الأسهم تتربع على عرش الاستثمارات "الآمنة" في زمن كورونا
تعافت الأسهم العالمية بنسبة هائلة بلغت 31% في غضون أقل من شهرين من موجة بيع في مارس/آذار الماضي
خلص مسح لمديري الصناديق أجراه بنك أوف أمريكا إلى أن المستثمرين متفائلون حيال الأسهم، وبخاصة الأصول عالية المخاطر، لكنهم يتوقعون تعافيا اقتصاديا أبطأ، إذ مازال خطر موجة ثانية من الإصابات بفيروس كورونا المستجد قائما.
كما أظهرت بيانات اليوم أن صناديق الثروة السيادية اتجهت إلى الأسهم والسندات الأمريكية في الربع الأول من العام الجاري.
وتعافت الأسهم العالمية بنسبة هائلة بلغت 31% في غضون أقل من شهرين من موجة بيع في مارس/آذار الماضي، لتعوض أكثر من نصف خسائرها، إذ يراهن المستثمرون على أن النشاط الاقتصادي سينتعش بشكل فائق السرعة فور تخفيف إجراءات العزل.
لكن مؤشرات على تجدد الإصابات بفيروس كورونا في بعض البلدان قوضت تلك الآمال. وأظهر مسح بنك أوف أمريكا أن "موجة ثانية" من الجائحة تعتبر أكبر تهديد للأسواق للشهر الثاني على التوالي.
وفي الوقت الذي تواصل فيه التوقعات الاقتصادية التراجع، أظهر مسح مايو/أيار الجاري أن 75% من المشاركين يعتقدون أن التعافي سيكون على شكل حرف U أو W. ولم يتوقع سوى 10% من المشاركين في المسح البالغ عددهم 194 تعافيا على شكل حرف V.
والتعافي على شكل حرف V يشير إلى تراجع في النمو متبوع بتعاف على نفس القدر من الحدة، في حين يحدث التعافي على شكل حرف U عندما يستغرق التعافي أكثر من ربعي سنة، ويشير التعافي على شكل حرف W إلى نزول مزدوج في النمو.
وتجلى تشاؤم المستثمرين بشكل أكبر في مستويات السيولة التي صعدت إلى 5.7، وهو ما يزيد كثيرا على نسبة الأربعة بالمئة المسجلة في فبراير/شباط الماضي ويقل بشكل طفيف عن أبريل/نيسان الماضي.
وفي سياق متصل، أظهرت بيانات اليوم أن صناديق الثروة السيادية اتجهت إلى الأسهم والسندات الأمريكية في الربع الأول من العام على حساب الاستثمارات عالية المخاطر مثل أسهم وسندات الأسواق الناشئة في ظل انتشار فيروس كورونا في أنحاء العالم.
وأفادت بيانات من إيفستمنت أن استراتيجيات الأسهم الأمريكية التي يديرها مديرو صناديق خارجيين استقطبت صافي تدفقات بقيمة 5.36 مليار دولار من صناديق الثروة السيادية في الربع الأول، إذ اتجهت الغالبية إلى استراتيجيات أسهم ستاندرد آند بورز 500 الخاملة التي شهدت أكبر تدفقات لها في آخر ثلاث سنوات.
وكان هناك طلب أيضا على أدوات الدخل الثابت الأمريكية، إذ بلغ صافي التدفقات عليها 341.1 مليون دولار وهو الأعلى أيضا في السنوات الثلاث الأخيرة.
وأشار مايك تشو المحلل لدى إيفستمنت إلى أن التدفقات كانت أكثر قوة بالنسبة لمن يستثمرون في أصول الدخل الثابت منخفضة المخاطر.
لكن صناديق الأسهم الخاملة للأسواق الناشئة عانت من نزوح بقيمة 2.12 مليار دولار، وهو أكبر خروج صاف على أساس فصلي منذ أواخر 2017.
ومحا فيروس كورونا وصدمة أسعار النفط 12 تريليون دولار من أسواق الأسهم العالمية في الربع الأول، غير أن الأسهم تعافت بنحو 25% من أدنى مستوياتها المسجلة في مارس/آذار الماضي.
وتشير التدفقات الاستثمارية إلى أن الصناديق السيادية احتفظت بهدوئها في ظل الاضطرابات، إذ ضخت صافي تدفقات على مديري الصناديق الخارجيين في شتى استراتيجيات الأسهم والسندات بقيمة 1.44 مليار دولار على مدار ربع السنة هو أعلى مستوى في عامين.