"ذكرى المختار" توحد فرقاء ليبيا.. وعود الاستقرار والمصالحة
يحتفل الليبيون، اليوم الجمعة، بالذكرى الـ91 لرحيل "شيخ الشهداء" عمر المختار، والتي تصادف 16 سبتمبر/أيلول الجاري.
وتمر ذكرى رحيل المختار، أحد أبرز رموز المقاومة الليبية ضد الاستعمار الإيطالي، في وقت تعيش فيه ليبيا حالة من الانقسام السياسي والأزمات المختلفة.
وأعدمت السلطات الإيطالية المختار شنقا عام 1931 عن عمر يناهز 73 عاما، بعد محاكمة صورية، ليصير من وقتها رمز الكفاح والمقاومة ضد الاستعمار والاحتلال الأجنبي، لتردد الأجيال من ورائه مقولته الشهيرة: "نحن لن نستسلم، ننتصر أو نموت".
ويحيي الليبيون الذكرى بالعديد من الاحتفالات في عدد من المدن في الشرق والغرب والجنوب. كما لم يغفل المسؤولين الليبيين الذكرى، حيث أطلقوا رسائل تحض على الاستقرار وبناء المصالحة مستلهمين رحلة كفاح "المختار"
بناء السلام
محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، أكد في تغريدة أن المختار سيبقى رمزاً لنضال الوطن الليبي ووحدته، فقد عاش المختار مدافعاً عن الأرض والعرض أمام جحافل الاستعمار البغيض، وفق قوله.
وتابع "لقد كان معلماً للأجيال، يعلمهم ويحفظهم القرآن الكريم، وكان مدرسة مستقلة بذاتها، علينا أن نستلهم منه الدروس والعبر في الحفاظ على سيادة الوطن والمضي نحو التصالح والسلام لبناء الوطن، ستبقى ذكرى هذا الرمز الوطني خالدة في قلوبنا ما حيينا".
المصالحة
أما رئيس الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب فتحي باشاغا فقد استذكر تضحيات القتلى والجرحى والمناضلين في سبيل استقلال ليبيا.
وقال باشاغا في تغريدة عبر "تويتر"، "يجب أن تكون تضحيات الشهداء نبراسا نهتدي به لتحقيق المصالحة والاستقرار والازدهار، وللوصول إلى وطن يجمعنا جميعا لا غالب فيه ولا مغلوب.. بمشاركة الكل من أبناء ليبيا لا باستئثار فئة عن بقية الليبيين بالحكم واستغلال الموارد والخيرات".
بناء الاستقرار
رئيس الحكومة منتهية الولاية عبدالحميد الدبيبة أحيا كذلك ذكرى المختار، متعهدا بتحمل المسؤولية والمضي قدما نحو الاستقرار والبناء.
وقال الدبيبة في تغريدة على "تويتر"، "نترحم على أرواح شهدائنا الأبرار الذين قضوا في معارك الحرية والكفاح، وارتوت بدمائهم أرض ليبيا الطاهرة"، مضيفا "نتعهد لأبناء شعبنا في هذه المناسبة أن نتحمل مسؤوليتنا للمضي قدما نحو الاستقرار والبناء والذي لا سبيل له سوى الانتخابات".
أسد الصحراء
ويعد المختار الملقب بأسد الصحراء و"شيخ المجاهدين" أحد أبرز رموز المقاومة الليبية ضد الاستعمار الإيطالي، فمنذ احتلال روما للأراضي الليبية عام 1911 واجهت مكافحة طويلة الأمد من قبل السنوسيين في برقة، ما حرم الفاشيين من السيطرة التامة على البلاد حتى إعدام المختار.
وولد المختار عام 1862 في قرية زاوية جنزور في إقليم برقة شرقي ليبيا، وكلفه المهدي السنوسي عام1897 بأن يكون شيخا لبلدة تسمى زاوية القصور.
وشارك المختار في المقاومة ضد المحتل سواء الإنجليزي والإيطالي، حيث قاتل البريطانيين على الحدود المصرية الليبية، وبالتحديد في مناطق البردية والسلوم ومساعد، وخاض معركة السلوم عام 1908، التي انتهت بوقوع البلدة في أيدي البريطانيين.
كما شارك في القتال الذي نشب بين السنوسية والفرنسيين في المناطق الجنوبية في السودان، إضافة إلى قتال الفرنسيين عندما بدأ استعمارهم لتشاد عام 1900.
وبعد إعلان روما عام 1912 ليبيا مستعمرة إيطالية، قاد المختار المقاومة لنحو 20 عاما أوقع خلالها خسائر فادحة بصفوف النظام الفاشي الإيطالي.
واشتعلت المعارك بين المقاومة والاحتلال الإيطالي، وسجل التاريخ انتصارات للمختار أبرزها معركة درنة في مايو/أيار 1913 التي دامت يومين، وانتهت بمقتل 70 جنديا إيطاليا وإصابة نحو 400 آخرين، ومعركة بوشمال بعين ماره في أكتوبر/تشرين الأول 1913، و"أم شخنب" وشلظيمة والزويتينة في فبراير/شباط 1914.
وفي 11 سبتمبر/أيلول 1931 نجح الإيطاليون في أسر المختار، ونقل إلى بنغازي، حيث انعقدت محكمة خاصة في 15 سبتمبر/أيلول وصدر حكم الإعدام شنقا.
وفي صباح اليوم التالي تم التنفيذ أمام القرويين.