سوق الأسهم في 2023.. الصورة قاتمة
من المتوقع أن تستهل سوق الأسهم الأمريكية عام 2023 بمسار سيء، على الرغم من الوتيرة الثابتة للبيانات المشجعة إلى حد ما.
وكانت تلك البيانات تشير إلى تراجع التضخم وتباطؤ وشيك في أساليب مجلس الاحتياطي الفيدرالي "البنك المركزي" الأكثر تشددًا في الأسابيع الأخيرة.
ستاندرد آند بورز 500.. إلى أدنى مستوياته
ورجح فريق جي بي مورجان، في مذكرة الخميس 1 ديسمبر/كانون الأول 2022، بقيادة دوبرافكو لاكوس بوجاس، أن "يكرر مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أدنى مستوياته لهذا العام" في النصف الأول من عام 2023، مما يشير إلى انخفاض بنسبة 14% لمؤشر S&P 500 عن مستواه يوم الخميس.
وأشار البنك إلى أن "كرة الثلج التي يضرب بها المثل" المتمثلة في ارتفاع تكاليف الاقتراض، وانخفاض مدخرات المستهلكين، وارتفاع معدلات البطالة ستساهم في البداية السيئة للسوق، حسبما نقلت "فوربس".
وأوضح جي بي مورجان، أنه يجب أن تلهم تلك الأخبار السيئة الاحتياطي الفيدرالي لخفض معدلات الفائدة، وتوقع أن ينتهي المطاف بمؤشر S&P عند 4200 العام المقبل، وهو مكسب متواضع بنسبة 3.6% مما هو عليه حاليًا.
وتتوقع العديد من البنوك الأخرى أيضًا بداية فاترة للسوق في مطلع عام 2023، حيث توقع محللو بنك UBS السويسري الشهر الماضي سيناريو "النموذج المعياري" لمؤشر S&P عند 3700 بحلول يونيو/حزيران المقبل، مما يشير إلى انخفاض بنسبة 9%.
ركود وول ستريت بـ11%
فيما أشار محللو جولدمان ساكس، في 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 إلى أن نسبة ركود السوق تحوم عند 11% فقط خلال العام المقبل، مقارنة بنسبة تصل إلى 39%، في نموذج الركود القائم على السوق في بنك جولدمان ساكس.
وستستمر كافة الأنظار موجهة صوب بنك الاحتياطي الفيدرالي، والذي من المتوقع إلى حد كبير أن يرفع معدلات الفائدة على الأموال الفيدرالية بنحو 100 نقطة أساس أخرى في الأشهر المقبلة.
ويكتب محللو جي بي مورجان توقعاتهم "تعتمد إلى حد كبير على مدة فترة الركود، وسرعة رد فعل الاحتياطي الفيدرالي".
وقد كان عام 2022 مزيجًا غير مسبوق تقريبًا من الرياح المعاكسة للسوق، مع استمرار الآثار المترتبة على الوباء، وأزمة الإمدادات، والحرب الروسية الأوكرانية، وأعلى معدل تضخم في أربعة عقود، كل ذلك يلقي بثقله على المستثمرين.
ويسير كل من مؤشر S&P، ومؤشر داو جونز الصناعي، ومؤشر ناسداك للتكنولوجيا الثقيلة على نفس وتيرة أداءهم السنوي الأسوأ منذ الركود الكبير ، على الرغم من مع ارتفاع كل مؤشر بعد أن وصل التضخم ذروته، ومن المحتمل أن يتراجع بنك الاحتياطي الفيدرالي قريبًا عن زياداته القوية غير المسبوقة في معدلات الفائدة.
وارتفع كل مؤشر بنسبة 2% أو أكثر يوم الخميس بعد أن أشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، إلى أن البنك المركزي سيرفع معدلات الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس فقط في اجتماعه المقبل بعد أربع زيادات متتالية بنسبة 0.75%.
ولا تزال مخاوف المستثمرين مرتفعة بشأن الركود، حيث يتوقع أكثر من ثلاثة أرباع مديري صناديق استثمار بنك أوف أميركا ركودًا عالميًا في عام 2023.
وانخفض مؤشر S&P منذ بداية العام حتى الآن بنحو 16%، بالرغم من ارتفاعه بنحو 14% خلال شهري أكتوبر/ تشرين الأول، ونوفمبر/ تشرين الثاني.
وربما تكون الصين مصدرًا رئيسيًا للنمو بعد تراجع القيود المرتبطة بسياسة "صفر كوفيد"، ويتوقع محللو جي بي مورجان ارتفاعًا محتملاً بنسبة 10% لمؤشر (MSCI China)، الذي يقيس مجموعة من الشركات العامة الصينية، بحلول نهاية عام 2023.