سريلانكا تستشرف الانهيار الكامل.. يومان قبل النهاية المأساوية
تواجه سريلانكا خطر الانهيار الكامل وإلى حد لن يجدي معه الإصلاح ما لم تتمكن من تشكيل حكومة جديدة في غضون يومين من الآن.
التحذير المرعب جاء على لسان ناندلال ويراسينغه حاكم البنك المركزي، الذي أطلق صرخة يستدعي من خلالها جهود ساسة البلاد لإعادة إرساء الاستقرار السياسي.
- سريلانكا تعطل البورصة 5 أيام.. غموض كامل بعد التخلف عن سداد الديون
- سريلانكا تدير ظهرها للديون الخارجية.. ورد فعل غريب من أكبر دائنيها
وقال الحاكم للصحفيين في كولومبو: "إذا لم تكن هناك حكومة في اليومين المقبلين، سينهار الاقتصاد تماما ولن نتمكن من إنقاذه".
اضطرابات واسعة
من جهته، حث رئيس سريلانكا المواطنين اليوم الأربعاء على رفض ما وصفه بمحاولة لإثارة النزعات العنصرية والتنافر الديني مع اندلاع اشتباكات في العديد من المناطق احتجاجا على أسلوب تعامل الحكومة مع الأزمة الاقتصادية الطاحنة.
وصدرت توجيهات للشرطة بإطلاق النار على أي شخص يقوم بتدمير الممتلكات العامة أو التهديد بالقتل وسقط ثمانية قتلى في احتجاجات بالشوارع هذا الأسبوع.
لكن حتى استقالة الشقيق الأكبر للرئيس جوتابايا راجاباكسا من منصب رئيس الوزراء وفرض حظر تجول لم ينجحا في نزع فتيل الغضب الشعبي.
وكتب راجاباكسا على تويتر يقول "هذا وقت يتعين فيه على جميع أفراد الشعب السريلانكي أن يقفوا صفا واحدا لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية".
وأضاف "أحث جميع السريلانكيين على رفض المحاولات التخريبية لدفعهم نحو التنافر العرقي والديني، تعزيز الاعتدال والتسامح والتعايش أمر بالغ الأهمية".
ولم يتضح بعد ما الذي دفع الرئيس لتوجيه هذا التحذير.
انهيار اقتصادي
لكن سريلانكا، التي يمثل السنهاليون البوذيون النسبة الأكبر من سكانها البالغ عددهم 22 مليون نسمة من بينهم أيضا أقليات مسلمة وهندوسية ومسيحية، لها تاريخ طويل من الاضطرابات العرقية.
ويلقي السريلانكيون اللوم على أسرة راجاباكسا في الانهيار الاقتصادي الذي ترك البلاد باحتياطيات لا تتجاوز 50 مليون دولار وعطل أغلب الواردات وتسبب في نقص شديد في الغذاء والوقود والدواء وسلع أساسية أخرى.
ويقول محللون إن الرئيس قد يتعرض للمساءلة تمهيدا لعزله إن لم يترك منصبه. لكن المعارضة، التي رفضت دعوته لتشكيل حكومة وحدة وطنية، تفتقر لأغلبية الثلثين الضرورية في البرلمان.
ولم تنجح قط مساءلة رئيس وعزله في سريلانكا.
عنف وحرق
وتولى راجاباكسا وشقيقه ماهيندا، الذي استقال من رئاسة الوزراء يوم الاثنين، مناصب حكومية مهمة عندما انتهت حرب أهلية استمرت 26 عاما في 2009 بعدما تغلبت قوات الأمن على مقاتلين من أقلية التاميل.
وأضرم محتجون النار في متحف مخصص لوالدهما في معقل عائلة راجاباكسا في الجنوب هذا الأسبوع. واليوم الأربعاء بدا المبنى مدمرا بعد أن نُهبت محتوياته أو تحطمت.
وجاب أفراد من الجيش والشرطة الشوارع في مدينة ويراكيتيا الجنوبية موطن عائلة راجاباكسا حيث أغلقت المتاجر والشركات بسبب حظر تجول.
وقال المتحدث باسم الشرطة نالين ثالدوا إن أربعة أشخاص أصيبوا في واقعتي إطلاق نار في بلدة راثجاما مساء أمس الثلاثاء.
وأضاف المتحدث "عاد الهدوء الآن".
قروض الصندوق "مجمدة"
وسعت سريلانكا للحصول على قروض عاجلة من صندوق النقد الدولي بعد حصولها على دعم، بعضه مالي، من الهند المجاورة والصين بعدما أثرت أعمال العنف بدرجة أكبر على الاقتصاد المعتمد على السياحة عقب تضرره من جائحة كوفيد-19.
والوضع في أعقاب استقالة رئيس الوزراء من شأنه أن يعقد المفاوضات الرامية للحصول على مساعدات أجنبية.
وأبدى صندوق النقد الدولي قلقه إزاء أعمال العنف لكنه قال إنه سيستمر في المحادثات الفنية التي بدأت يوم الإثنين مع مسؤولين من سريلانكا "من الأجل الاستعداد الكامل لبدء المشاورات فور تشكيل حكومة جديدة".
aXA6IDE4LjIyMi4yMC4yNTAg جزيرة ام اند امز