كورونا في غزة.. آلاف الاتصالات تكشف حجم التوتر
مركز اتصال الطوارئ في وزارة الصحة بغزة يتلقى يوميا آلاف الاتصالات منذ اكتشاف الإصابات بفيروس كورونا
آلاف الاتصالات يتلقاها يوميا مركز اتصال الطوارئ (103) في وزارة الصحة بغزة، منذ بدء اكتشاف الإصابات بفيروس كورونا، داخل المجتمع المحلي قبل أسبوع، لتقديم استشارات ومتابعات طبية، ضمن برنامج "خليك في البيت".
ويوضح الدكتور أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة، أن الوزارة ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" بدأتا برنامج "خليك في البيت" للاستشارات الطبية للمواطنين عبر الهاتف، حيث جرى تخصيص رقمين مجانيين، تلقيا 15 ألف اتصال خلال أول 3 أيام من اكتشاف فيروس كورونا المستجد خارج مراكز الحجر بغزة.
استشارات طبية هاتفية
وأشار "القدرة" إلى تشغيل 27 مركزاً صحياً لوزارة الصحة والأونروا إلى جانب تخصيص فرق طبية مدربة للعلاج عن بعد (الاستشارات الطبية عبر الهاتف).
وتقدم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الاستشارات في الفترة الصباحية ووزارة الصحة في الفترتين المسائية والليلية، في حين تقوم فرق طبية ميدانية بالتعاون مع المؤسسات الصحية الأهلية بالوصول إلى منازل المرضى إذا استدعت حالتهم الصحية.
ويخضع قطاع غزة لحظر تجول منذ مساء الإثنين الماضي، وفصلت المحافظات عن بعضها ضمن إجراءات وقائية لمنع انتشار فيروس كورونا الذي تسبب حتى الإثنين بوفاة 3 فلسطينيين وإصابة 243 خارج مراكز الحجر في أسبوع، في حين سجلت 37 إصابة في مراكز الحجر الإلزامي.
ونظرًا لحظر التجول، يلجأ السكان إلى الاتصال على الرقم المجاني للإبلاغ عن أي تدهور صحي، سواء متعلق بكورونا أو أي أمراض أخرى، ويجري متابعته لاحقا وفي الجهات المختصة.
وبيّن "القدرة" أن الحالات المرضية التي ستحتاج إلى متابعة سريرية بعد التقييم الميداني المنزلي سيتم التنسيق لنقلها إلى المستشفى بسيارة إسعاف، وأشار إلى بدء العمل على توفير أدوية الأمراض المزمنة وصرفها لمدة شهر، وضمان وصولها للمرضى في منازلهم من خلال فرق ميدانية بالمحافظات.
ارتباك يزيد الاتصالات
وتحت وطأة القلق والاستفسار والإبلاغ عن المخالطين والاستفسار عن أعراض كورونا، تزيد الاتصالات يوميا.
الدكتور عائد ياغي مدير الإغاثة الطبية بقطاع غزة، أكد لـ"العين الإخبارية"، أنه في الأيام الأولى لانتشار كورونا في المجتمع داخل غزة كان هناك ارتباك واضح، لذلك لاحظنا عددا كبيرا من الاتصالات على الأرقام المجانية للمؤسسات الصحية.
وأوضح مدير الإغاثة الطبية بقطاع غزة أنهم تلقوا اتصالات كثيرة من مرضى يحتاجون إلى إجراء فحوصات طبية، وآخرين يحتاجون إجراء تحاليل طبية، ومرضى يحتاجون لأدوات مساعدة على الحركة كالكراسي المتحركة، وجرحى يحتاجون تغييرا على الجروح، وقال "كل هؤلاء وفرنا لهم الخدمة في المنازل".
وذكر أنه منذ إعلان حظر التجول في غزة بدأ القطاع الصحي العمل بخطة الطوارئ القائمة على تنسيق العمل بين وزارة الصحة والأونروا، والمؤسسات الطبية الأهلية، لتأمين متطلبات الجمهور، خاصة في ظل الوضع الكارثي الناجم عن سنوات الحصار.
حلول القلق والتوتر
ويفسر الدكتور عزمي الأسطل، مسؤول الدعم النفسي في جمعية الهلال الأحمر بغزة، ارتفاع حجم الاتصالات لقلة المعلومات الصحيحة المطمئنة، موضحا في حديثه لـ"العين الإخبارية": "الشائعات تنتشر فيسري القلق بين المواطنين.. ويتصل الناس بالجهات الصحية أملا في الحصول على معلومات مطمئنة تنفي المعلومات غير الصحيحة".
وأشار إلى أن الناس في غزة قلقة من عدة أشياء قبل انتشار كورونا، مثل الوضع الاقتصادي المتدهور، منبها إلى أن ذلك يحرمهم من القدرة على اقتناء أدوات السلامة، وقال: "نحن نشدد خلال تدخلنا على ضرورة رفع الوعي بين الناس لمواجهة القلق والتوتر العالي، ونؤكد خلال عملنا لتفادي التوتر في البيت أن نأخذ أول شيء بأسباب الوقاية من كورونا، ثم نتناول الغذاء السليم، ثم نمارس الرياضة حتى لو في غرفة ضيقة، لأنها تقاوم الضغط النفسي الواقع فيه الناس وتحسن المزاج".
aXA6IDMuMTQ1LjM4LjY3IA== جزيرة ام اند امز