«كابوس» بايدن يتردد في بريطانيا.. هذا ما يخشاه ستارمر

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يخشى مصير الرئيس جو بايدن، لذلك يسعى جاهدا لأن يكون إنعاش الاقتصاد أكثر من مجرد وعود.

وبعد 5 أشهر مضطربة في منصبه، سيستخدم ستارمر خطابه لتحويل التركيز من الهدف المجرد المتمثل في تعزيز النمو الاقتصادي في المملكة المتحدة إلى هدف ملموس بصورة أكبر وهو أن يشعر الناخبون بتحسن.

ولتحقيق ذلك، تضع حكومة ستارمر نصب عينها مصير الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن، والذي كان بإمكانه التباهي بأرقام الناتج المحلي الإجمالي.

لكنه لا يزال يواجه غضب الناخبين الذين تضرروا من التضخم المرتفع، ودعموا عودة دونالد ترامب للبيت الأبيض، وفقا لما ذكرته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.

وفي الوقت الذي يتراجع فيه ستارمر في استطلاعات الرأي بشكل كبير، سيتعهد رئيس الوزراء البريطاني بتحقيق 6 معالم رقمية بحلول الانتخابات القادمة تغطي الرعاية الصحية، وبناء المساكن، والتعليم، والشرطة، وصافي الانبعاثات الصفرية والاقتصاد.

«نقطة تحول»

يصر داونينغ ستريت على أن محاولة إعادة التركيز لرئاسة ستارمر للوزراء ليست "إعادة ضبط"، لكنها بالتأكيد نقطة تحول حادة لحكومته التي كانت تراقب السياسة الأمريكية.

وقال أحد نواب حزب العمال الحاكم طلب عدم الكشف عن هويته، إن التحول "البديهي" في بريطانيا "كان قيد الإعداد لبعض الوقت ولكنه أصبح أكثر إلحاحًا بسبب ما حدث في أمريكا".

وأضاف: "عندما تنكسر الثقة في السياسة، فإن إعادة بنائها تتطلب ما نقدمه وكيف نصفه بأنه ملموس ومحسوس وحقيقي وليس مجردًا.. إذا كان مجردًا، فإنه يفشل".

ولفهم الرحلة التي خاضها حزب العمال، قد يكون من المفيد العودة إلى الأيام الـ49 التي قضتها ليز تراس كرئيسة للوزراء في عام 2022، حين جعلت زعيمة حزب المحافظين خطابها يدور حول النمو.

لكن خططها الجذرية التي تضمنت 45 مليار جنيه استرليني تخفيضات ضريبية غير ممولة، انهارت عند أول اتصال بالواقع وأجبرها نواب حزبها على الاستقالة.

ومن المؤكد أن حزب العمال لم يوافق على الطريقة التي تعاملت بها تراس، لكن قياداته متفقة على أن تأمين النمو أمر ضروري، إذا كان من المقرر تمويل الخدمات العامة المتعثرة في بريطانيا دون زيادة الضرائب.

وفي 2023، عندما سعى رئيس الوزراء آنذاك ريشي سوناك إلى إصلاح الضرر الذي أحدثته تراس، تعهد زعيم المعارضة حينها كير ستارمر بجعل المملكة المتحدة أسرع اقتصاد نموًا في مجموعة السبع، واصفًا ذلك بأنه أحد "المهام" الخمس التي سيتولاها إذا أصبح رئيسًا للوزراء.

أهداف خاصة

اعتبر نائب عمالي، أن هذا الهدف "ضروري في الوقت الحالي"، نظرًا لأن التركيز كان على الاقتصاد الأوسع والحاجة إلى كسب أصوات الناخبين المحافظين.

لكن حكومة حزب العمال لاحظت منذ ذلك الحين أن النجاحات الاقتصادية التي حققها جو بايدن في الولايات المتحدة لم تحظ باهتمام كبير من الناخبين.

ولذلك تريد الحكومة البريطانية الآن تأسيس أهداف النمو الخاصة بها في الحياة اليومية، وقال النائب: "مستويات المعيشة هي الوجهة والنمو هو كيف نصل إلى هناك".

فيما قال أحد مسؤولي حزب العمال، إن هدف النمو لمجموعة السبع كان "غير مكتمل، وكان هراء"، وأضاف: "هذه أشياء طرحناها في المعارضة وقد تم اختبارها تحت الضغط".

وأصر مستشارو الحكومة على أن التحول لا يعني قبولهم الهزيمة في هدف يبدو مستحيلا تقريبًا، وقالوا إن النمو في قمة مجموعة السبع يظل طموح المملكة المتحدة لكنهم يدركون أن هناك حاجة إلى التحول.

وأشار مسؤول ثانٍ في حزب العمال إلى أنه "ليس من المفيد" للحكومة أن تخبر الناخبين "أن الأمور تسير على ما يرام بالفعل" عندما لا يشعرون بذلك.

وأضاف"حقق بايدن أعلى نمو اقتصادي في مجموعة السبع ومع ذلك رفضه الناخبون لأنهم لم يشعروا بالتأثير بأنفسهم".

وفي خطابه، من المتوقع أن يكشف ستارمر عن هدف لزيادة الدخل المتاح الحقيقي للأسر وستكون مكافحة الجريمة من السمات الرئيسية أيضا حيث حدد وعدًا بتوظيف 13000 ضابط إضافي في أدوار الشرطة المجتمعية المرئية.

ورغم الحديث عن حدود آمنة، من غير المتوقع أن يحدد ستارمر هدفًا بشأن الهجرة وهي قضية أخرى أزعجت بايدن.