كيف انهارت "سلالة راجاباكسا" في سريلانكا؟
كان التاسع من مايو/ أيار، أحد الأيام الأعنف في تاريخ سريلانكا الحديث. لكن خلافات عائلة راجاباكسا الحاكمة كانت مصدر كل تلك الفوضى،وفقا لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
وتقول الصحيفة، إن " الأخوان راجاباكسا( رئيس البلاد ورئيس الوزراء) هيمنا على السياسة في سريلانكا طوال السنوات العشرين الماضية. بعد مساعدة ماهيندا في الفوز بالرئاسة في عام 2005 .
كما تولى أشقاؤه شامال وجوتابايا وباسيل الوزارات التي تسيطر على ثلاثة أرباع الميزانية الوطنية. وتمكن الأشقاء الأربعة من بناء دعم شعبي على الرغم من مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان والفساد،
بيد أنه بحلول عام 2019، عندما تولى غوتابايا رئاسة الجمهورية، شاب الأسرة اقتتال داخلي دفع أكثر دول جنوب آسيا تطوراً إلى التدهور.
وخلال المقابلات التي أجرتها الواشنطن تايمز قال وزراء حاليون وسابقون ودبلوماسيون أجانب مقربين من عائلة راجاباكسا، والذين تحدث بعضهم للمرة الأولى عن الانشقاقات داخل الأسرة الحاكمة في سريكلانكا، إن اشتباكات وقعت بين غوتابايا وماهيندا وفصائلهما بشأن التعيينات الوزارية والسياسات الزراعية وصفقات الاستثمار والخدمات السياسية. ورغم التدهور الاقتصادي الذي تعيشه سريلانكا، رفض ماهيندا، بدعم من العديد من عائلة راجاباكسا، رغبة أخيه جوتابايا في التنحي.
ازداد الشعور بعدم الثقة إلى حد أن أعضاء الدائرة المقربة من ماهيندا، الذين تعرضوا لحصار المتظاهرين الغاضبين في 9 مايو/ آيار شعروا أن الرئيس قد تخلى عنهم، وفقا لواشنطن بوست .
ولا يزال جوتابايا متشبثا بالسلطة بعد استبدال شقيقه برئيس وزراء جديد، والذي كشف هذا الأسبوع أن سريلانكا لا تملك سوى أقل من مليون دولار من الاحتياطيات الأجنبية، وإمدادات طبية ضئيلة للغاية، وغياب الوقود تقريبًا.
وقال الرئيس السابق مايثريبالا سيريسينا إن سريلانكا تواجه "دمارا كاملا. لقد تعلمت البلاد درسًا بشأن سياسة الأسرة الحاكمة."
ووفقا للتقرير فقد أدارت عائلة راجاباكسا البلاد مثل شركة عائلية خلال فترة رئاسة ماهيندا التي استمرت 10 سنوات، بدءًا من عام 2005، عندما عين شقيقه جوتابايا وزيراً للدفاع بينما تم تكليف باسيل وأخيهما الأكبر شامال بمسؤولية الري والتنمية الاقتصادية. وتمتعت سريلانكا بسنوات من النمو، يغذيها جبل من الديون الخارجية.
تمتّع ماهيندا بثقة الناخبين، الذين وافقوا على فوزه الدموي والحاسم في 26 عامًا من الحرب الأهلية ضد متمردي التاميل ونداءاته المتكررة للقومية السنهالية البوذية.
لكن مزاعم الفساد، بما في ذلك الصفقات المشكوك فيها مع الشركات والمسؤولين الحكوميين الصينيين، انتشرت حول ماهيندا. وتورط غوتابايا أيضًا، وإن كان بدرجة أقل، وواجه تحقيقا بشأن شراء مقاتلات ميغ من أوكرانيا عام 2006.
وقالت سانخيثا جوناراتني، نائبة المدير التنفيذي لمنظمة الشفافية الدولية في سريلانكا، إن ماهيندا وباسيل واجها العديد من الاتهامات، بما في ذلك تبديد مساعدات الإغاثة لمواجهة كارثة تسونامي واستخدام الأموال العامة لشراء الأراضي، لكن العديد من القضايا أوقفت أو تم سحبها. وقالت: "إن فساد عائلة راجاباكسا يشبه شجرة كبيرة توفر الظل لكثير من الناس".
في عام 2021، كشفت مجموعة مسربة من المستندات المالية المعروفة باسم أوراق باندورا أن ابنة أخت الأخوين راجاباكسا تحتفظ بحسابات خارجية تضم ملايين الدولارات.