عقوبات على حماس.. ستارمر يغازل ترامب بثمن الاعتراف بفلسطين

في محاولة لتخفيف الانتقادات الموجهة لقراره الاعتراف بدولة فلسطينية، يعتزم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر فرض عقوبات جديدة على حركة حماس.
وقالت صحيفة «التليغراف»، إن رئيس الوزراء البريطاني سيؤكد موقفه المتشدد تجاه حركة حماس، في بيان يصدره يوم الأحد، والذي سيؤكد أن بريطانيا تنوي الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة .
وسيُنظر إلى نهجه على أنه محاولة لاسترضاء دونالد ترامب، حيث يأتي ذلك بعد أيام قليلة من انتقاد الرئيس الأمريكي علناً لموقف المملكة المتحدة خلال زيارته الرسمية، بحسب الصحيفة البريطانية.
وقالت وزيرة الخارجية في حكومة الظل، بريتي باتيل، إن إعداد العقوبات كان «محاولة ضعيفة في اللحظة الأخيرة» لاسترضاء البيت الأبيض، مضيفة: «مع استمرار حركة حماس في احتجاز الرهائن في ظروف وحشية وتمجيد أعمال الإرهاب، يرسل ستارمر رسالة خطيرة حيث يتم التسامح مع العنف والتطرف ومكافأتهما».
وتابعت: لن يتحقق السلام في الشرق الأوسط بمكافأة الإرهابيين. محاولاته الفاشلة في اللحظات الأخيرة لاسترضاء الولايات المتحدة سطحية ولن تبرر قراره المتهور بالاعتراف.
وزعمت أن قرار الاعتراف بفلسطين، أظهر أيضًا أن كير «يستسلم للفصائل اليسارية المتشددة في حزبه، التي أصبحت الآن تملي السياسة الخارجية لبريطانيا».
وانتقد نايجل فاراج، زعيم حزب الإصلاح، أيضا قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وقال إنها لا يمكن أن تكون منفصلة عن حماس.
وأضاف فاراج: «حماس والدولة الفلسطينية لا ينفصلان في الوقت الحالي. وهذا أمرٌ طبيعي لستارمر، فهو لا يستطيع تحديد موقفه بدقة. ومهما كانت التحذيرات في بيانه، فإن هذا الإعلان يُمثل استسلامًا للإرهاب وخيانةً لإسرائيل».
أهمية خاصة
ومن المتوقع أن ينتقد كير إسرائيل، قائلا إنها لم تستجب لمطالبه بوقف القتال، لكنه في الوقت نفسه سيدين حماس باعتبارها منظمة إرهابية.
ويكتسب إعداد العقوبات الجديدة أهمية خاصة لأنه سيمثل أول إجراء ملموس تتخذه حكومة حزب العمال ضد حماس.
لكن رئيس الوزراء يواجه بالفعل رد فعل عنيفا من جانب عائلات الرهائن الذين تم احتجازهم في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، حيث اتهمته بـ«مكافأة القتلة».
ويوم السبت، كتبت مجموعة من 16 من أقارب الضحايا رسالة إلى كير، يحثونه فيها على تغيير موقفه، واتهموه بـ«تعقيد الجهود الرامية إلى إعادة أحبائنا إلى الوطن بشكل كبير».
وأعلن رئيس الوزراء في يوليو/تموز أن المملكة المتحدة سوف تعترف بالدولة الفلسطينية ما لم تتخذ إسرائيل «خطوات جوهرية» لإنهاء الصراع في غزة.
وطالب إسرائيل بتلبية الشروط، بما في ذلك الموافقة على وقف إطلاق النار والالتزام بحل الدولتين، قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع.
ما الذي سيتضمنه خطاب كير؟
ومن المتوقع أن يقول كير في بيانه يوم الأحد إن الوضع في غزة، بدلاً من أن يتحسن، ساء بشكل كبير خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وكثف الجيش الإسرائيلي من هجماته على مدينة غزة في الأيام الأخيرة ، حيث قام بهدم مبان شاهقة وتفكيك آبار تحت الأرض.
وسيزعم رئيس الوزراء أن غزة تعاني من المجاعة، ويصف مشاهد العنف والمعاناة بأنها لا تُطاق. كما سيدين توسيع المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية في الضفة الغربية، بحسب «التلغراف».
لكن في محاولته لإيجاد نهج أكثر توازناً، فمن المتوقع أيضاً أن يزيد من إدانته لأفعال حماس.
ومن المتوقع أن يقول كير إن «الجماعة الإرهابية، التي تسعى إلى تدمير إسرائيل، يجب أن تنزع سلاحها ولا يمكنها أن تلعب أي دور في إدارة الدولة الفلسطينية».
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن ستارمر يعمل على صياغة عقوبات جديدة على حماس، والتي ستكون الأولى التي يتم تطبيقها على المنظمة منذ فوز حزب العمال في الانتخابات.
انقسام كبير في الغرب
في الأسبوع الماضي، أعلن الاتحاد الأوروبي عن «حزمة عقوبات مشددة» ضد عشرة أعضاء من المكتب السياسي لحركة حماس. وكثيرًا ما تتفق المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن العقوبات.
وستنضم بريطانيا إلى تسع دول أخرى، بما في ذلك أستراليا وبلجيكا وكندا وفرنسا والبرتغال، والتي من المتوقع أن تعترف جميعها بفلسطين هذا الأسبوع.
وتمثل هذه الخطوة انقساما كبيرا في الغرب، حيث أوضح ترامب أن الولايات المتحدة لا توافق على القرار ولن تحذو حذوه.
وعندما سُئل عن الاعتراف في مؤتمر صحفي مع كير الأسبوع الماضي، قال الرئيس إنه «كان لديه خلاف مع رئيس الوزراء حول هذا الأمر».
كما أشاد بالسير كير عندما قال إن «حماس منظمة إرهابية ولا يمكن أن يكون لها أي دور في الحكم المستقبلي لفلسطين».
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTg5IA== جزيرة ام اند امز