3 أسباب تضع "الملابس المستعملة" في بؤرة اهتمام جنوب السودان
انتعشت بشكل كبير وملحوظ تجارة بيع الملابس المستعملة بمدينة جوبا عاصمة جنوب السودان وبعض مدن الولايات.
وأرجع العديد من المواطنين الإقبال على شراء الملابس المستعملة والتي يتم استيرادها من الخارج لـ3 أسباب.
السبب الأول، يتلخص في جودة الخامات المستعملة مقارنة بالملابس المستوردة من الصين، السبب الثاني، هو انخفاض أسعار هذه الملابس، السبب الثالث، هو الحالة الاقتصادية السيئة التي يعيشها أبناء جنوب السودان.
وأصبحت محلات بيع الملابس المستعملة منتشرة في جميع أرجاء مدينة جوبا وأسواقها الرئيسية، بالإضافة إلى انتشار تجارة الملابس المستعملة بين الباعة الجائلين سواء الأجانب أو من أهل البلد.
وتأتي معظم تلك الملابس المستعملة لجنوب السودان من البلدان المجاورة في شرق أفريقيا مثل كينيا وأوغندا والتي ترد إليها من بلدان الاتحاد الأوروبي بحكم الاتفاقيات التي تربطها، وفي الآونة الأخيرة أصبحت جنوب السودان سوقا رئيسية لبيع الملابس المستعملة.
يقول عبد الله جمعة، صاحب محل ملابس مستعملة بشارع طمبرة، إنه بدأ بالعمل في هذا المجال قبل 3 أعوام، وحقق بعض الأرباح من بيع البضائع التي يقوم بإحضارها من أوغندا بصفة شهرية.
ويضيف في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية" هي فعلا تجارة مربحة، فنحن نتعامل في مجال الملبوسات الشبابية التي ترد من أوروبا، حيث تجد ماركات عالمية تباع بأسعار معقولة لا تتجاوز 6 آلاف جنيه (10 دولارات)، وهناك إقبال كبير جدا من طلاب الجامعات والشباب عموما".
ووفر سوق الملابس المستعملة بمدينة جوبا عاصمة دولة جنوب السودان وبعض المدن الرئيسية العديد من فرص العمل للشباب الذين لم يستطيعوا إكمال تعليمهم وطلاب الجامعات الذين دخلوا في إجازة مفتوحة بسبب انتشار فيروس كورونا الجديد، فاختاروا العمل في سوق بيع الملابس المستعملة برأسمال رمزي بسيط.
أما دينق نيانغ دينق، وهو طالب بالجامعة الكاثوليكية، فقال إنه لجأ لتجارة بيع الملابس المستعملة بعد أن تم إغلاق الجامعة بسبب انتشار فيروس كورونا.
وأكد أنه استطاع من خلال هذا العمل المؤقت أن يستفيد من إجازته في تحقيق دخل إضافي يمكن أن يساعد به نفسه مع بداية العام الدراسي الجديد.
ويقول صموئيل لا دولي، والذي يعمل موظفا في إحدى المصالح الحكومية، إن سوق الملابس المستعملة هي وجهته الأولى لتوفير احتياجاته هو وأطفاله، لأن دخله محدود، ولا يستطيع شراء الملابس الجديدة.
وأضاف في تصريح لـ“العين الإخبارية: "راتبي لا يكفي لشراء كافة مستلزمات الأسرة، وبالتالي فالحل الوحيد هو شراء الملابس المستعملة".
أما ويني أستيلا، وهي فتاة في مقتبل العمر من دولة أوغندا، وتعمل في بيع الملابس المستعملة بسوق منطقة الشركات شرقي العاصمة جوبا، تقول إنها جاءت لتبحث عن فرص عمل في جنوب السودان، حيث بدأت في بيع وتوزيع الصحف لكن سرعان ما انتقلت للعمل في بيع الملابس المستعملة على الرصيف، وقد استطاعت مع مرور الوقت أن تمتلك محلا مشهورا.
وتؤكد في تصريح لـ"العين الإخبارية": "تجارة الملابس المستعملة مربحة لكنها تحتاج للصبر".
وفي الآونة الأخيرة بدأت تظهر بضائع جديدة من الملابس والأحذية المستعملة التي يتم إحضارها في حاويات كبيرة من أمريكا وبريطانيا مباشرة لكنها تعرض بأسعار غالية جدا، وهي محلات يقصدها في الغالب أبناء جنوب السودان الذين كانوا يعيشون في تلك الدول، وتقع معظم تلك المحلات في شارع طمبرة.
ولا يزال اقتصاد جنوب السودان الذي يعتمد على عائدات بيع النفط الخام، يعاني من هزات عديدة بسبب الحرب التي شهدتها البلاد في عام 2013، وضعف إيرادات القطاع غير النفطي بجانب تأثيرات انتشار جائحة كورونا والعديد من الكوارث البشرية والطبيعية الأخرى التي تعاني منها البلاد مثل الفيضانات وأعمال العنف المجتمعي.
aXA6IDE4LjIxOC4yNDUuMTc5IA== جزيرة ام اند امز