الجنيه الاسترليني.. العملة البريطانية "تذرف الدموع" على فراق إليزابيث
فيما يشبه الحنين، هبط الجنيه الاسترليني أمام الدولار في تدنّ كبير، وكأنه يذرف الدموع على فراق صورة ملكة بريطانيا الراحلة إليزابيث.
والآن وبعد أقل من عشرين يوما على وفاة الملكة إليزابيث يهبط الجنيه الاسترليني بدرجة كبيرة، ربط البعض بينها وبين تداعيات رحيل سيدة التاج البريطاني، الأطول جلوسا على العرش، والتي رحلت في 8 سبتمبر/أيلول عن عمر ناهز 96 عاما.
المعطيات الاقتصادية حول هذا الربط بادية للعيان، لكن الجانب المعنوي في القضية أيضا يبدو مستساغا، حين يكون هبوط الجنيه متزامنا مع رحيل الملكة التي ظلت صورها على العملة البريطانية على مدى أكثر من 70 عاما قضتها في الحكم.
وأحدث رحيل الملكة المفاجئ تباطأ في الاقتصاد بالمملكة المتحدة، وشكل حالة اضطراب غير مسبوقة كان انعكاسها واضحا على العملة البريطانية.
فبعد فترة الحداد الذي تلا رحيل الملكة، حدثت ضربة لاقتصاد بريطانيا الذي يكافح بالفعل، وبدأ ذلك في الظهور بعد مرور 10 أيام من الحداد، خصوصا أن وفاتها حدثت بعد يومين فقط من تولي رئيسة الوزراء الجديدة ليز تراس منصبها، على وقع أزمة معيشية كبيرة.
الانخفاض استمر خلال الأيام الماضية، حتى وصل اليوم الإثنين إلى أدنى مستوى له على الإطلاق مسجلا 1.0327 دولار، وهبط الجنيه في النهاية 3.34% إلى 1.0490 دولار.
انخفاض العملة البريطانية يرافقه ارتفاع في التضخم إلى أعلى المستويات منذ الثمانينيات أيضا، حيث بلغ حوالي 10%، في ظل مواجهة أزمة طاقة يرجع السبب في جزء كبير منها إلى تصدير الطاقة الروسية إلى أوروبا.
وفي وقت سابق حذر البنك المركزي في المملكة المتحدة "بنك إنجلترا" من أنه يخاطر بالسقوط في ركود قد يستمر على هذه الوتيرة حتى عام 2024.
ورغم عدم تدخل التاج البريطاني في الاقتصاد والسياسة، إلا أنه يُنظر إلى الملكية غالبًا على أنها قائدة دفة البلاد، وجزءًا مهمًا من حياة الناس في المملكة المتحدة، وهي الحالة التي من المحتمل أن تستمر في ظل العاهل الجديد الملك تشارلز الثالث.
وحول علاقة رحيل الملكة بتدهور الجنيه الاسترليني يقول ستيف كلايتون، رئيس صناديق الأسهم في "Hargreaves Lansdown"، في تصريحات صحفية سابقة، إن الحداد منذ وفاة إليزابيث تسبب في انخفاض الإنتاجية والإنتاج الاقتصادي، وهو الأمر الذي حدث أيضا في الربع الثاني من العام الجاري، عندما تم منح عطلة إضافية للاحتفال باليوبيل البلاتيني للملكة.
وعلى كل فإن أزمة الجنيه الاسترليني الحالية ستكون وداعا مؤثرا لصورة الملكة، في آخر لقاء بين صورة إليزابيث والعملة الورقية العريقة والشهيرة بين عملات العالم، قبل أن تحمل صورة الملك تشارلز الثالث، في أقرب وقت.
aXA6IDMuMTMzLjEzNy4xMCA= جزيرة ام اند امز