إيقاف ستيف بانون مستشار ترامب السابق بتهم الاختلاس
منظمة "نبني الجدار" جمعت أكثر من 25 مليون دولار تعهّد المتهمون باستخدامها في بناء الجدار الحدودي، لكنهم استخدموها لتغطية نفقاتهم
أوقفت السلطات الأمريكية، الخميس، ستيف بانون، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سابقا، وتوجيه التهم إليه وثلاثة آخرين باختلاس أموال من مئات آلاف المتبرّعين في إطار حملة لجمع الأموال لبناء الجدار على الحدود مع المكسيك.
وجمعت منظمة "نبني الجدار" أكثر من 25 مليون دولار تعهّد المتهمون باستخدامها في بناء الجدار الذي وعد به ترامب، لكنهم استخدموها بدلا من ذلك لتغطية نفقاتهم الخاصة.
وهي آخر عملية توقيف ضمن سلسلة تحقيقات جنائية طالت شخصيات رفيعة مقرّبة من ترامب، وتأتي قبل بضعة أشهر فقط على انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني التي يأمل الرئيس الجمهوري بأن يفوز فيها بولاية ثانية.
وبعد وقت قصير على الإعلان عن التهم، حاول الرئيس النأي بنفسه عن القضية مؤكدا "لا علم لي بتاتا بهذا المشروع". وأضاف بخصوص بانون "لم أتواصل معه منذ وقت طويل جدا".
وأفاد المدعون الفيدراليون في مانهاتن بأن بانون ومؤسس حملة "نبني الجدار" براين كولفيج وأندرو بادولاتو وتيموثي شي "حصلوا على مئات آلاف الدولارات من المتبرّعين من خلال "نبني الجدار"، واستخدمها كل منهم بطريقة لا تتوافق مع البيانات العامة للمنظمة".
وبدأت المبادرة عام 2018 كحملة على منصة "غو فاند مي" للتمويل الجماعي قال المنظّمون إنها تستخدم لتمويل الجدار الذي تعهّد به ترامب في حملته الانتخابية عام 2016 والتي كان بانون من مهندسيها.
وبعد أسبوع على إطلاقها، جمعت الحملة عن طريق الإنترنت 17 مليون دولار، ما أثار الشكوك لدى موقع جمع التمويل ودفعه لتعليق الحملة مؤقتا.
وأفادت "غو فاند مي" أن على المنظّمين أن يحددوا المشروع غير الربحي الذي يتم استخدام الأموال فيه وإلا فستعاد إلى مصادرها.
وبدأ المتّهمون الأربعة حينها استخدام مشروع غير ربحي يديره بانون وشركة وهمية، إضافة إلى اتفاقيات مورّدين وفواتير مزيّفة لإخفاء أي أثر للأموال، وفق سجّلات المحكمة.
وأفاد المدعون بأن المتّهمين قدّموا طمأنة زائفة للمتبرّعين بشكل متكرر، وتعهّدوا بأن يتم توجيه الأموال التي تم جمعها "للجدار فقط، لا لجيب أحد".
حتى إن كولفيج البالغ 38 عاما والمقيم في فلوريدا، حضّ المتبرّعين في مرحلة ما على شراء القهوة من شركة أخرى كان يديرها، قائلا إن هذه الطريقة الوحيدة التي يمكنه من خلالها "إطعام عائلته وإسكانهم"، بحسب المدعين.
ووصف بانون (66 عاما) علنا نفسه بأنه "متطوع" في العملية.
وكتب بعض المتبرّعين رسالة شخصية إلى كولفيج قائلين إنهم لا يملكون ما يكفي من التمويل ويشككون بجمع الأموال عبر الإنترنت "لكنهم يقدّمون ما بإمكانهم تقديمه لأنهم يثقون بأن كولفيج سيلتزم بتعهّده بشأن طريقة إنفاق تبرّعاتهم".
وبينما طمأنهم كولفيج، الجندي السابق في سلاح الجو الأمريكي، مرارا بأن أموالهم في مأمن، إلا أن المدّعين يقولون إنه استخدم أكثر من 350 ألف دولار لحسابه الخاص، بينها دفعات لشراء قارب وسيارة فخمة وعربة للغولف ولإجراء عمليات تجميل وتسديد ديون بطاقته الائتمانية.
وكان بانون وراء بعض خطوات ترامب الأكثر إثارة للجدل، بما في ذلك حظر مواطني دول معينة من دخول البلاد، وسحب الولايات المتحدة من اتفاق باريس حول المناخ.
وبعد انخراطه في سجالات مع آخرين في البيت الأبيض، بمن فيهم ترامب، أقيل بانون في أغسطس/آب 2017.
وتم توجيه تهم لنحو خمسة مقرّبين من ترامب أو إدانتهم منذ وصله إلى البيت الأبيض، بمن فيهم عدد من كبار الشخصيات الذين قادوا حملته الانتخابية عام 2016.
aXA6IDE4LjE4OC4xMzIuNzEg جزيرة ام اند امز