"متلازمة هافانا".. هلع يصيب الدبلوماسية الأمريكية وسط انتقادات
تعرضت وزارة الخارجية الأمريكية لانتقادات لاذعة بسبب بطء استجابتها لأزمة "متلازمة هافانا"، التي اكتشفت للمرة الأولى في سفارتها في كوبا.
وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن متلازمة هافانا أسفرت عن إصابة حوالي 100 من ضباط وكالة المخابرات المركزية وأفراد عائلاتهم، ونحو 200 مسؤول أمريكي بمجموعة غامضة من الأمراض التي تشمل الصداع النصفي والدوخة.
ومنذ تولى الرئيس الأمريكي جو بايدن منصبه في يناير/ كانون الثاني، أبلغ ما يقرب من عشرين من ضباط المخابرات والدبلوماسيين والمسؤولين الأمريكيين في فيينا عن أعراض مشابهة لمتلازمة هافانا، مما يجعلها ثاني أكبر نقطة ساخنة بعد كوبا.
ضعف استجابة الإدارة الأمريكية للرد على متلازمة هافانا، دفع بعض الدبلوماسيين إلى رفض الانتقال إلى مناطق جديدة حول العالم. ورفض بعض ضباط الاستخبارات عدم تولي وظائف في الخارج خوفا من أن يصبحوا الأهداف التالية لـ"متلازمة هافانا".
وكانت وكالة الأمن القومي قد تحدثت أوائل 2014 عن مذكرة لأحد ضباط المخابرات الذي قال إنه عانى من أعراض محتملة لاستخدام "دولة معادية" لم يذكر اسمها سافر إليها في أواخر التسعينيات "نظام ميكروويف عالي القوة''، قد يكون لديه القدرة على إضعاف العدو أو ترهيبه أو قتله بمرور الوقت ودون ترك أدلة.
وحيرت هجمات الطاقة الموجهة المشتبه بها المحققين الأمريكيين الذين يعملون لتحديد مصدر هذه الهجمات وما سببها منذ ظهورها للمرة الأولى في كوبا.
وتواجه إدارة بايدن ضغوطًا جديدة لحل اللغز، حيث يطالب المشرعون من كلا الحزبين، والدبلوماسيون الذون تضرروا جراء تلك الهجمات بالحصول على إجابات.
لكن العلماء والمسؤولين الحكوميين ليسوا متأكدين بعد من الجهة المسؤولة عن هذه الهجمات، أو ما إذا كانت الأعراض قد نتجت عن غير قصد عن طريق معدات المراقبة - أو إذا كانت الحوادث في الواقع هجمات.
ويقول دبلوماسيون إنهم لم يحصلوا حتى على المعلومات الأساسية مثل عدد المتضررين أو مواقع مثل هذه "الهجمات".
يريد الدبلوماسيون معرفة التدابير التي اتخذتها وزارة الخارجية لمنع العائلات من العودة إلى الشقق أو المباني المكتبية حيث تم الإبلاغ عن هذه الحوادث في الماضي.
ما هي متلازمة هافانا؟
"متلازمة هافانا" مرض غامض تم اكتشافه لأول مرة في سفارة الولايات المتحدة في هافانا عام 2016.
ووفقا لمسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية أصيب ما لا يقل عن 130 شخصا بمتلازمة هافانا، فيما يقود مجلس الأمن القومي التحقيق.
وتشمل الأعراض؛ فقدان السمع، والصداع الشديد، وفقدان الذاكرة، والدوار ومشاكل عصبية أخرى.
وتوصلت دراسة نشرت عام 2019 في مجلة "جاما" العلمية، إلى أن 40 شخصا من المحتمل أن يكونوا قد أصيبوا "بمتلازمة هافانا" وأعراضها العصبية، لديهم حجم المادة البيضاء في الدماغ بشكل أصغر بكثير مقارنة بغيرهم، علما أن هذه المادة مسؤولة عن سرعة ونقل الإشارات العصبية الكهربائية في الدماغ.
ولم يتضح تماما سبب "متلازمة هافانا"، إلا أن دراسة للأكاديمية الوطنية للعلوم تشير إلى بحث الاتحاد السوفيتي سابقا في تأثيرات طاقة تردد الراديو النبضي منذ أكثر من 50 عاما.
وذكر تقرير الأكاديمية إن المتلازمة ناجمة على الأرجح عن سلاح الميكروويف أو جهاز الطاقة الموجهة.
aXA6IDMuMTQzLjIxOC4xODAg جزيرة ام اند امز