رئيس جائزة ملتقى القصة القصيرة: نعمل بشفافية ونزاهة
جائزة الملتقى تُمنح للقصة القصيرة العربية لمجموعة قصصية واحدة منشورة ورقياً باللغة العربية، ويحصل الفائز على 20 ألف دولار أمريكي.
تعلن جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية خلال ساعات اسم الفائز بلقب الدورة الـ4، في حفل تُقيمه جامعة الشرق الأوسط الأمريكية "AUM"، ويرافق ذلك نشاط ثقافي عربي غني، بحضور مجموعة من الأدباء والمترجمين والناشرين العرب والعالميين.
وتُمنح جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية لمجموعة قصصية واحدة منشورة ورقياً باللغة العربية، ويحصل الفائز على 20 ألف دولار أمريكي.
وقال الروائي الكويتي طالب الرفاعي، في حديث مع "العين الإخبارية"، إن الجائزة تعمل بشفافية تامة، ولا يُخفي منظموها أي شيء، مشيراً إلى نجاح الجائزة في أن توجد لنفسها مكانة ومصداقية في عالمنا العربي، لأنها توجهت لفن القصة، الذي تعرض للتهميش، مقابل صعود الرواية.
وعن النجاح الذي حققته الجائزة رغم عمرها القصير قال "الرفاعي": "جئت إلى رئاسة الجائزة بعد خبرة طويلة في الجوائز، خاصة وجودي على رأس جائزة البوكر للرواية العربية، ودخولي في تحكيم جوائز وقصص كثيرة ومهرجانات داخل الكويت وخارجها، بالإضافة إلى أنها صدرت عن جامعة أكاديمية، وهي الجامعة الأمريكية في الكويت، وأسست عبر مجلس الأمناء ومجلسها الاستشاري".
وتابع: "هذا فضلاً عن إعلان أسماء لجنة التحكيم قبل بدء الدورة، حرصاً على الشفافية، لأننا لا نريد أن نعمل في الخفاء، أو نخفي شيئاً، وأول ما يٌطلب من لجنة التحكيم إبراز معايير عملها، ثم بدء العمل، وهي بعيدة كل البعد عن أي تدخل، فليس لأي شخص أو أي جهة أن تتدخل في عمل اللجنة".
وحول معايير اختيار لجان التحكيم في الجائزة، وكذلك الأعمال المرشحة للجائزة، أوضح الروائي الكويتي: "أحاول جاهداً الابتعاد عن الأسماء المكررة، واختيار أسماء تتسم بالصدق والنزاهة والشفافية، وهم "أبناء الكار" كما نقول، وهم نقاد وقصاصون وروائيون وأساتذة في مادة الكتابة الإبداعية".
وأكد "الرفاعي" أن الجائزة شجعت الناشرين على الإقدام على نشر القصة القصيرة، بعدما كان النشر مقتصرا على الرواية، قائلاً: "إن العديد من الناشرين العرب أكدوا أن جائزة الملتقى جعلت الناشر العربي يتجه ثانية إلى القصة القصيرة، وأن الآن أصبحت المجموعات القصصية تلقى قبولًا".
ولفت إلى أن أول فائز في الدورة الأولى كان مازن معروف، وترجمت مجموعته إلى اللغة الإنجليزية، ووصلت إلى واحدة من أهم الجوائز في العالم، وهي جائزة "وان مان بوكر العالمية"، وهذه أول مجموعة قصصية في تاريخ الكتابة العربية تصل لهذه الجائزة.
وتابع: "هناك روايات وصلت لهذه الجائزة، أما القصة فهذه أول مجموعة تصل لهذا الإنجاز، وهذا يعني أن الجائزة كانت قادرة على اختيار عمل جيد ومتميز، والمجموعة تُرجمت لأكثر من لغة، وفي الدورة الـ2 فازت الدكتورة شهلا العجيلي، التي حظيت مجموعتها بأكثر من ترجمة، وفي الدورة الـ3 فاز الكاتب العراقي ضياء جبيلي، وحاز على عدة ترجمات".
وأعلنت الشهر الماضي القائمة القصيرة للجائزة، وضمت 5 مجموعات قصصية من أصل 209 مجموعات ترشحت للجائزة، وقد اجتمعت لجنة التحكيم برئاسة الإسباني لويس ميجيل كانيادا، وعضوية كل من دكتور سعيد الوكيل.
وشملت اللجنة دكتور عبدالرزاق المصباحي، ودكتور رامي أبو شهاب، والكاتبة باسمة العنزي، لاختيار القائمة القصيرة وفق المعايير الإبداعية والفنية التي اعتمدتها اللجنة منذ تشكيلها في الأول من شهر أبريل/نيسان الماضي، وذلك بالتحقّق من الأسس الفنية التي يجب توفّرها لبناء وشكل القصة القصيرة الحديثة.
وأخذت اللجنة في الاعتبار، القواعد الأساسية للجائزة، التي تتوافق مع رؤية الجائزة، وأبرزها الشفافية والنزاهة والموضوعية، ووقع الاختيار على 5 مجموعات قصصية من 5 دول عربية، هي: "احتراق الرغيف" لوفاء الحربي من السعودية، و"الساعة الأخيرة" لسفيان رجب من تونس، و"صرخة مونش" لمحمود الرحبي من عُمان ، و"الطلبية C345" لشيخة حسين حليوى من فلسطين، وأخيراً "مدن تأكل نفسها" للمصري شريف صالح.
وطالب الرفاعي روائي وقاص كويتي من مواليد 1958، ومن إصداراته "ظلّ الشمس"، و"سرقات صغيرة"، و"الثوب"، ونال جائزة الدولة في الآداب عام 2002، عن روايته "رائحة البحر".
عمل "الرفاعي" مديراً لإدارة الثقافة والفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ومديراً ومستشاراً لجريدة "الفنون"، بالإضافة إلى الكتابة الروائية، له العديد من الأبحاث الأدبية والتاريخية، وهو رئيس جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية، التي تأسست عام 2015، وتدار بالشراكة مع الجامعة الأمريكية في الكويت، حيث يُدرّس مادة الكتابة الإبداعية.
وكان "الرفاعي" رئيساً للجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية عام 2010، وترشحت روايته "في الهنا" (2014) في القائمة الطويلة لجائزة العام 2016، ويرى "الرفاعي" أن الجائزة ساعدت على تشجيع الناشرين العرب من جديد على نشر المجموعات القصصية بعد سنوات من التحفظ والرفض.