في محاولة للصمود يوما آخر وسط الظروف القاسية التي يعيشها سكان قطاع غزة، يواصل المزارع الفلسطيني إبراهيم أبو جبل العمل على زراعة الخضراوات بجوار خيمته، متحديًا نقص الغذاء وشح الإمكانات.
يقول أبو جبل، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، إنه يقوم بالزراعة على أمل توفير قوت يومي لأطفاله، رغم كل ما يواجهه من صعوبات.
وبالقرب منه، تساعده ابنته التي تعاني من إصابات وحروق أصابتها أثناء محاولتها الحصول على وجبة ساخنة من أحد المطابخ الخيرية.
الكميات القليلة التي ينجح أبو جبل في إنتاجها من الفلفل والطماطم والخيار، قد لا تكون كافية لإشباع الجوع، لكنها تمنح أسرته فرصة للاستمرار ومواجهة ما وصفه بـ"غول الجوع" الذي يفتك بأهالي القطاع دون رحمة.
ويؤكد أبو جبل أن الوضع الإنساني يزداد سوءًا في ظل النقص الحاد في المواد الغذائية، وإغلاق المعابر، وغياب أي فرصة للعمل خارج المخيم.
ويضيف: "أمارس مهنة الزراعة في مخيم السرايا على مساحة 120 مترًا مربعًا فقط، لكنني أواجه صعوبة كبيرة في الحصول على البذور والمبيدات، الأمر الذي دفعني إلى تجفيف البذور من المحاصيل القليلة التي أحصل عليها، ثم إعادة زراعتها".
رغم ضآلة المحصول، يصر أبو جبل على الاستمرار في عمله، معتبرًا أن توفير الطماطم والخضراوات، ولو بكميات محدودة، يخفف بعض المعاناة ويمنح أسرته فرصة لصمود يوم آخر وسط هذه الظروف القاسية.
ويختم حديثه قائلاً: "ربما لا تسد هذه الخضراوات جوعنا بالكامل، لكنها تمنحنا الأمل، والأمل وحده ما يجعلنا نواصل الحياة".