحركات ذات السعة الحجمية الكبيرة التجول بين السيارات المستعملة أو الموديلات الكلاسيكية؛ نظرا لأن الشركات العالمية ستتحول إلى الموديلات الهجينة، حتى إن مدير شركة لامبورجيني أكد أن الموديل الجديد من سيارة Aventador سيتم تجهيزه بمحرك V12.
aXA6IDMuMTQ0LjQuNTQg جزيرة ام اند امز