عاصفة أوميكرون تجتاح العالم.. ورسالة مطمئنة من "الصحة العالمية"
بينما تسبب أوميكرون في أعداد كبيرة من الإصابات، فيما يشبه "العاصفة"، إلا أن التدمير الذي تسببه العواصف قد لا ينطبق على المتحور الجديد، وفق مزيد من الدراسات والآراء التي تحمل رسائل مطمئنة حول معدلات التعافي الكبيرة من المرض الذي يسببه المتحور.
وسجلت العديد من البلدان أرقاما قياسية للإصابة بفيروس كورونا بسبب قدرة المتحور الجديد على الانتشار، حيث سجلت الولايات المتحدة وحدها أكثر من مليون إصابة جديدة بفيروس كورونا، الإثنين، وهو رقم يزيد بهامش كبير على أكبر عدد تسجله أي دولة منذ بداية الوباء قبل نحو عامين، ويقترب من ضعف الرقم القياسي السابق، الذي بلغ 590 ألف حالة، وسجلته الولايات المتحدة قبل ذلك بـ4 أيام فقط.
وأبلغت أستراليا كذلك، اليوم الثلاثاء، عن عدد قياسي من الإصابات بلغ نحو 50 ألف إصابة يومية، بينما سجلت ألمانيا 30 ألفا و561 إصابة، وزاد العدد في بريطانيا إلى 200 ألف، فيما سجلت فرنسا عددًا قياسيًا بلغ 270 ألفا.
وانضمت الهند إلى قائمة أرقام إصابات كورونا القياسية بسبب المتحور الجديد، وأعلنت وزارة الصحة الهندية، الثلاثاء، تسجيل أكبر زيادة يومية منذ أوائل سبتمبر/ أيلول، حيث سجلت 37 ألفا و279 إصابة، في أكبر زيادة يومية منذ أوائل سبتمبر/ أيلول.
وفي مشهد يعكس قدرة كبيرة لهذا الفيروس على الانتشار، والذي يبدو أنه قادرا على الإصابة رغم الحصول على اللقاحات، تم الإعلان عن انضمام عدد كبير من المشاهير والشخصيات العامة إلى قائمة المرضى، ومنهم ملك السويد كارل جوستاف السادس عشر وزوجته الملكة سيلفيا، والرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، ونظيره البوتسواني موكويتسي ماسيسي، مرورًا بحارس مرمى باريس سان جرمان جيانلويجي دوناروما، ولاعبي كرة القدم لوكاس هيرنانديز وتانجي نيانزو من بايرن ميونيخ، الذي أصيب ما لا يقل عن 8 من لاعبيه بالعدوى.
ورغم ذلك، تظل النصيحة التي ترددها منظمة الصحة العالمية دوما هي أن اللقاحات مهمة، حتى وإن لم توفر الحماية من أوميكرون وأشقائه، حيث إنها تساعد على تخفيض أعراض المرض إلى الحالة التي لا تستدعي دخول المستشفيات، لا سيما وأن المتحور الجديد أوميكرون، وإن كان سريع الانتشار، إلا أنه أقل شراسة من المتحورات الأخرى.
وحملت رسالة مطمئنة أطلقها، اليوم الثلاثاء، عبدي محمود، مدير الحوادث بمنظمة الصحة العالمية، هذا المعنى، حيث قال في مؤتمر صحفي إن المزيد من الأدلة تظهر أن متغير أوميكرون يؤثر على الجهاز التنفسي العلوي، مما يتسبب في أعراض أكثر اعتدالًا من المتغيرات السابقة ويؤدي إلى "فصل" في بعض الأماكن بين ارتفاع أعداد الحالات وانخفاض معدلات الوفيات.
وأضاف: "نشهد المزيد والمزيد من الدراسات التي تشير إلى أن أوميكرون يصيب الجهاز التنفسي العلوي على عكس المتغيرات الأخرى التي يمكن أن تصيب الرئة وتسبب التهابًا رئويًا حادًا".
وتتناغم ملاحظات محمود حول انخفاض مخاطر الإصابة بمرض حاد مع بيانات أخرى، بما في ذلك دراسة من جنوب إفريقيا، والتي كانت واحدة من أوائل البلدان التي تم فيها اكتشاف "أوميكرون"
ومع ذلك، حذر محمود أن قابلية انتقال "أوميكرون" تعني أنه سيصبح متحور مهيمن في غضون أسابيع في العديد من الأماكن، مما يشكل تهديدًا للأنظمة الطبية في البلدان التي لا تزال نسبة عالية من السكان فيها غير محصنة.
ويشير تحذير محمود إلى أهمية الإسراع بحملات التحصين، والتي يمكن أن تحول متحور أوميكرون عند إصابة المحصنين، إلى ما يشبه الجرعة المعززة من اللقاح، التي تعطي الشخص مزيد من المناعة في مواجهة المتحورات الأخرى، ومنها متحور "دلتا".
وأكدت دراسة لمعهد أبحاث الصحة الأفريقية من جنوب أفريقيا على هذا المعنى، حيث أثبتت أن الأشخاص الذين تعافوا من الإصابة بفيروس أوميكرون الجديد، قد يكونون قادرين على درء الإصابات اللاحقة من متغير دلتا، وهو ما يعني أن العالم الذي يهيمن عليه أوميكرون قد يشهد عددًا أقل من حالات الاستشفاء والوفيات مقارنة بالعالم الذي تستمر فيه دلتا.
ويقول أليكس سيجال، عالم الفيروسات في معهد أبحاث الصحة الأفريقية، الذي قاد الدراسة الجديدة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للمعهد قبل أسبوع: "من المرجح أن يدفع أوميكرون دلتا للخارج، وربما يكون دفع دلتا للخارج أمرًا جيدًا حقًا، ونحن نبحث عن شيء يمكننا التعايش معه بسهولة أكبر من المتغيرات السابقة".
ويتناغم هذا الاكتشاف، الذي رصدته دراسة جنوب إفريقيا مع ما ذهب إليه العالم المصري أحمد سالمان، مدرس درس علم المناعة وتطوير اللقاحات في معهد "إدوارد جينز" بجامعة أوكسفورد، في تصريحات خاصة لـ "العين الإخبارية".
وقال سلمان إن متحور أوميكرون سيساعد بقدرته على إصابة عدد كبير من الناس في وقت قليل على إكساب البشر مناعة طبيعية ضد الفيروس، تمهيدا لتحوله إلى فيروس متوطن.
aXA6IDE4LjIyMi4xMjEuMjQg جزيرة ام اند امز