سريلانكا.. الإرهاب يضرب "لؤلؤة" المحيط الهندي
نظام الحكم في سريلانكا جمهوري رئاسي مركزي، وعاصمتها كولومبو، وتمتد جذور هذه الجزيرة التاريخية إلى ما يقترب من 3000 عام
بحدود شمالية مع الهند وغربية مع المالديف، اتخذت جزيرة سريلانكا مستقراً لها في شمال المحيط الهندي، وتحديداً جنوب القارة الآسيوية، لتحظى باسمها الشهير "لؤلؤة المحيط".
ونظام الحكم في سريلانكا جمهوري رئاسي مركزي، فيما تعد كولومبو عاصمتها، وتتمتع هذه الدولة بتاريخ عريق؛ حيث تمتد جذورها إلى ما يقترب من 3000 عام.
واستيقظت الدولة الجنوب آسيوية على 6 تفجيرات متزامنة، لحقها تفجيران آخران، في 4 كنائس و3 فنادق فاخرة بالعاصمة كولومبو في عيد القيامة، الأحد، ما أسفر عن مقتل نحو 185 شخصا وإصابة أكثر من 400، في حدث لم تشهد البلاد مثيلا له منذ انتهاء الحرب الأهلية قبل 10 أعوام.
ومع تزايد الهجمات الإرهابية في البلاد، فرضت السلطات في سريلانكا، اليوم، حظراً للتجوال بأثر فوري بعد تفجير ثامن ضرب العاصمة المنكوبة في احتفالاتها بعيد القيامة.
كما دعا رئيس الوزراء في سريلانكا رانيل ويكرمسينغ إلى اجتماع لمجلس الأمن الوطني في مقره في وقت لاحق اليوم.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، دخلت البلاد في أزمة سياسية، تتجسد في 3 أضلاع، أولها الرئيس مايتريبالا سيريسينا، ورئيس الوزراء رانيل ويكرمسينج، والقيادي النافذ ماهيندا راجاباكسه.
واندلعت الأزمة عندما أقال الرئيس سيريسينا، رئيس الوزراء ويكريمسينجي بشكل مفاجئ ومهين وقام بتعيين راجاباكسه بدلاً منه في خطوة اعتبرتها الأكثرية في البرلمان غير دستورية، وكذلك علّق عمل البرلمان.
ورداً على خطوة الرئيس السريلانكي، عزل البرلمان "راجاباكسه" مرتين، ما دفع الأخير إلى الاستقالة في منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، أي بعد شهر ونصف الشهر فقط من توليه السلطة، ليعود "ويكرمسينج" إلى منصبه مجدداً ويستمر حتى الآن.
حينها لجأت الأحزاب الكبرى في سريلانكا إلى المحكمة العليا، حيث تشكل في مجموعها غالبية مطلقة في البرلمان، وقدمت شكوى ضد قرار الرئيس مايثريبالا سيريسينا بحل البرلمان، الذي عاد للانعقاد بدوره في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، بعد القرار الرئاسي بحله.
وبحسب دستور البلاد، فإن أعضاء البرلمان يُجرى انتخابهم من دوائر ذات مقعد وحيد، بينما ينتخب الـ29 المتبقون بنظام اللائحة النسبي، ولرئيس الجمهورية الحق في حله، بعد مرور أول سنة من الولاية التشريعية.
وعلى خلفية القرارات السابقة للرئيس سيريسينا، علقت الولايات المتحدة الأمريكية منح 500 مليون دولار ضمن برنامج المساعدات، واتخذت اليابان خطوة مماثلة بتجميد قرض ميسر بقيمة 1.4 مليار دولار.
أما الصين والهند فالتزمت كل منهما مراقبة الأزمة عن كثب الأزمة الدستورية، حيث تتواصل المعركة بين بكين ونيودلهي في صراعهما على التفوق الجيوسياسي والهيمنة في جنوب آسيا.
رغم حصول سريلانكا على استقلالها عن بريطانيا عام 1948، إلا أن تاريخها الحديث شاهد على خضوعها للاحتلال عدة مرات، بداية من البرتغال وهولندا في بداية القرن الـ16 الميلادي، ثم المملكة المتحدة في 1815.
وتقدر مساحة سريلانكا بنحو 65 ألف كيلومتر مربع تقريباً، أمّا عدد سكانها فيقدر تقريباً بنحو 22 مليون و200 ألف نسمة تقريباً، يمثلهم برلمان يضم 225 عضوا يتم انتخابهم كل 6 سنوات.
ويشكل البوذيون نحو 70% من السكان في سريلانكا البالغ عددهم 21 مليون نسمة، بينما يشكل الهندوس 12%، ثم المسلمون نحو 10% فقط، وأخيراً المسيحيون 7%.
ومنذ عام 2017، شهدت الجزيرة عشرات الهجمات التي نفذها بوذيون على مسلمين، تضمنت إحراق شركات خاصة بهم، وهجمات بقنابل بنزين على المساجد، وفي عام 2014 أسفرت أحداث شغب أججتها جماعات بوذية متشددة عن مقتل 3 مسلمين.