احتفل بوتين بذكراها.. ما هي معركة ستالينغراد؟
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الدبابات الألمانية تهدد روسيا "مجددا" كما كانت خلال الحرب العالمية الثانية، محذرا من أن موسكو مستعدة للرد على عدوان الغرب.
جاء ذلك خلال حديثه في الذكرى الثمانين لانتصار الجيش الأحمر على ألمانيا النازية في ستالينغراد، التي تعرف اليوم باسم فولجوجراد، حيث قارن بوتين بين قتال الاتحاد السوفياتي في الحرب العالمية الثانية وتدخل موسكو في أوكرانيا، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وقال بوتين بالمدينة الجنوبية: "إنه أمر غير معقول لكنه حقيقي. مجددا تهددنا دبابات ليوبارد الألمانية. مجددا نجبر على صد عدوان الغرب الجماعي. لا نرسل دبابات إلى حدودهم لكن لدينا شيء نرد به، ولن يكون مجرد استخدام المركبات المدرعة. يجب أن يفهم الجميع ذلك. الحرب الحديثة مع روسيا ستكون مختلفة تمام الاختلاف".
ومنذ إرسال القوات إلى أوكرانيا الموالية للغرب فبراير/شباط الماضي، كرر بوتين تهديداته باستخدام الأسلحة النووية ضد الغرب حال تصعيد الصراع.
واستمرت معركة ستالينغراد 1942 – 1943 لحوالي ستة أشهر، وعندما انتهت كانت المدينة في حالة دمار وفقد أكثر من مليون جندي ومدني أرواحهم.
ومثّل انتصار الجيش الأحمر منعطفا ليس فقط للاتحاد السوفياتي، الذي عانى هزائم فادحة، لكن أيضا لقوات الحلفاء.
وتأتي الاحتفالات في فولجوجراد بينما يتطلع الكرملين إلى تصعيد هجومه في أوكرانيا، مدعوما بعشرات آلاف من جنود الاحتياط الذين تم حشدهم الخريف الماضي.
وأعلنت روسيا مكاسب أخيرة قرب باخموت في منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا. كما أعلنت موسكو مؤخرا عن سيطرتها على بلدة سوليدار بينما تسعى للسيطرة على دونيتسك بأكملها، وهي المنطقة التي تزعم أنها ضمتها إليها. وبالرغم من أن أهمية السيطرة على بلدة مناجم الملح محل جدل، كانت سوليدار أول انتصار كبير للقوات الروسية بعد سلسلة من النكسات بالميدان.
معركة ستالينغراد
كانت ستالينغراد إحدى أكثر المعارك حسما على الجبهة الشرقية بالحرب العالمية الثانية. وألحق الاتحاد السوفياتي هزيمة كارثية بالجيش الألماني داخل وحول هذه المدينة ذات الأهمية الاستراتيجية على نهر فولغا، التي حملت اسم الديكتاتور السوفياتي جوزيف ستالين.
وفي صيف عام 1942، شن هتلر هجوما كبيرا على جنوبي روسيا، سعيا لتدمير ما تبقى من الجيش السوفياتي والسيطرة في النهاية على حقول نفط القوقاز.
وسار التقدم في البداية جيدا، وتلقى الجيش السادس الألماني بقيادة الجنرال فريدريش فون باولوس أوامر بالسيطرة على المدينة. لكن طالب ستالين بالدفاع عنها بأي ثمن. وتمت تعبئة جميع الجنود والمدنيين الذين يمكن حشدهم.
وتعرضت ستالينغراد لقصف شديد، وكانت الأنقاض هي المشهد البارز على مدار شهور من القتال المرير في الشوارع. وبحلول أكتوبر/تشرين الأول عام كانت معظم المدينة قد سقطت في أيدي الألمان، لكن تشبث الألمان بضفاف نهر فولغا، الذي كانوا ينقلون عبره جنود الاحتياط المهمين.
وفي غضون ذلك، شكل الجنرال السوفياتي جورجي جوكوف قوات جديدة على جانبي المدينة، وفي نوفمبر/تشرين الثاني شن هجوما هائلا لحصار جيش باولوس. ومنع هتلر الجيش السادس من الفرار، لذا صمد حتى فبراير/شباط عام 1943، عندما استسلم المتبقي المنهك من عناصر. وفقد الألمان إجمالي 500 ألف رجل خلال حملة ستالينغراد، بينهم 91 ألفا أسرى.
وأعلن المسؤولون أيام الأربعاء والخميس عطلة رسمية في فولجوجراد بعد طلب من قدامى المحاربين. وأعيد تسمية المدينة فولجوجراد عام 1961، بعد ثمانية أعوام على وفاة ستالين.
ومنذ عام 2013، يعاد اسم المدينة مؤقتا إلى ستالينغراد عدة مرات في العام، بينها في 2 فبراير/شباط و9 مايو/أيار، عندما تنظم روسيا احتفالات على مستوى البلاد في ذكرى الانتصار السوفياتي بالحرب العالمية الثانية.
aXA6IDE4LjExOS4xMjAuNTkg جزيرة ام اند امز