من العقارات للسياسة.. سر ثقة ترامب في ستيف ويتكوف

بعد نجاحه في مهمة وقف إطلاق النار في غزة، تمكن المستثمر العقاري المخضرم ستيف ويتكوف من نيل ثقة الرئيس دونالد ترامب.

كانت الأنظار تتجه إلى كيث كيلوغ باعتباره الشخص القادر على إنهاء الحرب الروسية بأوكرانيا. لكن المفاجأة كانت في أن ويتكوف، المبعوث الرئاسي الخاص للشرق الأوسط، هو من قام بنقل سجين أمريكي من الأراضي الروسية إلى الولايات المتحدة على متن طائرة خاصة الشهر الماضي.

• «ساعة الصفر» النووية.. أين يختبئ الرئيس الأمريكي؟

ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل تم اختيار ويتكوف، وليس كيلوغ، ليكون عضوًا أساسيًا في فريق ترامب المكلف بالتفاوض بشأن الأزمة الأوكرانية. وقد توجه بالفعل إلى العاصمة الروسية موسكو لإجراء محادثات مباشرة مع المسؤولين الروس.

يعود السبب في هذه الثقة المتزايدة إلى النجاح الذي حققه ويتكوف في مهمة وقف إطلاق النار في غزة. هذا النجاح دفع ترامب إلى الاعتقاد بأن ويتكوف هو الشخص المناسب لقيادة جميع المفاوضات العالمية الكبرى.

ونقلت صحيفة تليغراف عن مصدر مقرب من الرئيس ترامب قوله: "ويتكوف وحش. إنه رجل عقارات نيويوركي صلب. ترامب يعشق حقيقة أنه تفوق على بيبي (نتنياهو)، لذا فمن المرجح أن يكون ويتكوف هو كبير المفاوضين". وأضاف مصدر آخر مقرب من الرئيس أن ترامب "أحب" أسلوب ويتكوف العملي والمباشر في التعامل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.

وأشارت هذه المصادر إلى أنه عندما وصلت محادثات السلام محطتها الحاسمة، اتصل ويتكوف بإسرائيل من قطر ليبلغ مساعدي نتنياهو بأنه سيصل في ظهر اليوم التالي. وعندما أوضح المساعدون بأدب أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يمكن إيقاظه خلال يوم السبت، كانت ردة فعل ويتكوف مفاجئة لهم.

رجل الأعمال النيويوركي، وهو نفسه يهودي، أوضح أن يوم السبت لا يمثل له أي أهمية. وهكذا، وفي خروج غير عادي عن التقاليد، حضر رئيس الوزراء إلى مكتبه لعقد اجتماع رسمي مع ويتكوف، الذي عاد بعد ذلك إلى قطر لإتمام صفقة السلام.

ونقل أحد المصادر قوله: "لم يكن لديهم [الإسرائيليون] أي فكرة عن دور هذا الرجل. كانوا يعرفون فقط أنه مجرد رجل عقارات، صديق لترامب، يتجول في منتجع مار إيه لاغو".

وخلال عملية السلام بأكملها، اعتمد ترامب على مشورة ويتكوف، وهو صديق مقرب للعائلة ومطور عقاري ملياردير. وقد خلف ويتكوف، البالغ من العمر 67 عامًا، غاريد كوشنر في منصب مبعوث الشرق الأوسط، ووعد "بالتحدث والتعاون والتنسيق" مع كوشنر، بحسب ما قاله أصدقاء.

التقى ويتكوف بترامب لأول مرة في عام 1986 عندما كان محاميًا عقاريًا في شركة محاماة كان من بين عملائها ترامب، الذي كان حينها شابًا صاخبًا يحب الحفلات وتتصدر أخباره عناوين الصحف في نيويورك. كانت تلك اللحظة مفصلية، حيث يُقال إنها ألهمته لترك وظيفته في الشركة والدخول في مجال العقارات بنفسه.

في عام 2023، أكمل ويتكوف بيع فندق بارك لين في مانهاتن إلى جهاز قطر للاستثمار مقابل 623 مليون دولار، وهي صفقة من المؤكد أنها لفتت انتباه الرئيس ترامب.

وكان الاثنان يلعبان الغولف في وقت سابق من اليوم الذي حاول فيه توماس ماثيو كروكس اغتيال ترامب ببندقية من طراز AR 15.

أما بالنسبة للجنرال كيث كيلوغ، فقد أصرت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، على أنه لا يزال "جزءًا مهمًا من هذا الفريق في هذا الجهد".