الأبقار في جنوب السودان.. نزاع يلف حبال الموت
هو ذاته المشهد يتكرر منذ قرون لدى مربي المواشي في جنوب السودان، حين تشعل الأبقار فتيل المواجهات القبلية في ولاية جونقلي.
ففي فصل جديد من هذه المواجهات، لقي نحو 13 شخصاً مصرعهم، فيما جرى نهب أكثر من ألف رأس من الأبقار، في هجوم جديد شنته مجموعة من الشباب على مقاطعة "دوك" الواقعة شمالي ولاية جونقلي.
هجومٌ يأتي بعد أقل من شهرين على انعقاد مؤتمر للمصالحة بين مجتمعات المنطقة بالعاصمة جوبا.
وقال فيليب طون ليك ممثل دائرة دوك بالبرلمان القومي بجوبا، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية": "لقد قامت مجموعة مسلحة من الشباب بمهاجمة منطقة دوك، ونهبت 1014 رأسا من الأبقار".
وأضاف أن الهجوم أسفر عن "مقتل 13 منهم اثنان من قيادات الإدارة الأهلية بالمنطقة، بينما أصيب 28 شخصا".
ووفق طون ليك، فإن الهجوم الذي وقع يوم أمس الأحد، شنّته مجموعة من منطقة بيبور المجاورة.
إرث رغم المصالحة
وأوضح النائب البرلماني أن الهجمات وقعت رغم توصل المجتمعات المحلية بولاية جونقلي لاتفاق مصالحة بالعاصمة جوبا بحضور رئيس البلاد سلفاكير ميارديت، نهاية يناير/كانون الثاني المنصرم.
وتشهد أجزاء كبيرة من جنوب السودان أعمال عنف مسلحة من وقت لآخر بسبب انتشار السلاح في أيدي الرعاة واستخدامه في نهب الأبقار وهجمات الثأر المتبادلة، خاصة بين المجتمعات الرعوية في جونقلي وولاية البحيرات.
وسبق أن دفع هذا العنف، العديد من المنظمات الإنسانية العاملة بولاية جونقلي لتعليق أنشطتها، متعللة بأن أعمال النهب والقتل طالت موظفيها ومقراتها وممتلكاتها.
والشهر الفائت أصدر الرئيس سلفاكير توجيهات صارمة للقطاع الأمني بالبلاد بالتدخل من أجل الوقف الفوري للهجمات التي يشنها مسلحون على الطرقات الرئيسية بالبلاد.
كما وجّه بوضع حلول ناجعة للقتال العشائري والعنف المجتمعي المنتشر في أجزاء واسعة من البلاد.
ووفق تقارير لمنظمات حقوقية، فإن أعمال العنف المسلح التي وقعت بين المجتمعات المحلية لأسباب عشائرية وقبلية، أودت في 2020، بحياة نحو ألفين و400 مدني في دولة جنوب السودان، وفق حصيلة غير رسمية.