عاصفة الحزم في عامها الثالث.. تأمين السواحل وتحرير الحديدة

عاصفة الحزم في مطلع عامها الثالث، يحل تأمين سواحل البحر الأحمر وتأمين ميناء الحديدة، على قائمة الأهداف الجديدة للتحالف العربي.

حققت عاصفة الحزم عددا من الأهداف الاستراتيجية بعد عامين من انطلاقها لمساندة الشرعية في اليمن، وفي مطلع عامها الثالث، يحل تأمين سواحل البحر الأحمر وتأمين ميناء الحديدة، على قائمة الأهداف الجديدة للتحالف العربي.

وطيلة الفترة الماضية، استغل الحوثيون السواحل الغربية للبحر الأحمر، في عمليات عسكرية لمهاجمة السفن في المياه الإقليمية واليمنية، فيما تم استخدام ميناء الحديدة، كمنصة لانطلاق عملياتهم العسكرية لتهديد الملاحة.

ووفقا للمتحدث الرسمي للتحالف، أحمد عسيري، يستخدم الحوثيون ميناء الحديدة "قاعدة عسكرية" لهجمات على خطوط الملاحة في البحر الأحمر، كما يستخدمونه لتهريب الأسلحة.

وتوعد عسيري في تصريحات نقلتها قناة" الإخبارية" السعودية، السبت، باستمرار عمليات التحالف حتى إعادة الشرعية لكامل الأراضي اليمنية، وأن يعود ميناء الحديدة اليوم أو غدا للسلطة الشرعية.

وبات تحرير"ميناء الحديدة" الهدف الأهم للتحالف في الفترة القادمة، لمنع تهريب الأسلحة.

ويقول مراقبون، إن الحوثيين يستغلونه أيضا للاتجار بالبشر، والدليل الحادث المأساوي الأخير والغامض الذي تعرض له قارب لاجئين أفارقة، ما أسفر عن مقتل 42 منهم .

ويتذرع الحوثيون بأن الميناء يستقبل 70% من البضائع الواصلة لليمن، لابتزاز الأمم المتحدة من أجل الضغط على التحالف بأن تحرير الميناء سيجعل البلد تدخل في مجاعة محتومة.

لكن الحكومة الشرعية أعلنت جاهزية ميناء عدن، جنوبي البلاد، لاستقبال كافة البضائع ولجميع المحافظات اليمنية، ما يقطع ذرائع الحوثيين من تحرير ميناء الحديدة الذي يدر عليهم إيرادات بمليارات الريالات.

وبدأ التحالف العربي بالفعل، خلال الأيام الماضية، بعمليات تمهيد لتحرير سواحل الحديدة ومينائها الاستراتيجي، وذلك بتكثيف من الضربات الجوية على معاقل وتحركات الحوثيين في مديريات الساحل الغربي.

وعقب تحرير السواحل الغربي لمحافظة تعز من "ذوباب" وحتى "المخا"، بمساندة التحالف، باتت مديرية" الخوخة" أولى مديريات الحديدة، الهدف الأول للتحالف.

وقال محمد دوبلة، وهو أحد سكان مدينة الخوخة لـ"بوابة العين": إن ملامح عملية عسكرية بدأت تلوح في الأفق لتحرير سواحل الحديدة، وأن هناك مئات الأسر بدأت بالنزوح مع تحشيد الحوثيين مقاتليهم إلى الخوخة للتصدي لأي زحف للقوات الحكومية القادمة من سواحل تعز.

وإذا ما تمت السيطرة على الخوخة، سيكون على القوات الحكومية أن تقطع نحو 100 كيلو متر لتصل إلى ميناء الحديدة، ولن يقف أمامها سوى عدد من القرى الصغيرة للصيادين، وفقا لدوبلة.

ويرى مراقبون، أن استعادة ميناء الحديدة هو المعركة خلال المرحلة المقبلة بالنسبة للقوات الحكومية والتحالف العربي، فبالإضافة إلى الأهمية العسكرية، سيشكل استعادة الميناء ضربة اقتصادية كبيرة للانقلابيين.

ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي "وضاح الجليل"، إن أهمية استعادة ميناء الحديدة" تتمثل في كونه آخر منفذ مائي تقريبا يسيطر عليه الانقلابيون، ومن خلاله يحققون مكاسب مالية ولوجستية تساعدهم في مواصلة الحرب".

وقال الجليل في تصريحات لـ"بوابة العين": "بعد استعادة ميناء المخا وطرد الانقلابيين من باب المندب، فإن ميناء الحديدة سيكون هو أحد آخر منفذ لاستقبال الأسلحة المهربة عبر البحر الأحمر إلى جانب ميناء الصليف شمالا".

وأضاف: "باستعادة ميناء الحديدة سيكون أمام السلطات الشرعية فرصة لإثبات قدرتها على إدارة الملف الاقتصادي، وتزويد اليمنيين في كل المناطق، بما فيها تلك التي تحت سيطرة الانقلابيين، بكافة المتطلبات الأساسية والضرورية".

ويرى الجليل، أن عاصفة الحزم قد أوقعت بالانقلابيين خسائر كبير، وساعدت اليمنيين على تحجيم المشروع الانقلابي المناطقي الطائفي، وخلال العامين الماضيين استعادت الشرعية اليمنية مساحات واسعة من أيدي الانقلابيين، واستطاعت إيجاد موطئ قدم لها في الكثير من المناطق، برغم أنها لم تتمكن من مواجهة كافة تبعات الحرب والانقلاب بعد فشل الحكومة في إدارة الملفين الأمني والاقتصادي، إلا أنها أوجدت ما يمكن البناء عليه.

ووفقا للجليل، فإنه يجب على الحكومة الشرعية والتحالف تلافي أي قصور في إدارة أي من الملفات الأمنية والاقتصادية خلال العام الثالث، بالتزامن مع مواصلة العمل العسكري لتحرير الساحل الغربي.

وخلال الأسابيع الماضية، يحشد الحوثيون مئات المقاتلين من مناطق شمال الشمال صوب ميناء الحديدة كما يقومون بتحشيد وتجنيد أبناء المناطق التهامية الفقيرة التي تعاني من سوء تغذية حاد، من أجل الزج بهم في معارك الدفاع عن الميناء.

وقالت مصادر محلية لـ"بوابة العين": إن تحركات مريبة وزيارات لا تنقطع يجريها قادة حوثيون إلى مدينة الحديدة، خلال الأيام الماضية، ويشرفون على معسكرات تدريب مختلفة لأبناء المحافظة، لكن هناك رفضا شعبيا من قبل سكان الحديدة للانخراط في معاركهم رغم عمليات الترهيب.