«نجمة غامضة» تغزو أعلام أمريكا.. ما السر؟

رمز غير معتاد بدأ ينتشر بهدوء في أنحاء الولايات المتحدة، ما أثار مخاوف لدى بعض الأمريكيين من أن الأمر ليس مجرد مصادفة.
وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، اعتمدت ما لا يقل عن 40 ولاية ومدينة أمريكية، من مينيسوتا إلى يوتا - أو تدرس اعتماد - أعلاما جديدة تحمل نجمة ثمانية الرؤوس، وهو رمز يقول منتقدوه إنه غير شائع في التاريخ الأمريكي.
وعلى الرغم من جذور هذا الرمز الهندسي في العديد من الثقافات والديانات حول العالم، إلا أنه نادر الظهور في رموز الأعلام الأمريكية، التي لطالما فضّلت النجمة ذات الخمسة رؤوس كما في علم "بيستي روس" التاريخي.
وكانت ولاية مينيسوتا، تحت إدارة الحاكم الديمقراطي تيم والز، أول من اعتمد هذا الرمز في علمها الجديد في مايو/ أيار 2024، كما حاولت ولاية ولاية يوتاه اعتماد علم جديد يتضمن نفس النجمة في مارس/آذار 2024، بيد أنه بعد انتقادات واسعة تم تعديل التصميم إلى نجمة خماسية.
وقد عبرت الكاتبة المحافظة والمرشحة السابقة لمجلس مدينة نيويورك، جاكلين توبوروف، عن قلقها من رؤية هذا الرمز يرفرف فجأة في أنحاء البلاد، مشيرة إلى أنه بمجرد رؤيته لا يمكن تجاهله.
وأضافت أنها لا تملك دليلاً قاطعاً على وجود حملة منظمة لنشر هذا الرمز في أمريكا، لكنها ترى أن اعتماد هذا الرمز بهذه الدرجة من الاتساق عبر هيئات مختلفة هو أمر مستبعد أن يكون مصادفة.
في المقابل، يرفض خبراء الأعلام هذه الاتهامات، ويعتبرونها مبالغات لا أساس لها. ويقول تيد كاي، مؤلف كتاب "علم جيد، علم سيئ" ومستشار في تصميم أعلام أمريكية حديثة، إن النجوم ذات الرؤوس المتعددة شائعة في رموز الأعلام حول العالم، وأن النجمة الثمانية تستخدم أحياناً لتمثيل الشمس أو رموز أخرى.
وأشار إلى أن موجة تحديث الأعلام في الولايات المتحدة بدأت لأسباب داخلية تتعلق بإزالة رموز اعتبرت عنصرية أو مهينة، مثل علم مينيسوتا السابق الذي كان يصور مستوطناً يحرث الأرض بينما يبتعد الهنود الحمر.
أما آلان هاردي، الخبير البريطاني في الأعلام وعضو الجمعية الأمريكية لعلم الأعلام، فقال إنه في عام 1795، كان العلم الأمريكي يحتوي على 13 نجمة سداسية الرؤوس قبل تغييره إلى نجمة خماسية الرؤوس.
لكن إيونيس ديفيدسون، وهي من قبيلة داكوتا ومؤسسة جمعية لحماية رموز السكان الأصليين، ترى الأمور بشكل مختلف، وتقول: "نحن فخورون بأسلافنا.. تغيير الأعلام بهذه الطريقة يدفعنا لنسيان من نحن، ويثير الشك حول من يقف خلف هذه الحملة".