"نار وغضب" البيت الأبيض تدفع بانون لترك "بريتبارت"
ستيفن بانون أنهى علاقته بالموقع اليميني المتطرف الذي ساعده على أن يصبح ذا تأثير واسع النطاق
ترك ستيفن كيفين بانون، مستشار الشؤون الاستراتيجية السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه كرئيس تنفيذي لشبكة "بريتبارت" الإخبارية، لينهي علاقته بالموقع اليميني المتطرف الذي ساعده على أن يصبح منصة إعلامية ذات تأثير واسع النطاق.
وهو نفسه الموقع الذي ساعده في صعوده كمستشار سياسي وأن يكون شخصا ذا سُلطة ونفوذ محتمل.
ويأتي ترك بانون للموقع بعد أيام فقط من زوبعة سياسية أثارتها تصريحات لمؤلف كتاب "نار وغضب" انتقد فيها زملاءه السابقين في البيت الأبيض، وأدت إلى أزمة كبيرة مع ترامب وحلفائه، ويمثل وفقا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية نهاية متواضعة لشخص تبوأ مستويات عليا من السلطة قبل عام واحد فقط.
ويصور الكتاب، الرئيس الأمريكي وإدارته على نحو سيئ، ويشتمل على عدة مقتطفات مثيرة للجدل من أقوال بانون، الذي سعى لاحقا، للنأي بنفسه عن تعليقات نُسبت إليه تنتقد ترامب وأفراد أسرته.
وبعد أن قام ترامب وحلفاؤه بشن هجوم يقوم على استخدام أسلوب "الأرض المحروقة" ضد بانون ومؤلف الكتاب مايكل وولف، أصدر بانون اعتذارا مطولا، الأحد، وتراجع عن الكثير من تعليقاته، وأكد مجددا دعمه الثابت للرئيس الأمريكي.
ويشير الكتاب أيضا إلى أن أقرب مستشاري ترامب يعتقدون أنه غير مناسب للمنصب، وقال وولف خلال مقابلة على برنامج "اليوم" الجمعة، إن "100٪ من الناس حوله (ترامب) يشككون في ذكائه وقدراته العقلية".
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الخطوة ستجعل بانون بدون منصة واضحة لتعزيز وجهات نظره، وبدون داعم مالي كبير لمرشحيه المفضلين.
وكان بانون ترك "بريتبارت" في أغسطس/آب 2016، للانضمام إلى حملة ترامب الرئاسية، وعمل في وقت لاحق، كبير الاستراتيجيين في البيت الأبيض، قبل أن يقيله ترامب ليعود مرة أخرى للموقع.
ولفتت الصحيفة إلى أن رحيله عن "بريتبارت" جاء بعد ما يبدو أنه تصويت بسحب الثقة من أحد المؤيدين والمستثمرين الرئيسيين في الموقع، حسبما ذكر أشخاص مطلعون في الشركة تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم أنها ريبيكا ميرسر، وهي من المانحين السياسيين الأثرياء، وتملك هي ووالدها، الملياردير روبرت ميرسر، حصة أقل من 50% في الموقع وأصوات مؤثرة في عمله.
ويبدو أن بانون أثار غضب ريبيكا ميرسر بعد إدلائه بتصريحات انتقدت ترامب وأسرته.
ونُقل عن بانون قوله إن ابن ترامب وصهره جاريد كوشنر شاركا في سلوك "خيانة" خلال لقاء سري مع الممثلين الروس أثناء الحملة الانتخابية للحصول على معلومات غير مؤكدة عن هيلاري كلينتون المرشحة الرئاسية السابقة .
ما سبق دفع ربيكا للتدخل ببيان نادر تبرأت فيه من بانون، وقالت: "أنا أؤيد الرئيس ترامب والبرنامج الذي انتخب على أساسه".
وعلى الرغم من أن بانون واصل ترأس اجتماعات "بريتبارت" التحريرية وتقديم برنامجها الإذاعي الفضائية، فإن تصريحات ميرسر بدت أنها تشير إلى نهايته، وفقا لما ذكره أشخاص مطلعون فى الشركة الإعلامية، كما بدا أن قراء الموقع في صف ترامب في هذا الخلاف.
وشغل بانون منصب الرئيس التنفيذي لشبكة أخبار "بريتبارت" منذ عام 2012، وقالت الشبكة على موقعها إن "بانون وبريتبارت يعملان سويا على انتقال سلس ومنظم".
وصرح بانون بالقول: "أنا فخور بما حققه فريق بريتبارت في فترة قصيرة جدا من الزمن في بناء منصة أخبار عالمية".